‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل

السبت، 9 نوفمبر 2013

تغريدات ..


و ألقي نظرة على تعليقات الأصدقاء ألاقي باسم يوسف شغل الجميع و غطى على تسريب السيسي..

البعض يراه علم عليهم و جاب حقنا .. 
و البعض يراه غنى ليالي سيسية مع شوية توابل لزوم المنظرة

برنامج باسم كان مؤشر لمستوى الحرية أيام مرسي .. السقف اللي وصل السما بحرية لا محدودة ..
و بعد ما السقف ده لزق في الأرض مع عهد السيسي .. 
فربما يلعب باسم دور العميل المزدوج .. و يعيد رفعه قليلا إن أراد .. و ممكن تكون بداية

و بما إني في المنفى و بعيد عن CBC و CC .. فلسه بادئ أتابع الحلقة على اليوتيوب و لعلها تستحق عناء السهر :))

http://www.youtube.com/watch?v=4dIlb5Q4vDI&feature=share&list=PLjch3pBsESVS5ulWZ4JNKy2_poiBx26Kd

Post by Abdou Alterkawi.
------

أحمد انظر إلىّ..
إن شددت الحبل أكثر من ذلك .. سينقطع

هذا العالم يمكنه الاستمرار بدوني و بدونك

أنت لا تنتمي إلى هنا..
ماذا قلت لك منذاليوم الأول ؟!!
عليك أن تختار بين أن تكون هنا أو هناك
cut

حوار إيراني في باريس
من الفيلم الإيراني-الفرنسي Le Passé
-------

و هكذا يا صديقي نظل بين عالمين .. على الحد الفاصل تماما..
أرواحنا هناك ..
و ظِلُنا هنا .. ينعكس على الأرض الجديدة .. نتطلع إليه بدهشة و لا نعرف الجواب!!
و بينما لا زلنا نتلهف على الأخبار و ننتظر لون الصباح ..

Post by Abdou Alterkawi.


و أنا أعيد سماع الفريق الشاذلي في شهادته على العصر و المعادة على الجزيرة .. ثم أسمع تسريبات السيسي.. 
و أرى الفارق الرهيب في الثقافة و الرؤية.. 
أقول الحمدلله ربنا رحمه من ذلك اليوم الذي يرى فيه مثل تلك العقول الصفيح على رأس الجيش المصري !!

Post by Abdou Alterkawi.

-----
و آدي اللي صار !!
و يا مصري لا تلم الزمان :((
ولسه احنا برضه ..امبارح ..! من اعمال الدستور
----

Post by Abdou Alterkawi.
-----


و أنا أعيد سماع الفريق الشاذلي في شهادته على العصر و المعادة على الجزيرة .. ثم أسمع تسريبات السيسي..
و أرى الفارق الرهيب في الثقافة و الرؤية..
أقول الحمدلله ربنا رحمه من ذلك اليوم الذي يرى فيه مثل تلك العقول الصفيح على رأس الجيش المصري !!


Post by Abdou Alterkawi.
----------------------------
"الكل يدور حول السلطة ولا احد يدور حول الوطن". 
يقولها غاندي..

و هكذا تغني السلطة (دا أنا حواليا كتير)
و يتهافت الغلمان و أرباب التهييس و التلييس و بيع الكلام و وصلات النفاق
و تكمل الغانية اللعوب (بس أوعى تغير)
فيزداد مريدها منها اقترابا .. 
و يحدث التسريب..

و عزاؤنا أننا لا زلنا للوطن نغني و حوله ندور !!


Post by Abdou Alterkawi.
---------------------------------

و افتكر كلمات أحمد عباس صالح حين كتب قائلا .. هل جاءت حركة الضباط في يوليو 52 لتحقق حلمنا في الديمقراطية أم لوأدها !!

كان لدينا مجتعما متماسكا يحمل معالم نهضة انسانية واضحة المعالم و جو ليبرالي قادر على الاستيعاب و إدارة الصراعات الفكرية و السياسية..

و انتهينا لمجتمع تتسرب فيه الفاشية بكل أنواعها و مشروع شياشي كل ملامحه هي التجييش و السهوكة !!

كل ذلك بينما يكتب إبراهيم عيسى مقالا بالأمس لا تتبين فيه قلم هيكل من غادة الشريف بين التعريض بثقافة أو رقاعة !!




لا يوجد فى مصر قوى اجتماعية او تحالف لقوى اجتماعية قادرة على ان تحمل على اكتافها مشروعا ثوريا بطبيعة الحال ... ولا حتى مشروعا اصلاحيا .. ولا يوجد فى المقابل تحالف مضاد يمتلك القدرة على الاستمرار بهكذا حال مزرى .. عشان كده تلاقى الناس قاعده تقل ادبها على بعض نهار وليل ... يعنى وصل الامر ان غادة شريف تدلى بدلوها فى توجهات زياد بهاء الدين الاقتصادية وتحللها نفسيا بأنه مريض بعقدة الأب ولا يريد ان يعيش فى جلباب ابيه " اه والنعمة " .. وهى السيدة التى انفتحت لها ابواب الشهرة والاهتمام لمجرد انها امتلكت الشجاعة وعبرت كامرأة عن خيالاتها الجنسية تجاه عبد الفتاح السيسى فى لحظة نشوة مما اعطاها الحق فى ان تتصدر جانب من المشهد ..

ايام يوليو 1952 كان هذا البلد من التماسك بأن ياتى مجموعة من الظباط الصغار فى يوليو ليقوموا بعدها بعدة اشهر بتوزيع اراضى على صغار الفلاحين .. خطوة الاصلاح الزراعى لم تكن خطوة عنترية .. بل قرار متوافق عليه داخل الطبقة السياسية فى مصر قبلها بسنوات وفقط لم يمتلكوا جرأة تنفيذ القرار .. اى ان هذا البلد كان لديه بالرغم من ازماته ارادة مناقشة وتنفيذ عملية اجراءات تعيد توزيع الدخل وتجبر مالكين كبار على التخلى عن ملكياتهم من اجل صياغة تحالف اجتماعى جديد يمكن هذا البلد من الاستمرار دونما انفجارات اجتماعية .. هذا الجدل والقرار كان كبار الملاك انفسهم جزء منه وكان هناك مشاريع متنوعة للإصلاح الزراعى ولم تكن كما قلت سابقا مغامرة شخصية لمحمد نجيب وعبد الناصر .

هب مثلا الان وتخيل نفسك تفتح جدلا مماثلا .. فيه امكانية ولو محدودة لمناقشة امرا مشابها .. او اى امر يحمل فى طياته اى تضحية من اى نوع .. الاجابة ستكون الصمم والطناش والاستعباط .. ومزيدا من غادة شريف ومحمد الجوادى و عمرو مصطفى واحمد موسى الى اخره من تشكيلة الفصاميين والمخبريين و الهائجين والهائجات .. ولكن حكمة الزمن هو انه يمضى .. والكلام ده مش حينفع .. واللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين

Post by Abdou Alterkawi.
-----------------------
لماذا تسقط الأمم ؟!!

كوريا الشمالية المظلمة ليلا وجارتها الجنوبية احد النمور الآسيوية ، كلاهما معا بنفس المصير لكن اختلافا جذريا جرى بينهما..

اذ سلم الشماليون عقولهم وأحلامه لديكتاتور يعبث بها هو وعائلته واختاروا ان يكونوا في خانة الأحياء الأموات ،

فيما الجنوبيون وضعوا النظام السياسي فوق مصالح الجميع وهنا بدأت الدولة تبنى وتتقدم . -

ليس الفساد آفة الانهيار الوحيدة..
وإنما المؤسسات الاقصائية التي تسعى لامتلاك مصير الأمة والبعد به عن اي طريق يضمن إرادة الناس العادلة ، هذه المؤسسات تحيد بالمصلحة العامة للبلاد عن الطريق الصحيح بالسعي لتكوين بطانة في الداخل وقوى مؤيدة في الخارج ليصبح بقاؤها هو الأهم فوق كل امر من أمور الأمة فتهوي بها للتبعية وتبتعد بها عن التقدم .

- يقول تاريخ الامم المناضلة ، ان قضية النظام السياسي العادل تحتاج لشعب يؤمن بها مع الوقت ، ومتى تحولت لقضية في سياق صراع سياسي ماتت مع الوقت .
وهذه بشارات العلم والعلماء تنير القلوب والعقول في أحلك اللحظات ، لايفوتك كتاب لماذا تسقط الأمم ؟ ، هذا الكتاب الذي أحدث ضجة كبيرة في أوساط أساتذة العلوم السياسية يضع تصورا لهذا الذي يُسقط الامم كذا ما يجعلها تستفيق ، يبحر الكتاب في العلوم الاجتماعية والسياسية وفي التاريخ والجغرافيا ويأتي لك بما يجب عليك ان تعرفه : - عندما تم ترسيم الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة قطع الخط الفاصل بينهما أوصال الرباط بين دفتي مدينة Nogola ، فصار منها نسخة مكسيكية وأخرى أمريكية تابعة لولاية اريزونا ولو بحثت عن صور المدينتين بعد أعوام لوجدت فقرا مضقعا في الجانب المكسيكي ورخاء في جانبها الامريكي ، ومن هنا فإنه لايمكن لجغرافيا ان تجعل بلدا يحظى بمكانة ما او حضارة ما ، وإنما تأسيسها لنظام سياسي شامل يضمن حرية الاختيار للجميع ويعطي للفقراء الحق الكامل بقوة الصندوق في اختيار من يريدون دون وصاية من طبقة المصالح التي تسعى للتغول على الدوام لتحتفظ لنفسها بالقوة المطلقة الدائمة . - أحذر أن تطلق مصطلح ثورة إلا في حالة واحدة ، عندما يبنى نظام سياسي شامل تنتهي فيه سطوة المؤسسات الاقصائية النفعية التي تسعى لضمان نفوذها extractive institution ، يمكن لرئيس أن يسقط ولنزاعات ان تقوم ، يمكن لشعب ما ان يحظى بحق الاختيار لكن اختياره يبقى معطلا طالما لم ينشأ وعيا جمعيا يجعل المجتمع يثور لأجل بناء مؤسسات دولته العادلة . - لا الثقافة ولا الدين ولا طبيعة الشعب ولا التاريخ والحضارة ضمان مطلق لمستقبل يحمل رخاء وتقدما وإنما الضمانة الوحيدة هو اقتناع الطبقة التي أسرها الظلم في لحظة ما ، أنها يجب أن تتحرك ، والثورة لا تصنع عبر عقلية النخبة وإنما في قلب رجل بسيط كمانديلا وفي عكاز رجل زاهد كغاندي ومن رحم احياء فقيرة كما حدث في الثورة الفرنسية . - افضل لنا ان نفكر لماذا نسقط ونهوي من ان نفكر ما الطريق للرقي والتقدم فعلاج المرض مقدم على البحث عن سبل الراحة .. المجتمعات التي تتعرض للسقوط يكون هذا بأيديها ، فالذي يقبل بالخبز دون الحرية ودون نظام سياسي عادل يملأ معدته ويفرغ مستقبله ، كمن ينظر في حدود قدميه بحثا عن النجاة في المدى القصير دون ان يرفع رأسه ليرى مقبل الأيام . - كوريا الشمالية المظلمة ليلا وجارتها الجنوبية احد النمور الآسيوية ، كلاهما معا بنفس المصير لكن اختلافا جذريا جرى بينهما اذ سلم الشماليون عقولهم وأحلامه لديكتاتور يعبث بها هو وعائلته واختاروا ان يكونوا في خانة الأحياء الأموات ، فيما الجنوبيون وضعوا النظام السياسي فوق مصالح الجميع وهنا بدأت الدولة تبنى وتتقدم . - ليس الفساد آفة الانهيار الوحيدة وإنما المؤسسات الاقصائية التي تسعى لامتلاك مصير الأمة والبعد به عن اي طريق يضمن إرادة الناس العادلة ، هذه المؤسسات تحيد بالمصلحة العامة للبلاد عن الطريق الصحيح بالسعي لتكوين بطانة في الداخل وقوى مؤيدة في الخارج ليصبح بقاؤها هو الأهم فوق كل امر من أمور الأمة فتهوي بها للتبعية وتبتعد بها عن التقدم . - يقول تاريخ الامم المناضلة ، ان قضية النظام السياسي 
العادل تحتاج لشعب يؤمن بها مع الوقت ، ومتى تحولت لقضية في سياق صراع سياسي ماتت مع الوقت .


Post by Abdou Alterkawi.
---------------------------------------
في زمن التفويض المقاييس كلها بقت أستك ..
بحاول ألاقي أي رد فعل رسمي للنفي أو ثوري للرفض لمصيبة حقيقية و هي التعاقد مع شركة إسرائيلية لتأمين مجرى ملاحة قناة السويس .. 
و لا خبر في بر مصر و كأن قناة السويس في عالم آخر !!

افتكر لما أمريكا أوقفت عقدها مع شركة إماراتية لإدارة ميناء أمريكي حفاظا على الأمن القومي !!
و ألمانيا عندما ألغت شراء قطر لصكوك حكومية حفاظا أيضا على أمنها القومي..

أما الأمن القومي في مصر فيتلخص في قانون يقمع حرية المصريين أو منع صوت مرسي و هو في القفص أو تعذيب مواطن فقط لأنه افتكر نفسه مواطن بجد ..!!


Post by Abdou Alterkawi.
-----------------------------------

موقع متميز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها على نمط BBC .. هرمنا لمثل هكذا موقع 
Post by Abdou Alterkawi.
--------------------------------------



القلش على سامي عنان أسطوري .. في الكمية و الجودة كمان .. تقدم رائع في المستوى الفني 
لو حد يجمع صوره اعتقد هيبقى ألبوم محترم يغطي تفاصيل حياته اليومية بالثانية تقريبا ..

لكن من ناحية الجد.. الخوف فعلا عنان يعملها بسهوكة العسكر المعتادة و يتقدم على الأرض.. لنجد أنفسنا بين بديلين عسكريين لا يفيد بينهما القلش أو عصر الليمون !!

الشكر لـ Marc الذي أضاف Edit ..
جزء من الألبوم .. بهجة صباحية جزئية و كلية ..
و جمعة مباركة 

https://www.facebook.com/ahmed.samih/posts/10153458025965514


-----------------

بمناسبة حلقات شاهد على العصر مع عبدالغفار شكر

كتب الباحث Mamdouh Alshikh مقالين مثيرين عن دولة التنظيم السري..
الدولة التي بدت – أو حاولت أن تبدو – دولة قانون تحديثية سقطت أقنعتها فإذا هي دولة تنظيم سري أكثر همجية وبربرية مما يذهب الخيال .. !!
***

مقتطفات من المقالين:

«لاحظ الفلكيون المصريون، طيلة مئات من السنين التي سجلوا فيها الأحداث الفلكية، أن كسوف الشمس وخسوف القمر يتبعان دورة تستغرق ثمانية عشر عاماً وأحد عشر يوماً، تقريباً، لكي تكتمل....وكل خسوف يشكل جزءا من سلسلة من الخسوفات تتغير فيها تدريجياً مواقع: الشمس والقمر والأرض بالنسبة إلى بعضها، وذلك نتيجة تغير بطىء غير منتظم.... وهذه الدورة وتسمى الساروس احتفظ كهنة المعابد الفرعونية بأسرارها ضمن سائر المعارف العملية الأخرى».

«ومنحتهم هذه المعرفة بالأسرار قوى مدهشة، ظاهرياً، على التنبؤ، بل على التحكم الظاهري في السموات، إذ كان بوسعهم أن يتنبأوا بأن إله الشمس سوف يحتجب نتيجة المعاصي التي يرتكبها الشعب. فإذا ما حدث الكسوف أمكن الكهنة أن يبشروا باستعادة الشمس، وفق شروطهم الخاصة !!!»

الكاتب الأمريكي ريتشارد نوكس من كتاب The Book of Time (ترجم للعربية باسم: فكرة الزمان عبر التاريخ)

و من كهنة الفراعنة إلى الكهنة الجدد من رجال دولة التنظيم السري تغيرت والوسائل ولم تتغير الأهداف، فالسيطرة على التغير بأي ثمن وبأية وسيلة تظل الهدف الأكثر قداسة عند اليد الخفية أيا كان اسمها أو شكلها التنظيمي بحيث تصبح قادرة على صنع التغير ومنع التغيير.

الدولة التي بدت – أو حاولت أن تبدو – دولة قانون تحديثية سقطت أقنعتها فإذا هي دولة تنظيم سري أكثر همجية وبربرية مما يذهب الخيال،

الدولة التي بدت – أو حاولت أن تبدو – دولة قانون تحديثية سقطت أقنعتها فإذا هي دولة تنظيم سري أكثر همجية وبربرية مما يذهب الخيال،
***

«هذا ما تطوعنا فيه بدافع تلك الرغبة الجنونية المقدسة في تغيير الكون. حسبنا أن نؤمن بأننا ضمن الصفوة المختارة»
#نجيب_محفوظ
#التنظيم_السري

«ومر بي نهار لم يمر بي مثله في حياتي. كمن يبدل لحمه وخلاياه وروحه. كمن يولد في دنيا جديدة ذات قوانين جديدة. كمن يودع الطمأنينة واللامبالاة ليستقبل المغامرة والموت. لم يبق لي من الماضي إلا الاسم، وحتى هذا سرعان ما تغير وفي المساء انعقد أول اجتماع للأسرة في بيت صغير بمصر القديمة، كنا خمسة، وعلى رأسنا الصديق القديم المرموز له بـ «أ». ولم لا؟ لقد أصبحنا رموزا لتحقيق أهداف

يقول محفوظ على لسان زعيم التنظيم السري:
«أرحب بكم في أسرتنا التي جمعتنا على الخير، فهي التي أخرجتنا من العبودية وطهرتنا من عبادة الأصنام، فلنجعل من الكمال زينتنا، ومن الحب رابطتنا ومن الطاعة شعارنا، ولنعمل في نطاق ما نعرف ولا نسأل عما لا نعرف، واحذروا فلا خطأ يمر بلا عقاب». وفي إطار الطبيعة الحديدية للتنظيم – حسب قصة التنظيم السري لنجيب محفوظ – واصفا طبيعة العلاقة مع الرئيس الأعلى للتنظيم: «تتسلل إلينا أوامره من مثواه المجهول عبر مندوبين مجهولين كذلك»..

http://www.alwafd.org/ثقافة-وفن/48-ثقافة/145339-دولة-التنظيم-السرى

http://www.alwafd.org/بث%20مباشر/7-مقالات%20الرأى/147485-دولة-التنظيم-السري-الحلقة-الثانية


السبت، 26 أكتوبر 2013

سرور..

عن رواية سرور


تذكرت فيمن تذكرت و أنا أقرأ هذه الرواية المرهقة الممتعة الأستاذ مهران

كان صعيديا يفلح الأرض القاسية في بلدته فلا تتشقق و الشمس حارقة تلسع جبينه الأسمر.. فينظر إلى السماء بغضب .. ثم تتلقفه لاحقا أحضان القاهرة بيسارها المفعم بعبق الشعارات.. لكنها تظل كلمات ليس إلا !!
..و هكذا أجاد مهران الشعر عن الحب و العدل و الثورة..
كان يحكي لي كيف كان يقرأ قصائد نزار و مظفر النواب و سرور و يحفظها العمال معه من التكرار و هم (يفحتون) الأرض ثم يرددونها و هم متدثرين بأكواب الشاي الأسود في برد يناير..

أعود للقاهرة بعد سنين و أتتبع مسار مهران لأجده شيخا خمسينيا اختار طريق العودة للإله بعد تكسر النصال على النصال و تسرب الحلم في الفردوس الأرضي لصالح الرضا بحلم يظل متجددا أبدا في الفردوس السماوي..!!
***

اختار نجيب سرور طريقا آخر .. 
أحب كلماته لدرجة الوله.. و كره واقعه المزخرف بالنخاسين و المطبلين و أصحاب المؤخرات الفخيمة (كما يقول) .. 
فلم يتصالح معه أو يجاريه لكنه اختار (طوعا أو كرها).. أن يكون على حافة الجنون متغنيا بهاملت و دون كيخوته و أبي العلاء المعري و لاعنا عصر المماليك و العسكر و هيكل ..

***
آه يا بنى يا ورده لسـه منوره ع الغصن..
أوعى الخيانة يا كبدي أوعى م الأندال 

الفن أصبح خيانة والخيانة فن .. 
شوف الشوارع وقوللى فيها كام تمثال . 
***

و هذا ما أبدعه طلال فيصل -بمهارة صانع الكلمات- تاركا لنا مغامرة التخبط بين عالمي الحقيقة و الوهم على طول الرواية!!
شغل نجيب سرور الناس في زمانه بإبداعه الرائع في المسرح الشعري:

***
أما يا امّا شفت حـــــــلم ..
حلم غريب يخوف 
شفتني قال راكبة مركب ..
ماشيه يا امّا في بحر واسع
زي غيط غلة وموجه عال .. 
بحر مش شايفاله بر
قال وايه عماله اجدف .. 
والمراكبي ابن عمي 
***

أو هو كما قال سرور يوما:
الشـعر مـش بس شعر لو كـان مقـفى وفصيح.. 
الشعر لو هز قلبك.. وقلبى.. شعر بصحيح!

ثم جاءت محنته القاسية و دخوله مستشغى العباسية ثم كتابته عمله الأكثر شهرة بفضحه لرجال عصره و ببذاءة نادرة ..
عشق سرور شعر المعري و اعتبر نفسه من كتيبته الخرساء ممن لم تطب لهم الحياة فطابت منهم الملاحم و الأفكار ..

و لأن الرواية تتراكم لتخرج من كل راوي حكاية مختلفة تبعا لذاكرته المتداخلة و وقوفه في أي جانب (هنا تصبح الحكايات كلها صادقة رغم كونها متناقضة)

يتقمص طلال شخصية كل راو و أسلوبه بمهارة فائقة فلا تتبين خيط الحقيقة من الخيال
رواية زوجتيه ساشا و مشيرة ..
ثم بورتريه نجيب محفوظ و كأنه هو ثم د.جلال الساعي الطبيب الحالم بجنة الأدب..
ثم طلال نفسه و حكايته المتدثرة في الرواية و لا أتبين أسلوبه مقارنة بحكاياته اللطيفة في سيرة مولع بالهوانم إلا بإشارة لطيفة لها في حواره مع د. إيثار (أنا رجل مولع بالهوانم من قديم)

راقني ذلك الحديث عن طيب الذكر هيكل في مقال سرور .. 
ظللت أقهقه كثيرا (كما تقول كتب الأدب) و أنا أتخيل الأستاذ يقرأ وصف نجيب سرور لمصطلحاته فهو يحدد مثلا مصدر مصطلح النكسة بعبثية رائقة ..
انتقم سرور مسبقا لجيلنا الذي لا زال يكتوي بمصطلحات الكاهن في عمره التسعيني المديد!!

لكنها كانت من أثقل أجزاء الحكاية على النفس .. و رغم جمال الأسلوب يخرج المرء من ذلك الوهم عن المؤامرة الكونية المحاكة ضد سرور راثيا لذلك الكاتب و مشفقا عليه من كل تلك الأفكار الخانقة .. !!
كيف تعايش مع كل تلك الأوهام ؟!!

***
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
" يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ، 
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام. 
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة. 
***

كانت خاتمة بديعة تلك التي جعلها فيصل على لسان صاحب الكتيبة الخرساء أبوالعلاء المعري
(أشيروا عليه أن يجعلها رواية و هو فن ينتشر في زمانهم يبدأ من الحقيفة و ينتهي عند التوهم أو يبدأ من التوهم و ينتهي عند الحقيقة..
و أشيروا عليه بأن يصدرها بأبياتنا:
لا تظلموا الموتى و إن طال المدى .. إني أخاف عليكمو أن تلتقوا).

***
هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطوله !!
رحم الله سرور .. و شكرا Talal Faisal

سرورسرور by طلال فيصل
My rating: 4 of 5 stars

تذكرت فيمن تذكرت و أنا أقرأ هذه الرواية المرهقة الممتعة الأستاذ مهران

كان صعيديا يفلح الأرض القاسية في بلدته فلا تتشقق و الشمس حارقة تلسع جبينه الأسمر.. فينظر إلى السماء بغضب .. ثم تتلقفه لاحقا أحضان القاهرة بيسارها المفعم بعبق الشعارات.. لكنها تظل كلمات ليس إلا !!
..و هكذا أجاد مهران الشعر عن الحب و العدل و الثورة..
كان يحكي لي كيف كان يقرأ قصائد نزار و مظفر النواب و سرور و يحفظها العمال معه من التكرار و هم (يفحتون) الأرض ثم يرددونها و هم متدثرين بأكواب الشاي الأسود في برد يناير..

أعود للقاهرة بعد سنين و أتتبع مسار مهران لأجده شيخا خمسينيا اختار طريق العودة للإله بعد تكسر النصال على النصال و تسرب الحلم في الفردوس الأرضي لصالح الرضا بحلم يظل متجددا أبدا في الفردوس السماوي..!!
***

اختار نجيب سرور طريقا آخر ..
أحب كلماته لدرجة الوله.. و كره واقعه المزخرف بالنخاسين و المطبلين و أصحاب المؤخرات الفخيمة (كما يقول) ..
فلم يتصالح معه أو يجاريه لكنه اختار (طوعا أو كرها).. أن يكون على حافة الجنون متغنيا بهاملت و دون كيخوته و أبي العلاء المعري و لاعنا عصر المماليك و العسكر و هيكل ..

***
آه يا بنى يا ورده لسـه منوره ع الغصن..
أوعى الخيانة يا كبدي أوعى م الأندال

الفن أصبح خيانة والخيانة فن ..
شوف الشوارع وقوللى فيها كام تمثال .
***

و هذا ما أبدعه طلال فيصل -بمهارة صانع الكلمات- تاركا لنا مغامرة التخبط بين عالمي الحقيقة و الوهم على طول الرواية!!
شغل نجيب سرور الناس في زمانه بإبداعه الرائع في المسرح الشعري:

***
أما يا امّا شفت حـــــــلم ..
حلم غريب يخوف
شفتني قال راكبة مركب ..
ماشيه يا امّا في بحر واسع
زي غيط غلة وموجه عال ..
بحر مش شايفاله بر
قال وايه عماله اجدف ..
والمراكبي ابن عمي
***

أو هو كما قال سرور يوما:
الشـعر مـش بس شعر لو كـان مقـفى وفصيح..
الشعر لو هز قلبك.. وقلبى.. شعر بصحيح!

ثم جاءت محنته القاسية و دخوله مستشغى العباسية ثم كتابته عمله الأكثر شهرة بفضحه لرجال عصره و ببذاءة نادرة ..
عشق سرور شعر المعري و اعتبر نفسه من كتيبته الخرساء ممن لم تطب لهم الحياة فطابت منهم الملاحم و الأفكار ..

و لأن الرواية تتراكم لتخرج من كل راوي حكاية مختلفة تبعا لذاكرته المتداخاة و وقوفه في أي جانب (هنا تصبح الحكايات كلها صادقة رغم كونها متناقضة)

يتقمص طلال شخصية كل راو و أسلوبه بمهارة فائقة فلا تتبين خيط الحقيقة من الخيال
رواية زوجتيه ساشا و مشيرة ..
ثم بورتريه نجيب محفوظ و كأنه هو ثم د.جلال الساعي الطبيب الحالم بجنة الأدب..
ثم طلال نفسه و حكايته المتدثرة في الرواية و لا أتبين أسلوبه مقارنة بحكاياته اللطيفة في سيرة مولع بالهوانم إلا بإشارة لطيفة لها في حواره مع د. إيثار (أنا رجل مولع بالهوانم من قديم)

راقني ذلك الحديث عن طيب الذكر هيكل في مقال سرور ..
ظللت أقهقه كثيرا (كما تقول كتب الأدب) و أنا أتخيل الأستاذ يقرأ وصف نجيب سرور لمصطلحاته فهو يحدد مثلا مصدر مصطلح النكسة بعبثية رائقة ..
انتقم سرور مسبقا لجيلنا الذي لا زال يكتوي بمصطلحات الكاهن في عمره التسعيني المديد!!

***
وقلنا ننضف بقى قالوا بلا وكسـه .. واللـه لتحصل بدال النكسه ميت نكسه
***

لكنها رغم ذلك كانت رواية سرور من أثقل أجزاء الحكاية على النفس .. و رغم جمال الأسلوب يخرج المرء من ذلك الوهم عن المؤامرة الكونية المحاكة ضد سرور راثيا لذلك الكاتب و مشفقا عليه من كل تلك الأفكار الخانقة .. !!
كيف تعايش مع كل تلك الأوهام ؟!!


***
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح

أن يستريح ،

فاحفر هنا قبراً ونم

وانقش على الصخر الأصم :

" يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،

لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،

هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .

أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان

إن عد فرسان الزمان

لكن قلبى كان دوماً قلب فارس

كره المنافق والجبان

مقدار ما عشق الحقيقة .
***

كانت خاتمة بديعة تلك التي جعلها فيصل على لسان صاحب الكتيبة الخرساء أبوالعلاء المعري
(أشيروا عليه أن يجعلها رواية و هو فن ينتشر في زمانهم يبدأ من الحقيفة و ينتهي عند التوهم أو يبدأ من التوهم و ينتهي عند الحقيقة..
و أشيروا عليه بأن يصدرها بأبياتنا:
لا تظلموا الموتى و إن طال المدى .. إني أخاف عليكمو أن تلتقوا).

***
هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطوله !!
رحم الله سرور .. و شكرا طلال فيصل


View all my reviews

السبت، 19 أكتوبر 2013

جحيم دان براون Inferno و لقطة رائعة

بداية :)

"أحلك الأماكن في الجحيم هي لأولئك الذين يحتفظون بحيادهم في الأزمات الأخلاقية"

أول جملة فاجئتني .. و أنا ببدأ أقلب في صفحات رواية #دان_براون الأخيرة #inferno أو #الجحيم ..
ياااه على الجملة الساحقة..
هل #دانتي كتب حاجه زي كده فعلا .. ؟!!
ضربة البداية عظيمة :)
--------------


اقتباس
"في حين تفضل التقاليد المسيحية رسم صور حرفية لرموزها الدينية، كان الفن الإسلامي يركز على علم الخط و الأشكال الهندسية لتمثيل جمال الكون. فبحسب التقليد الإسلامي الله وحده هو القادر على خلق الحياة...

لو كان مايكل أنجلو مسلما لما أقدم مطلقا على رسم الله على سقف السفينة السيستانية و لكتب اسمه و حسب .. فرسم الله يعتبر تجديفا

فكلا من الديانتين تركز على الرموز ، أي الكلمة..
في المسيحية الكلمة أصبحت جسدا، لهذا كان تصوير الكلمة في شكل بشري قد أصبح مقبولا.
أما في الإسلام لم تصبح الكلمة جسدا .. لذا يجب أن تبقى كلمة، فتم تصوير الرموز الدينية في كتابات..

أوجز طالب المعنى في ملحوظة مرحة و دقيقة .. المسيحيون إذا يحبون الوجوه أما المسلمون فيحبون الكلمات.

لذا نجد آيا صوفيا تحمل في سقفها فسيفساء كبيرة تحمل صورة المسيح و يحيط بها قرصان كبيران يحملان كلمتي الله و محمد بالخط العربي الآسر في مزج مبهر بين الأسلوبين الفنيين المتناقضين لتشكل تأثيرا فاتنا"

ملحوظة فنية بارعة من رواية دان براون Inferno 
بتصرف بسيط في الصياغة

Post by Abdou Alterkawi.

***
عن الجحيم
يشتعل خيال الكتاب بأفكار مدهشة عن تخيل نهاية العالم .. أو إيجاد بداية جديدة للبشرية الذاهبة لفنائها حثيثا!!

كان فيلم 2012 يستمد فكرته من الطوفان العظيم أيام النبي نوح ليطالعنا مشهد السفينة العائمة بعد غرق العالم و عليها النخبة المختارة من السلالة البشرية..
كان مشهد تدافع البشر للحاق بركب النجاة مفزعا و كأنهم جميعا ابن نوح الذي أغرقه الطوفان و لكن هذه المرة بلا خطيئة !!

تماما كما حدث في فيلم world war z حين أصاب البشرية وباء رهيب..
عضة واحدة كانت كافية لأن يتحول كل بشري إلى ميت حي (زومبي) مذؤوب يسعى لعض البقية في متوالية مرعبة لا تبقى و لا تذر!!

تذكرت قصة مرعبة قرأتها يوما في مجلة العربي، تخيل صاحبها جفاف تام للأرض ليصبح مصدر الماء الوحيد هو دماء البشر.. فيتحول الفقراء لمواد خام تمثل مصدرا وحيدا للمياه ليفني البشر بعضهم بعضا..

هنا القصة مختلفة تماما..
فمع تقرير (حقيقي) لمنظمة الصحة العالمية عن تناقص رهيب في موارد الأرض بعد تخطي البشر حاجز الـ 7 مليار نسمة و توقع نهاية مفزعة ..

تبرز فكرة شيطانية لدى عالم بيولوجي عبقري بأن الحل الوحيد هو فناء بعض البشر للوصول للحاجز الآمن .. 4 مليارات نسمة فقط !!

كانت الأفكار القديمة كلها تتحدث عن حروب نووية أو إيادة عرقية .. كما ينبغي للأشرار الكلاسيكيين..

لكن العبقري الشرير هنا يستدعي من التاريخ فترة حالكة في العصور الوسطى هي وباء الموت الأسود في أوروبا..

كانت بداية وباء الطاعون مع فئران مصابة به جاءت على متن سفينة صينية رست في ميناء البندقية!

كانت مأساة صاعقة قضت على ثلث سكان أوروبا بعد أن قضت على ثلثي سكان الصين..

لكن من ناحية أخرى يرى البعض أن الوباء كان إنقاذا لأوروبا بعد وصول عدد السكان لمعدل زاد عن قدرة موارد القارة على تلبية احتياجاتهم .. و من هنا كانت بداية عصر النهضة بكل إنجازاته و بعد هلاك ثلث السكان!!

يستند الشرير لحجج أخلاقية ككل المجرمين الذين يجدون دائما مبررا للشرور في العالم.. و يسعى لنشر فيروس ما في الأرض و هو يؤكد في رسالته التي نشرها قبل انتحاره أنه المخلص و منقذ البشرية!!

لم يكن مجرما كلاسيكيا .. 
فقط عبقريته قادته لطريق شرير أنيق يليق بعالم متحضر في القرن الواحد و العشرين ليقلل عدد البشر بمقدار الثلث عبر فيروس ناقل يغير من تركيب الجينوم البشري .. لا قتل هنا و لا دماء لكنه أشبه بأبحاث تحسين السلالة البشرية أيام النازية !!

و باستخدام هذا المزيج الرهيب بين العمل الأدبي الكلاسيكي الأشهر من كوميديا دانتي الإلهية (الجحيم) و مع عقلية عبقرية تميل للحلول الجذرية باستخدام المبدأ الميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) .. يقودنا دان براون لعالمه الساحر و العاصف بالأسئلة عبر آثار فلورنسا و البندقية و أسطنبول.. مع بطله المفضل بروفيسور لانغدون لحل متواليات من الألغاز و الأحاجي في محاولة لإنقاذ البشرية .. مجرد محاولة !!
***

أعرف رأي النقاد في ذلك النصاب دان براون و تلك الأشياء ..

لكن القارئ يملك الأهلية الكاملة للتمييز .. و دان براون كاتب بارع و ناجح .. هكذا ببساطة!!

هو ربما لا يعطي النقاد تلك الملاحم ليبنوا عليها ثرثرتهم.. و يراه بعضهم مجرد سارق أفكار ليضعها في قالب -لكنها ضريبة النجاح- فكيف يحصد هذا المغرور كل تلك المبيعات و الأموال ؟! بينما نحن نكاد نقتات بالكاد !!

ليس دان براون بالكاتب الأسطوري .. لكنه حرفي ماهر و تاجر شاطر .. و لم تخب بضاعته هذه المرة أيضا..

و كالعادة نجح دان براون في جذبي لعالمه الساحر و يجبرني على التخلي عن كل التزاماتي في هذا العالم لأظل متسمرا أمام تحفته الجديدة 

يبدو أن دان براون قد درس آثار إيطاليا حجرا حجرا ليعرضها بكل تلك الطريقة الساحرة و ينتج عملا مبدعا و دليلا سياحيا مدهشا..

والإضافة الجديدة هذه المرة هي اسطنبول و آثارها..
فبدت الانتقالة من عالمي فلورنسيا و البندقية الممتعين إلى عالم اسطنبول الساحر رائعة و مؤثرة ..
ربما لم يظهر ذلك العمق من دان براون في وصف الآثار في فسيفساء اسطنبول و آياصوفيا
(معناها الحكمة الخالدة) كما كان في الآثار الرومانية .. لكن العرض كان شيقا و بارعا

في تلك الانتقالة مع أبطال الرواية في المنطقة الرمادية المتأرجحة بين ضفتي الخير و الشر..

ينجح دان براون في إثارة حيرتنا و يندفع سيل أسئلة محفزة للتفكير..
مع تفهم مناطق رغبات النفس البشرية وضعفها أمام العاطفة (بلا منطق) أو التحليل المنطقي (بلا اعتبارات إنسانية) .. و حتى مع الاختلاف معها !!

لكن المرء هنا يخرج حائرا في النهاية .. هل يقصد الكاتب تعضديد الفكرة أم دحضدها ؟..
أم هي مجرد الدعوة للتفكير في المشكلة التي فوق رؤوسنا فعلا ؟!

بكلمات أخرى .. هل يحارب دان براون هنا الشر (المنطقي) أم يساعد على ترويجه ؟!



Inferno (Robert Langdon, #4)Inferno by Dan Brown
My rating: 4 of 5 stars

بداية

"أحلك الأماكن في الجحيم هي لأولئك الذين يحتفظون بحيادهم في الأزمات الأخلاقية"

أول جملة فاجئتني .. و أنا ببدأ أقلب في صفحات رواية #دان_براون الأخيرة #inferno أو #الجحيم ..
ياااه على الجملة الساحقة..
هل #دانتي كتب حاجه زي كده فعلا .. ؟!!
ضربة البداية عظيمة :)
--------------

اقتباس
"في حين تفضل التقاليد المسيحية رسم صور حرفية لرموزها الدينية، كان الفن الإسلامي يركز على علم الخط و الأشكال الهندسية لتمثيل جمال الكون. فبحسب التقليد الإسلامي الله وحده هو القادر على خلق الحياة...

لو كان مايكل أنجلو مسلما لما أقدم مطلقا على رسم الله على سقف السفينة السيستانية و لكتب اسمه و حسب .. فرسم الله يعتبر تجديفا

فكلا من الديانتين تركز على الرموز ، أي الكلمة..
في المسيحية الكلمة أصبحت جسدا، لهذا كان تصوير الكلمة في شكل بشري قد أصبح مقبولا.
أما في الإسلام لم تصبح الكلمة جسدا .. لذا يجب أن تبقى كلمة، فتم تصوير الرموز الدينية في كتابات..

أوجز طالب المعنى في ملحوظة مرحة و دقيقة .. المسيحيون إذا يحبون الوجوه أما المسلمون فيحبون الكلمات.

لذا نجد آيا صوفيا تحمل في سقفها فسيفساء كبيرة تحمل صورة المسيح و يحيط بها قرصان كبيران يحملان كلمتي الله و محمد بالخط العربي الآسر في مزج مبهر بين الأسلوبين الفنيين المتناقضين لتشكل تأثيرا فاتنا"

ملحوظة فنية بارعة من رواية دان براون Inferno
بتصرف بسيط في الصياغة

***
عن الجحيم
يشتعل خيال الكتاب بأفكار مدهشة عن تخيل نهاية العالم .. أو إيجاد بداية جديدة للبشرية الذاهبة لفنائها حثيثا!!

كان فيلم 2012 يستمد فكرته من الطوفان العظيم أيام النبي نوح ليطالعنا مشهد السفينة العائمة بعد غرق العالم و عليها النخبة المختارة من السلالة البشرية..
كان مشهد تدافع البشر للحاق بركب النجاة مفزعا و كأنهم جميعا ابن نوح الذي أغرقه الطوفان و لكن هذه المرة بلا خطيئة !!

تماما كما حدث في فيلم world war z حين أصاب البشرية وباء رهيب..
عضة واحدة كانت كافية لأن يتحول كل بشري إلى ميت حي (زومبي) مذؤوب يسعى لعض البقية في متوالية مرعبة لا تبقى و لا تذر!!

تذكرت قصة مرعبة قرأتها يوما في مجلة العربي، تخيل صاحبها جفاف تام للأرض ليصبح مصدر الماء الوحيد هو دماء البشر.. فيتحول الفقراء لمواد خام تمثل مصدرا وحيدا للمياه ليفني البشر بعضهم بعضا..

هنا القصة مختلفة تماما..
فمع تقرير (حقيقي) لمنظمة الصحة العالمية عن تناقص رهيب في موارد الأرض بعد تخطي البشر حاجز الـ 7 مليار نسمة و توقع نهاية مفزعة ..

تبرز فكرة شيطانية لدى عالم بيولوجي عبقري بأن الحل الوحيد هو فناء بعض البشر للوصول للحاجز الآمن .. 4 مليارات نسمة فقط !!

كانت الأفكار القديمة كلها تتحدث عن حروب نووية أو إيادة عرقية .. كما ينبغي للأشرار الكلاسيكيين..

لكن العبقري الشرير هنا يستدعي من التاريخ فترة حالكة في العصور الوسطى هي وباء الموت الأسود في أوروبا..

كانت بداية وباء الطاعون مع فئران مصابة به جاءت على متن سفينة صينية رست في ميناء البندقية!

كانت مأساة صاعقة قضت على ثلث سكان أوروبا بعد أن قضت على ثلثي سكان الصين..

لكن من ناحية أخرى يرى البعض أن الوباء كان إنقاذا لأوروبا بعد وصول عدد السكان لمعدل زاد عن قدرة موارد القارة على تلبية احتياجاتهم .. و من هنا كانت بداية عصر النهضة بكل إنجازاته و بعد هلاك ثلث السكان!!

يستند الشرير لحجج أخلاقية ككل المجرمين الذين يجدون دائما مبررا للشرور في العالم.. و يسعى لنشر فيروس ما في الأرض و هو يؤكد في رسالته التي نشرها قبل انتحاره أنه المخلص و منقذ البشرية!!

لم يكن مجرما كلاسيكيا ..
فقط عبقريته قادته لطريق شرير أنيق يليق بعالم متحضر في القرن الواحد و العشرين ليقلل عدد البشر بمقدار الثلث عبر فيروس ناقل يغير من تركيب الجينوم البشري .. لا قتل هنا و لا دماء لكنه أشبه بأبحاث تحسين السلالة البشرية أيام النازية !!

و باستخدام هذا المزيج الرهيب بين العمل الأدبي الكلاسيكي الأشهر من كوميديا دانتي الإلهية (الجحيم) و مع عقلية عبقرية تميل للحلول الجذرية باستخدام المبدأ الميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) .. يقودنا دان براون لعالمه الساحر و العاصف بالأسئلة عبر آثار فلورنسا و البندقية و أسطنبول.. مع بطله المفضل بروفيسور لانغدون لحل متواليات من الألغاز و الأحاجي في محاولة لإنقاذ البشرية .. مجرد محاولة !!
***

أعرف رأي النقاد في ذلك النصاب دان براون و تلك الأشياء ..

لكن القارئ يملك الأهلية الكاملة للتمييز .. و دان براون كاتب بارع و ناجح .. هكذا ببساطة!!

هو ربما لا يعطي النقاد تلك الملاحم ليبنوا عليها ثرثرتهم.. و يراه بعضهم مجرد سارق أفكار ليضعها في قالب -لكنها ضريبة النجاح- فكيف يحصد هذا المغرور كل تلك المبيعات و الأموال ؟! بينما نحن نكاد نقتات بالكاد !!

ليس دان براون بالكاتب الأسطوري .. لكنه حرفي ماهر و تاجر شاطر .. و لم تخب بضاعته هذه المرة أيضا..

و كالعادة نجح دان براون في جذبي لعالمه الساحر و يجبرني على التخلي عن كل التزاماتي في هذا العالم لأظل متسمرا أمام تحفته الجديدة

يبدو أن دان براون قد درس آثار إيطاليا حجرا حجرا ليعرضها بكل تلك الطريقة الساحرة و ينتج عملا مبدعا و دليلا سياحيا مدهشا..

والإضافة الجديدة هذه المرة هي اسطنبول و آثارها..
فبدت الانتقالة من عالمي فلورنسيا و البندقية الممتعين إلى عالم اسطنبول الساحر رائعة و مؤثرة ..
ربما لم يظهر ذلك العمق من دان براون في وصف الآثار في فسيفساء اسطنبول و آياصوفيا
(معناها الحكمة الخالدة) كما كان في الآثار الرومانية .. لكن العرض كان شيقا و بارعا

في تلك الانتقالة مع أبطال الرواية في المنطقة الرمادية المتأرجحة بين ضفتي الخير و الشر..

ينجح دان براون في إثارة حيرتنا و يندفع سيل أسئلة محفزة للتفكير..
مع تفهم مناطق رغبات النفس البشرية وضعفها أمام العاطفة (بلا منطق) أو التحليل المنطقي (بلا اعتبارات إنسانية) .. و حتى مع الاختلاف معها !!

لكن المرء هنا يخرج حائرا في النهاية .. هل يقصد الكاتب تعضديد الفكرة أم دحضدها ؟..
أم هي مجرد الدعوة للتفكير في المشكلة التي فوق رؤوسنا فعلا ؟!

بكلمات أخرى .. هل يحارب دان براون هنا الشر (المنطقي) أم يساعد على ترويجه ؟!


View all my reviews