مرة تانية و بمناسبة الكلام البديع من سها همام عن رحلتها في في بلاد العم سام..
الحقيقة إن الأمريكان ناس ظرفاء و كيوت في المساحة الاجتماعية بشكل عام و في بناء نسق ممتاز للتواصل الإنساني الظريف..
لما بقابل زميل من أمريكا أو أستاذ زائر بنضرب الصداقة في خلاط ماكينة فنجان القهوة الأول..
أما الألماني فممكن تقعد معاه سنة و تشرب عشرمية كوباية قهوة و يقابلك بعد افتراق الطرق بكلمة هاللو .. لو افتكر يعني :)
و دا ليس بسبب عنصرية أو خلافه .. دي طبيعة متراكمة لأمة بتحاول التحرر لولا عقود الأسر الطويلة في تاريخهم الطويل..
و قد يكون الوضع الأمريكي هنا، هو طبيعة المجتمع اللي كله مهاجرين.. الانفتاح التام بيبقى حل وحيد للمجتمع .. و دا بطبيعة الحال حل إنساني رفيع بامتياز..
لكن أوروبا في أغلبها، فهي زي كل الدول ذات التاريخ الطويل بأبعاده القومية .. الثقل القومي هنا يحول الانفتاح لمهمة ثقيلة على النفس حتى لو نصت القوانين.. و القانون بياخد مجراه أي نعم.. لكن من تحت الضرس المخروم بسوس الشوفينيات القديمة.
و الأكيد إن الألمان قتمين (مش الكل طبعا) و باردين (دا الأغلب الأعم طبعا)..
بس هتبقى فيه ملحوظة تستحق التأمل..
بتكلم مع صديق إيطالي و قلت له ملحوظاتنا التقليدية عن دفء شعوب البحر المتوسط و برودة الناس هنا .. الشاب رد بالأكسنت الإيطالي الشهير كما يليق ببحار قادم من ميلانو، دا السطح يا معلم .. بس النفوس هناك تعبانة؟!
أستاذتي القديمة حكت لي عن كلام مشابه و هي من عاشت في بلد الصراع التنافسي عند العام سام.. قالت لي و هي بتمدح التجربة الألمانية التي أعطتها مقعد بروفيسور جامعي بعد أن عادت بخفي ماركو بولو من أمريكا، بص لما تحت السطح البارد و الدافيء..
لكن من ساعتها بدي نفسي فرصة لاكتشاف ما وراء برودة السطح و النتيجة مدهشة أحيانا..
أما الدهشة الأكبر فمن ملاحظة الفارق بين الشرقيين و الغربيين بعد وحدة 24 سنة في شعب واحد إلا إن فجوة التاريخ بين غرب عاش بطول الحرية و عرض الرفاه المعيشي و شرقيين عاشوا في ضيق الاستبداد و الضنك، فحكاية تستاهل التأمل و إزاي الاستبداد بيتحول لجينات لزجة لازقة في كروموسومات أجيال متلاحقة و مش ذنبهم بقدر ما هو جريمة من وضعهم في مساحة امتهان الكرامة و الحرية فتكونت عقدة النقص الإنساني و مشاعر الدونية التي ستظهر و هم يتعاملون مع أخوانهم الغربيين و اللي مش بيبخلوا بتذكير الشرقيين بها طول الوقت.. لكن النقيض المشاعري بيظهر مع أول أجنبي يعتروا فيه في السكة إلى أن يثبت الأجنبي العكس و تعود الحكاية لسيرتها الأولى..
على أي حال الملحوظات هنا مجرد انطباعات ربما تتفير بتغير الظروف و الأحوال ..
via Tumblr http://ift.tt/1qipXtR
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق