‏إظهار الرسائل ذات التسميات برلين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات برلين. إظهار كافة الرسائل

السبت، 18 يناير 2014

تلك الأيام .. يناير 2011

الواحد كان قرب ينسى فعلا.. افتكرت فرحتنا بتونس .. أنا فهمتكم !!.. الشاب في الشوارع الخالية: بن علي هرب .. المجرم هرب.. و الشيخ يمسح على رأسه الأبيض و الدموع منسابة: لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية .. تجمعنا أمام سفارة تونس في برلين و الفرحة كبيرة.. أمازح صحابنا: لقاؤنا يوم 25 لعلنا نفعلها أيضاََ .. صفحة خالد سعيد مزدهرة .. كلامهم مصر ليست تونس .. و تونس تعطينا الأمل الكبير بأننا سنكون تونس
يوم 25.. الأفكار مرتبكة اتصالات بين الأصدقاء: عايزين نعمل حاجة.. كيف يمكن تنظيم مظاهرة في برلين أتصل بالحاج علي .. و وقفة أمام بوابة براندنبورج الشهيرة .. نجتمع في مكتب الرجل و يسلمنا المفتاح.. ألتقي علاء و نكتب بياننا الأول بعاطفة متدفقة يتذكرها المرء بابتسام.. يقطعون الانترنت و الاتصالات و القطارات .. القلق عارم .. ثم سهر الليل في كتابة اللافتات .. أين الأعلام؟.. يصمم عمر علما و نطبعه على ورق مقوى .. شباب الجيل الثاني محمد و رامي .. فكرة ما تتبلور في صفحة معاََ ..الجمعة 28 أكثر من مائة متظاهر أمام سفارة مصر أتوا من كل مدينة في ألمانيا .. ستستضيف برلين الكثير لاحقاََ .. والأمن يصور من خلف الزجاج و نحن نهتف و نتابع الأخبار.. في الأيام التالية كنا 3 الآف نجوب شوارع برلين و الناس تتفاعل بكثير من الأسئلة .. من قام بالثورة .. يسأل مراسل رويترز ثم ماذا بعد؟ يا عم قول لمبارك يمشي الأول و بعدين نشوف .. إحباطات خطابات مبارك .. متى سيقول أنا فهمتكم ؟ .. رومانسية حالمة .. اتصل بالأصدقاء في التحرير: من لم يعش معنا تلك الأيام في الميدان فاته نصف عمره.. و عمر يأخذ طائرة الفجر حتى لا يفوته نصف عمره و يشهد اليوم الأخير 11 فبراير .. في نفس الوقت نجول في شوارع برلين و في لحظة الاقتراب من بوابة براندنبورج حيث كانت البداية يصل الخبر .. فرحة خيالية دموع و ضحكات و سجود و رقص .. المشاعر تفيض بكل معانيها .. صديق ألماني يعكر الفرحة إزاي تفرحوا و العسكر موجودين .. بعض القلق لكن الفرحة تستمر .. و يأخذنا التيار في مساره اللانهائي و تخفت أشياء جميلة كانت قد وهبتنا حياة جديدة.. و تعلو أشياء حزينة..تتفرق المسارات و نستسلم للتفتت كأن الحلم لم يكن .. استرجع اللحظات و تبدل المواقع و تغير المواقف .. و تفكير عميق كيف لكل ذلك أن يحدث هكذا ببساطة ؟!.. اكتب سيناريو يسترجع التاريخ و أتلمس مواضع بحنين كبير و أخرى بألم أكبر .. و هاهو يقترب اليوم من جديد لكن الناس شيئ آخر و الأرض لم تعد ما كانت عليه .. و لكل لحظة قوانينها و أبحث عن المعادلة التي تعطي النتيجة الصحيحة لكن شيئاََ ماقد انكسر.. و يتعب القلب كثيراََ و لكن يظل الأمل..

https://www.facebook.com/terkawi/posts/10201944703593810

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

محاضرة Ingrid Mattson في برلين

فاستبقوا الخيرات..

كل تفصيلة في الحدث كانت مثيرة للاهتمام..
الأكاديمية الكاثوليكية في برلين Katholische Akademie in Berlin تستضيف الدكتورةIngrid Mattson 


السيدة الكندية التي قامت برحلة عقلية و روحية في الإسلام و الديانات.. ثم كانت أفكارها الملهمة (مزيج مبهر بين الروحانية الصوفية و أفكار مدرسة الإحياء و التجديد) و أول سيدة ترأس اتحاد مسلمي أمريكا الشمالية..

و بدأت المحاضرة و تحدثت انجريد بعذوبة و منطق و إلهام.. 
كانت كلماتها معزوفة جميلة في حب الله و البشرية و الكون.. وفي تناغم بديع 
هذه من اللحظات التي تشعر فيها بالامتنان و بالتحليق في سماء الإنسانية بمعانيها الشاملة..

في اليوم التالي كانت حلقة نقاشية تجلت فيها قدرات انجريد.. ليست أفكارها فقط هي المبهرة.. و لكنها قوة روحية و مثابرة تستحق الإعجاب..

وهنا بعض أفكار من محاضرتها و حلقة النقاش (من الذاكرة و ليست ترجمة و الإضافات مني) ..ثم هناك تسجيل صوتي:


- كثيرون يؤمنون بالإله .. لكنهم لا يؤمنون بدين محدد يدعونهم في أمريكا Nons (خمس الأمريكان هم كذلك و بالذات في الأجيال الجديدة) .. نظرتهم للدين سلبية باعتباره لعبا دورا سيئا في التاريخ .. هذه حقيقة تصطدم البعض في البداية

- المهاجرون المسلمون لأوروبا ينتمون للإسلام ثقافيا (لم يكن اختيارا شخصيا بالضرورة و لكن نتيجة تفاعل مع بيئتهم الإسلامية).. الجيل الجديد (يسميهم البعض unmosqued .. غير مرتبطين بالمسجد بالضرورة أو الثقافة بشكل تلقائي) لديهم القدرة على الاختيار و تواجههم الكثير من الأسئلة التي لا تجد إجابات شافية من الإمام/الشيخ .. فيعيشون في الغالب مع ظلال كبيرة من الشك .. إنه جيل مختلف يستحق رؤية مختلفة!

- .. we are not self-made men and women .. we are formed in our environment
لسنا منعزلين .. نحن نتاج بيئتنا .. و لذا فهم البيئة التي نزل فيها النص الإلهي يمكن من خلاله أن نفهم الكثير .. (إضافة: و فهم اللغة العربية يشكل مفتاحا هاما أيضا)

- نشأت انجريد كفتاة كاثوليكية .. تميل للتعاطف الإنساني كما ربتها أمها .. و أحيانا يأتيها الشعور أن هذا الجزء لازال مكونا هاما في شخصيتها
- كانت بدايتها الأولى في بيشاور تسمع عن الوهابية و فصل البنات و عدم تعليمهن و يكفرون الناس.. إنه مزج العادات بالإسلام ثم تفسيرها بنصوصه .. و هذه أزمة مستمرة !! Justification by islam

- تعاليم الإسلام ليست مجرد دليل إرشادي للإنسانية و علاقتها بالإله .. المكنسة الكهربية تحتاج لدليل استخدامها .. لكن الإنسان بحاجة لما هو أكثر .. و حياتنا ليست مكرسة -مثلا- لتنظيف السجادة كالمكنسة .. 

- انظر مثلا لتعامل الإسلام مع قضية المياه و اهتمامه االبالغ بها .. (وجعلنا من الماء كل شيئ حي .. لا تسرف في الماء و لو كنت على نهر جاري .. و..) .. إنه اهتمام يتجاوز حدود التعاليم للاهتمام بالعالم كله
- الإسلام يدعونا لفهم كينونة العالم .. في فهم التواصل الروحي و العضوي بين مكوناته the connection in the world has to be understood

- نحن بحاجة للحظة راحة مع النفس .. لسكينة .. خلوة روحية .. إعادة التفكير .. هذه من اللحظات التي تصنع العالم .. 
تتذكر انجريد قصة سيدنا زكريا (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) .. 
العقل يحتاج لبعض لحظات لتفهم العالم و زكريا احتاجها لفهم المعجزة .. 

و كذلك السيدة مريم العذراء (و هنا تتحدث انجريد بعذوبة بالغة في قاعة الأكاديمية الكاثوليكية) .. كانت مريم بحاجة للحظة استيعاب .. لهدوء روحي بعد وضعها للمسيح (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) 

الإمام أبوحامد الغزالي ..فقد القدرة على الكلام لفترة .. كان صامتا في خلوة .. و بعدها تغيرت أفكاره تماما لينتج أعمالا عظيمة .. نحن بحاجة لتلك اللحظات .. لنعيد صياغة أنفسنا و علاقتنا بالعالم.

- أفكر أحيانا أن عائلتي هي نواة my family is the nucleus of the world التي تتفرع منها كل عائلات الجيران ثم العالم .. في مسارات إنسانية مشتركة تتفاعل مع بعضها..

- كان شرح أحد الأساتذة العلمانيين لمفهوم العدل مبهرا .. و هنا تذكرت شيئا .. هو يتكلم فقط عن اسم واحد من اسماء الله .. و هناك 99 اسما يحملون معان مشابهة ..

- هناك شعور دائم يواجه الأقليات بأن كل شخص هو صورة لها و بالتالي نراقب أداء بعضنا البعض .. من الجيد أن نسعى للاهتمام بالآخرين .. و لكن لا ننسى أن نهتم بصورتنا الفردية أولا .. إنها أولى بالاهتمام

- نتشارك المسار الإنساني .. الفطرة الإنسانية .. لا حاجة لكل ذلك النزاع .. أتأمل خطاب القرآن (يا بني آدم..) .. و نحمل المبدأ معنا (فاستبقوا الخيرات..).

---
و هنا تسجيل لمحاضرتها .. قام به صديقنا Mohamed S. Ibrahim



الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

الغربة و حكاياتها

تكسب الغربة الإنسان أحيانا بعض العادات السيئة .. 
مثلا شرب القهوة بالحليب صباحا بدل كوب الشاي الأثير.. 
تتعب كثيرا لتجد كوب الشاي المصري الأصيل هنا!!

افتقاد خاصية الفضول.. 
فمثلا لا تهتم إطلاقا حتى لو كان جارك في القطار حالق نص شعره و صابغ الباقي أخضر و مركب عشر حلقان في وجهه !!
يتحول المرء لجزيرة سابحة منعزلة فيى المحيط اللا نهائي .. افتكرت إنيمي Wall E

عدم الاندهاش.. 
عندما يكون السؤال و أنت تسجل بياناتك في السجل المدني هنا (اسمه Rathaus ترجمته الحرفية بيت المشورة .. يا سلام على الاسم) !!
هو انت عندك دين ؟ 
بدلا من السؤال التقليدي في مصر ديانتك إيه؟
عندما سألتني الموظفة أول مرة و وجدتني انظر بغرابة .. اعتذرت بشدة (افتكرتني من كارهي فكرة الأديان السالبة إرادة البشر و حريتهم).. فشرحت لها الموقف لينتقل الاستغراب إليها!!
الغريب بعد كل ده إن الإسلام طلع مش دين معترف بيه و وضعته تحت خانة أديان أخرى.. هكذا ببساطة !!
لا العبد الفقير خسر دينه و لا ألمانيا كسبت بنط في العلمنة.. !!

و ارجع افتكر استاذ في الجامعة و هو يشرح أحد العمليات الحيوية المعقدة و يتحدث عن إنشاء الطبيعة لها..
و يجدني سارحا في التفكير العميق .. كانت أول مرة أحضر التعبير دا لايف..
فيبتسم و يقول و البعض يؤمن بأنها من صنع الإله.. و اللاهوت مش موضوعنا يا جماعة !!

الإيمان بنظرية داروين في الوسط الأكاديمي هنا مثل اتيكيت الشوكة والسكينة.. بتفقد مهابتك بمجرد الانضمام للدهماء المؤمنين لا زالوا بالغيبيات !!

المهم..
بكتب الكلام في القطار و جواري شاب متحمس و يبدو أنه في يومه الأول في التبشير .. يحاول إقناعي أن الله موجود !! 
جاريته فى اللعبة و حجج النقاش و الغيظ يكاد يقفز منه..
و أفاجئه..و بعدين يا عم الحاج .. مش تسأل الأول هو أنت عندك دين ؟! أنا مسلم 
و يجاوبني بابتسامة هانئة .. المهمة إذا أسهل .. لا زال هناك مؤمن آخر على هذه الأرض!!
و يأخذ النقاش وجهة أخرى تماما..

***

عندما استرسلت مع صاحبنا في الحكاية انتقل الحديث لمنطقية وجود الخالق .. رغم إن إيمانه مبني على التسليم دون دخول في العمق .. و حينها جرنا الحديث لماهية الخالق .. و ذكرت له شبئا طريفا قرأته من قبل ل دان براون: عن أن الكلمة أصبحت جسدا (في الاعتقاد السائد) فأصبح تصور الخالق في شكل محسوس مقبولا في اللاهوت المسيحي ..
لكن عند المسلمين لم تتجسد الكلمة و لذا لا يمكن تصور تجسيد الخالق في صورة بشر .. لكن ذلك لا ينفي الإيمان المشترك بالخالق مع الاختلاف في مساحة الاعتقاد و الفهم ..
و رغم ما بدا قبولا مته .. إلا أني اكتشفت أن دان براون مكروه هناك بشدة..

كانت نقاشاتي مع الزملاء تأخذ المنحى الصدامي دائما بين وجهتي نظر مؤمنة و ملحدة و محاولات نقاش عقيمة في الإثبات المتبادل !!
لكني أتذكر واحد من أروع النقاشات مع زميل ألماني كاثوليكي متدين يداوم و صديقته على خدمة الرب و يخططان للزواج بمجرد انتهاء الدراسة و هذا نادر هنا للغاية (كانا يحتفظان بعلاقة تفليدية مستغربة هنا)
كان نقاشنا عبارة عن تغريد مشترك في مساحة الطمأنينة و إعطاء الحياة معنى كبيرا بتخيل ما بعدها مهما اختلفت الديانات .. و أصول نشأة الأديان كانت جزءا شيقا لنصل معا بأن المنبع يبدو واحدا و ان اختلفت مسارات العيون

لا زلت أردد .. الحرية شيء مبهر يسع الجميع :)


الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

ندوة صنع الله إبراهيم ..و العلوم السيسية


المكان برلين و الموضوع الثورة المصرية .. و كثافة الحضور الألماني مدهشة فعلا..!!

في عرض صوتي تمثيلي مبهر لنص كتبه صنع إبراهيم و من إخراح سمير نصر عن الثورة حتى لحظة التنحي و مخاوف اللحظة التالية !!

للأسف حضرت متأخرا و لم استمتع بالعرض التمثيلي كاملا لكني منبهر بكثافة الحضور الألماني..
هؤلاء القوم لا زالوا يأملون شيئا جيدا من كل تلك الفوضى .. أو ربما هم في حيرة مثلنا تماما..!!

ربما تبهرهم هنا يسارية صنع الله إبراهبم بتحيزاتها نتيجة للتجربة المصرية التراكمية من مواجهة مفتعلة دائما بين اليسار و الإسلاميين.. بعضها منطقي لاختلاف الرؤى و أغلبها فقط ناتج من مرضية الصراع ليس إلا !!

لكني جئت هنا لأسأل الكاتب المناضل و الذي نتذكر له يوما موقفه حين رفض جائزة الدولة أيام مبارك معلنا أنه لا يقبل تكريما من حكومة غير شرعية ..
كيف يمكن للعسكر أن يكون ضامنا لانتقال مدني ؟!

حتى الآن يتحدث صنع إبراهيم بتحيز اليساري المصري بكل تراكماته.. عن 30 مليونا في 30 يونيو و عنف الأخوان (تصفيق حاد من جانب من الحضور المصري) و يتحدث عن تحدي تبعية مصر للقوى الإمبريالية و موقف ألمانيا السيء (لأنها وصفت ما حدث بالانقلاب)

يسأل الرجل بغرابة مدهشة: قبل انتقاد قانون التظاهر هل يمكن أن نعرف سبب إقراره؟ مع حوادث مثل ما حدث في الوراق!!

كان رد الصحفية Julia Gerlach مباشرا .. هناك فرق بين قانون منع التظاهرات السلمية (التي رأتها تمر من أمام مقرها في القاهرة) و مكافحة الإرهاب !!
الظلم هو الظلم و لا علاقة له بكون الأخوان جيدين أو سيئين
تحلل المتحدثة الألمانية الأمر بشكل علمي دون تورط في التحيز .. تتحدث ببساطة

و سمير نصر يتحدث عن إرهاق الناس و عودة النظام القديم بسرعة مع تلك الحيرة القاتلة ..
نتحدث جميعا عن غياب العدالة..
عن مجرمين يتجولون في أروقة الحكم و الإعلام .. بينما يتساقط الناس يوميا و الأمل يخفت باستمرار
لا حل دون عدالة شاملة تقتص من كل من أجرم و أفسد و قتل.. و إلا فالوداع للثورة و التغيير!!

لا يخلو الأمر من طرائف حين تحدث صنع الله عن سبب أنه يبدع فقط في مصر و لا يستطيع الكتابة في أي مكان آخر..
بينما قام الممثل الرئيسي بتشغيل موسيقى حديث الروح عبر المايك و الكل يستمتع و يضحك و المذيعة تحاول إسكات الصوت لتستطيع التحدث !!
 — at Friedrich Ebert Stiftung.


الأحد، 20 أكتوبر 2013

الوعي و التعليم

بينما أحضر اليوم ورشة عمل برلينية عن تطوير التعليم في المراحل الإبتدائية (تعليم اللغة).. كنت أطالع أثناء الوقت تقرير التنافسية العالمية لعامي 2012-2013 في جودة التعليم الأساسي و الصادر عن منتدى التعاون الدولي.. 
و لتصبح المأساة بالنسبة لي مضاعفة بين واقعين متضادين تماما!!

كان ترتيب مصر محبطا للغاية حيث جاءت في المركز 118 متراجعة 11 مركزا عن العام الماضي لتستقر هذا العام في القاع و يسبقها في الترتب معظم جيرانها تقريبا !!
***

"على الأقل أصبحنا رقم واحد في شيء حتى و لو من الأسفل " .. 
هكذا قال مصري لمحرر foreign policy بسخرية مريرة!!

تقرير المجلة عرض أيضا ملخصا لتقارير تنافسية أخرى.. فطلاب مصر احتلوا المركز 38 من بين 48 دولة في مسابقة رياضيات كما جاءت مصر في مراكز متأخرة في كفاءة سوق العمل و موقع تدني في القدرة على الاحتفاظ بالمواهب (هجرة الأدمغة) ..

حتى في التقرير العالمي للسعادة تعتبر مصر الأكثر انخفاضا في كل عام لنصل للمرتبة 130 !!

التدهور الذي يحاصرنا لا يبعثر فقط أحلامنا في وطن متقدم بل يكاد يهدد وجودنا في مصاف الأمم من الأساس!!

فـ فضلا عن تدهور مؤسف لدرجة الفشل في كفاءات الهيكل الإداري للدولة و مهاراته الفنية .. فما زاد الطين بلة بل و وحلة.. تداخل الأمور الفنية مع مفردات الصراع السياسي.. !!

قضية التعليم مثلا..
فبدلا من تبني التعليم كمشروع قومي لا بديل عنه للتقدم بالاعتماد على المهارات الفنية البحتة.. حوله الجميع لساحة صراع سياسي بدءا من تعيين الوزير إلى مرحلة وضع المناهج .. !!

هل يمكن أدلجة الفيزياء أو الرياضيات ؟!!
لا ، و لكن ذلك يحدث في مصر فقط !!

خسارة مباراة غانا كانت تستحق الحزن فعلا.. 
نتمنى -لا ريب- أن نصل إلى كأس العالم بعد كل ذلك الغياب.. و رغم إدراكنا أن مستوى فريقنا الفني لا يؤهله لأي انجازات في كأس العالم !! 
كانت جلّ أمنياتنا أن نصل و لا نعرف أبدا ماذا بعد ؟!!

و لكن الأكثر حزنا و إثارة للمأساة هو أن لا يثير تقرير جودة التعليم أي تساؤلات و لا أحزان..

لو أن هناك دولة أو نظام يحترم الوطن و مواطنيه .. لتم عقد اجتماع طوارئ لدراسة مثل هذه التقارير و مدى واقعيتها ثم الأسباب التي أدت لهذا الدمار.. 
مع حتمية البدء في حلول عاجلة للرتق حتى لا يستمر التدهور الرهيب.. و حلول طويلة المدى لإعادة الدفة لصحيح الطريق
فقط لو أنه لدينا دولة أو نظام يحترم نفسه !!!

و لأنه ليس لدينا ما نتمنى..
فيجب أن ندرك أنه لا أمل في هذا النظام أو الذي يليه طالما قامت أركان نظامهم على مصالحهم الحزبية أو الفئوية دون اعتبار لمصالح الوطن العليا و مستقبله..
يوطدون أركان حكمهم على حساب مستقبلنا..

علينا أن نقوم بأنفسنا و بحهود أهلية تركز على بناء الإنسان و تنمية مهاراته المهنية و النقدية .. و بذر الوعي 
و البداية التعليم و التعليم .. هذل إن أردنا رفعة و نهضة لهذا الوطن العزيز!!

http://transitions.foreignpolicy.com/posts/2013/10/17/egypt_scores_dead_last_on_schools_and_egyptians_couldnt_care_less

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

احتفال الضوء في برلين

Festival of light in Berlin & NCs' hungerstrik in Brandengurger Tor
(Dramatische Ironie)

الصور من مهرجان برلين للضوء ..
هي فرصة لمعرفة كيف يمكن للحكومات أن تستخدم التكنولوجيا البسيطة لأجل رفاهية مواطنيها بعمل معرض مفتوح في الهواء الطلق و مجاني .. العرض يبدو مبهر بحق في الميدانين الشهيرين Brandenburger Tor و ptosdamer platz

بينما أشاهد العرض وجدت تجمعا.. فاقتربت منه لأجد اللافتات المعروضة كما في الصور مع شاشة عرض موازية لعرض الضوء..

هم مجموعة من المهاجرين غير القانونيين يقومون بعمل اعتصام لنيل حقوق مواطنتهم كاملة في ألمانيا .. بدأ الأمر بإضراب عن الطعام و قام الإسعاف بنقل بعضهم ثم بدأ اليوم إضرابهم عن الماء أيضا !!

بالطبع ستبدو المقارنة غريبة مع سلوك الشرطة الألمانية الذي تمثل في بعض أفراد يؤمنون المكان دون تداخل مع المعتصمين بينما كان الجمهور يستمتع بالعرض ..

لم أجد أحدا يقوم بالصياح عن إشغال المكان الحيوي !!
أو أن ريحتهم وحشة !! (رائحة مكان الاعتصام وحشة فعلا)

الميدان هنا هو أكبر مزارات برلين السياحية و هو واجهة المدينة و رمزيتها الكبيرة مع وجود سفارات أغلب الدول الكبرى في المحيط بالإضافة لمبنى البرلمان الشهير و مقر الخارجية..

حاولت الاستفسار لأجد شابا ألمانيا مدهشا جاء فقط قبل يوم و هاله التجاهل الإعلامي و كذلك جمهور الزوار السلبي .. و قرر التضامن مع المعتصمين و شرح قضيتهم ..
تحادثنا طويلا و قلت له أنه كان لدينا حالة مماثلة في أحد ميادين القاهرة أمام مسجد مصطفى محمود
كان تعليق الفتى بأنه حتما ليس هناك مكان أسوأ من ألمانيا في معاملة المهاجرين!!
لم أجد القدرة لأشرح له كيف تعامل البوليس المصرية بوحشية مع أخواننا اللاجئين السودانيين و فض اعتصامهم بعنف قتل اثنين منهم !!!
‎ — with Abdullah Abdulkader and Omar Takiden atBrandenburger Tor.