ليس من العادة أن يقيم المرء عملا قبل إتمام قراءته .. لكن هذه الروايه استلبتني تماما اتحين الفرص في الطريق أو في استراحة الغداء بصحبة كوب الشاي المعتاد للاستمرار فيها ..
خطفت نظرة لفصلها الأخير لعلي أجد تلك النهايه غير المتوقعه التي تسلب لبّك لتدفعك لالتهام الأحداث لتعرف كيف وصل الراوي بنا هناك!! لكني فُوجئت بها نهاية عادية تماما لكنها هنا مناسبه تماما في رواية جمالها في بساطتها أنيقة الكلمات و التعبيرات
أتتبع مسارات الحكايه الآسرة و هي تنسج خيوط العلاقه الرائعة بين قمر و مصطفى .. الأم التي ترملت في مقتبل عمرها فكانا وليديها هما منتهى أملها و مصدر قوتها و ضعفها في آن .. و الولد البكر الـذي يرى كفاح محبوبته الرؤوم فيجمع جهده حتى لا يرى دموع الحيرة و الانهزام أبدا على وجهها جميل المحيا جميل الابتسام .. يتذكر المرء هنا رواية الوتد لخيري شلبي
كان محمود الورداني بارعا و هو يعبر مناطق الألم و الانهزام سريعا دون إطالة أو استدرار دموع قراءه .. لنعبره معه كــ (ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر .. كما عبر عنه يوما علاء خالد) .. إنه ملح الحياة الذي لا غنى عنه لتحلو و لنشعر بلذة تلك النجاحات الصغيرة فيها و كأننا ملكناها و هي كانت كذلك حينها بالفعل
....
بعد انتهاء القراءة للرواية المراوغة .. هادئة اللغة .. درامية الأحداث .. المقدمات تؤدي للنتائج ! حياة مصطفى المتنقلة بصحبة قمر عبر شوارع مصر و حواريها هبوطا في أفق الحياة و صعودا .. و المهن التي اضطر أن يعمل بها من عامل ثلج و بائع عصير و صحفي مرمطون و .. كان لا بد أن تنتهي به مناضلا شيوعيا ليقع في حب سارة .. و ليجد طريقه للمعتقل مستعيدا حياته و يبحث مناطق الخطأ في الفكرة و التجربة التي تحسمها سارة بأن اختيارها للجمعية و له كان خطأ و لا بد من هدنه .. ليختم الرواي الحكايه بفصل رائع عن الأحلام التي لا زالت في جبعة الحالم باليوتوبيا التي أبدا لن تكون .. كان عملا ممتعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق