لا مكان هناك فأصعد للطابق الثاني و استكمل قراءة "بروكلين هايتس" رواية ميرال الطحاوي أصل لنهايتها متتبعا هند و قصتها الممتدة بين غربتي الوطن فى قريتها المستقرة بأبدية على ضفاف النيل و حي بروكلين فى نيويورك .. تختتم الرواية مشاهدها بهند و هي تقلب إرث ليليت العجوز التى خاضت رحلتها المبكرة لتحط رحالها فى نيويورك حاملة ذكرياتها و مقتنياتها ليأتي ابنها من أجل أمه التى هجرته لكن الزهايمر كان أسبق كثيرا .. تقلب هند مذكراتها لتجد ذلك التشابه المفزع و الحكاية التى تستعيد فصولها عبر التاريخ.
طويت الكتاب متأملا ذلك البساط الأبيض الممتد بأناقة لكنه علامة على تلك البرودة التى ستكون معها حذرا تماما من تسرب موجاتها إلى رأتيك المتعبتين و ستتخير طريقك هربا من الانزلاق!
مع نغمات تلك الأغاني الكلاسيكية يسرح البصر فى أمس مصر الحزين بين دوامات العنف الغريب .. يصدح صوت عبدالوهاب الدكالي (مرسول الحب فين مشيت و فين غبت علينا) .. تستعيد الذاكرة مشاهد كر و فر الأمس المفزع (تايه فى ليل بلا قمرة) يفتش المرء عن بعض حبات الأمل (غيابك طال هذي المرة) .. يشاهد المرء الفرقاء و هم يتصارعون على إرث ليليت المنهزمة أمام المرض و الموت و الذي عبر عن جمالها يوما علي سلامة بكلماته (دي اللي كانت حلوة و زي القمر .. فجأة كبرت و بان عليها الكبر .. زهقت .. اخدت هرمها على نيلها و هاجرت .. خايف اصحى من النوم ما الاقيش مصر) ..
وصل الباص لمحطته الأخيرة اضغط زر الوصول و الدكالي يرتفع بصوته لمقام حزين .. خايف لتكون نسيتينا و هجرتينا و حالفه ما تعود ..
عبدالعظيم
برلين 26 يناير 2013
like like like ......
ردحذف