عن 30 يونيو .. و سيناريوهات ثلاث
تبدو الأنفاس محتبسة على كل الجبهات .. انتظارا لليوم الثلاثيني من الشهر السادس، فليكن .. و لنتخيل السيناريوهات الثلاثة المحتملة لذلك اليوم ..
لكن كمحددات أولية سنفترض التالي:
1. المظاهرات سلمية تماما .. و مظاهر العنف غير ممنهجة عدا بعض المناوشات
2. سنعتبر تركز المظاهرات في ميادين مصر و في القاهرة مظاهرة ميدان التحرير ثم مسيرة للقصر الرئاسي و ربما المحكمة الدستورية كما يريد مسئولي تمرد
3. سنتفرض خروج مقر المقطم من اللعبة الاحتجاجية
سنبدأ من السيناريو الأقل احتمالا:
1. أن يكون حشدا ضعيفا لا يتجاوز بضعة ألآف و حينها ستبتلع الوجوه البارزة في جبهة الإنقاذ ألسنتها تماما و كذلك معظم المعارضين المنادين بالسقوط الفوري للرئيس .. و حتى الأصوات المنادية بانتخابات رئاسية مبكرة ستخفت تماما .. و يصبح الخيار الوحيد أمام المعارضين انتظار استحقاقات الانتخابات البرلمانية و الرئاسية في مواعيدها .. و سيتفرغ النظام لترتيب أوراقه الاقتصادية و الإجتماعية في ظل تحديات كبيرة ورثها عن النظام المخلوع.
أما السيناريو الغير متوقع (رغم احتماله):
2. أن يكون الحشد كبيرا جداً .. يتجاوز الـستة أصفار .. و يكون مشهد المسيرة مهيباً أمام عدسات التليفزيون (هكذا هي اللعبة ) .. و إذا استطاعت القوى المحتجة باختلافاتها الأيديولوجية بلورة رؤية محددة تمثل المعارضة .. ستكون المعارضة في موقف جيد لبدء مفاوضات جادة و عملية مع النظام ربما تصل لاتفاق يُوافق فيه على انتخابات رئاسية مبكرة .. بشكل قانوني و دون حدوث أي فراغ دستوري .. و في هذه الحالة لدينا سيناريوهان فرعيان هما:
أ. فوز الرئيس مرسي مرة ثانية و في هذه المرة سنعود لنتائج الاحتمال 1
ب. فوز أحد آخر و هنا لدينا احتمالان قويان: الشيخ حازم (و يبقى لبسنا كلنا في الحيط) أو شفيق ( ليظل الباقي من الثورة فقط هو البونبوني الذي وعدنا به) !!
فوز أحد الوجوه الأخرى مثل الدكتور البرادعي (الذي كنت مؤيدا له حتى سحبه الترشيح) أو حمدين صباحي أو حتى أستاذنا د.أبوالفتوح يبدو مستبعداً قليلا في ظل أداء يشوبه توتر و ضعف واضح في لعب دور المعارض .. ربما الأوفر حظا سيكون أبوالفتوح الذي يبني أرضية حزبية متزايدة لكنها لا زالت هشة في ظل اعتمادها على طيف واسع يجمعه التوافق المرحلي و الطاقات الشبابية دون وجود قناعات فكرية مشتركة تمثل أساسا صلبا للتجربة الحزبية
طيب:
مسألة فوز حازم ستعيدنا للمربع أ مع إضافات أكثر ثورية-إسلامية -مكس .. حاجه لوز :)) … أما شفيق : فشخصه ليس بالمهم تماما .. الأسوأ هو عودة النظام السابق بكامل هيئته .. لا أقصد وجوه النظام و إنما آلياته المعتمدة على رأس المال المتوحش و الفساد السياسي و الاقتصادي ثم تهميش كامل لمسألة الحريات و الديمقراطية .. إنها تجليات المرحلة المباركية !!
أما السيناريو الأكثر احتمالاً (و السيء تماما):
3.خروج مظاهرة متوسطة (50 إلى 100 ألف) و حينها لن نراوح المكان !! و كل فريق سيظل محافظا على مساحته و سيظل الشد و الجذب سيدا الموقف ..
و الحل الوحيد هو إنجاز كبير من السلطة يسحب البساط من تحت أقدام المعارضة (يبدو مستبعدا في ظل الأزمات الطاحنة) .. أو مبادرة جريئة من النظام لمراوحة المكان و لعمل توافق مع المعارضة بكل أطيافها و رسم خريطة العمل السياسي حتى نهاية الفترة الرئاسية.
السيناريو الرابع (البعيــــد تماما):
4. و هو الأكثر استبعادا و الأكثر سوداوية و هو سيطرة الجيش على مقاليد الأمور بعد انفلات الأمن تماما و تسيد تيارات العنف و عدم قدرة الأطراف على التوصل لأي حلول .
ملحوظة موضوعية:
السيناريوهات الثلاث الأولى تفترض عدم وجود عنف .. وهو الشيئ البغيض الذي يجب أن نحذر منه تماما مهما كانت خلافاتنا و اختلافاتنا و مهما علت أو تحادت أصواتنا
ملحوظة على الهامش:
هل تلاحظون حساسية الأرقام و من يا ترى له قدرة أكبر على الحشد !! ألا نستخدم كلمات الموالاة و المعارضة بشكل مفرط .. هل نقترب رويدا من الحالة اللبنانية حين أصبحت قدرات الحشد هو تعبير عن قوة الطائفة و ليست مجرد أداء سياسي .. حين تصبح كلمات الموالاة و المعارضة تعبيرا عن تلك التكتلات !!
التحدي كبير أمام الجميع .. و أتمنى أن يكون يوما لبداية استقرار و تطور في الأداء و قدرة على حل المشكلات العالقة (أنت تعرف إذاً لأي سيناريو أميل)
عبدالعظيم - برلين
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200548251643384
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق