حكاية مبكرة: ٧ أغسطس:
تعلن الرئاسة فشل كل جهود الوساطة لحل الأزمة .. لييه ..هل طرق أحدهم باب #عدلي_منصور ؟!دور الرئاسة في أيام الانقلاب لا يتعدى دور حامل الأختام ..تذهب -بعد استكمال التوقيعات و موافقة الأمن و تصديق الضابط أبو كاب و نجمتين- إلى الموظف حامل الختم فيفتح الدرج و يجفف العرق مشعرا إياك بأهمية عمله و يخرج الختم الثمين و يدقق في الورقة متأكدا من وجود أهم التوقيعات و هو توقيع الضابط ..ثم يطبع قبلة الحياة لورقتك الذابلة من كثرة التوقيعات..الفارق الوحيد هنا أن الختم ليس في الرئاسة دائما .. حتى هذا يتنقل بين وزارة الدفاع (المقر) .. و الحكومة (يحمله وزير الدفاع) ثم أحيانا يتركونه في الليل بصحبة ضابط في الاتحادية ليسلي وحدة أصحاب الكرافتات الشيك وهم قاضي و مفكر استراتيجي و صحفي و بوب .. !! يا لهول ما يفعل الناس بأنفسهم !!الآن يظهر #الببلاوي بذات الكلمات عن فض الاعتصام (غير السلمي المهدد للأمن القومي) .. هذه هي مأساة من لم يتدربوا كفاية على الانقلابات .. فيتحسسون رقابهم الآنلأن الوفود (التي طلبوها) تحدثت عن حلول تتجاوز فكرة سحق المعارضين و شيطنتهم .. إلى ضرورة وجود مصالحة حقيقية و الإفراج عن المعتقلين.. بينما ماكين كان يفسر مشاهدة البطة بوجود البطة .. و الانقلاب العسكري هو انقلاب بمشاهدة #السيسيمتربعا على العرش بعد انقلابه على رئيسه.. (لن أقع في فخ التهليل لتصريح يميني جمهوري .. لكنها مفارقات التاريخ)يصدر فرمان وقف المفاوضات التي كانت تذهب بنشاط المفاوضات في المعتقلات .. بينما الخارجية المصرية تحارب طواحين الهواء .. في محاولة إيجاد قدم للنظام القادم على دبابة الانقلاب.يتحدثون عن القوة لفض الاعتصام .. بعد شعورهم بالمأزق التاريخي .. بينما يغلقون هم ميدان التحرير بشوارعه على اعتصام مفترض .. و معاناة أهل المكان التي لا تظهر في التلفاز لوجود البلطجية .. الذين يحجزون الميدان خوفا من قدوم المعارضين لاحتلاله .. فيصبح #ميدان_التحرير ميدانا#ضد_الانقلابإذا .. هناك اعتصام يهدد الأمن القومي فقط لأنه يهدد الانقلاب!! .. بينما الآخر اعتصام شرعي -فقط- لأنه يتم بحراسة الدبابات و العربات المدرعة ..هل سيفض - هؤلاء الموتورون- بالقوة مثل هذا الاعتصام .. الذي صوره بعضا منه Ezz Eldeen Dwedar ليلة 27 رمضان .. سلم الله البلد و أهله و رزق الكل الهداية لحقن دماء المصريين .. لله الأمرhttp://www.youtube.com/watch?v=5R2tLXuGMxs
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200914799766858
١٤ أغسطس:
عندما يكون هناك سلطة تستمد قوتها الزائفة من سفك دماء شعبها..
و لا يتوقف أهلها أمام أي مسئوليات أخلاقية أو تاريخية أو إنسانية
و لا يهم أركانها عدد الضحايا و لا الدماء الغزيرة في الطرقات..
حين تستخدم قوتها الساحقة بكل همجية ضد مواطنيها العزل ..
سنعرف أنها سلطة متداعية.. مرتجفة .. حمقاء .. دموية.. ترى في اعتصام سلمي تهديد لوجودها ..
يولغون في الدم الغزير.. لتتشرب كراسيهم المهتزة المذعورة به .. و هم يوقنون بأنها ستكون لعنة أبدية عليهم و ستكون هلاكهم حتما ..
فليفرحوا قليلا بالانتصار .. و ينام #البرادعي مرتاح الضمير .. بينما معسكر الفلول يطرب الآن على وقع الرصاص .. و أهل الليبرالية يغلقون عيونهم جيدا حتى لا يتذكروا بعض مبادئهم ..
و أهل مصر في تيه العقل و الروح .. !!
دروس التاريخ
تلجأ السلطة للعنف الإجرامي لتغطي ضعفها..
و تستحل سفك دماء شعبها .. فتفقد أي شرعية أخلاقية أو إنسانية .. و تكون تلك سقطتها الكبرى و زوالها..
و الدماء لعنة على من استحل سفكها و برر و غطى إراقتها اليوم و غدا و إلى يوم الدين ..
اللهم لطفا .. فمن لأهل مصر سواك....؟!!
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200956772296145
----
الذي يحدث في #مصر الآن لم تدونه كتب التاريخ عن تاريخها عبر العصور..
سيكتب التاريخ أن #السيسي هو الجنرال الأكثر دموية في تاريخ مصر و أنه حدثت مذابح للمصريين في عهد انقلابه لتتلاشى أسطورة الجيش الحامي ..
و بغطاء مدني ممن ظنناهم رجالا.. لكنهم فقدوا مبادئهم و احترامهم لأنفسهم .. فقط لأنهم تدثروا بغطاء الجبن .. و لم يكونوا رجالا في اللحظة الحاسمة..
من لشعب مصر و هم في العراء
حين يفقدون درعهم
و يضللهم الإعلام الفاشي ليقتل بقايا إنسانيتهم
و يتجرد من كنا نظنهم كبارا من مبادئهم..
بينما بعض من دم مصر يسيل في الشوارع
رب رفقا بمصر و أهلها فكن لهم عونا و احقن دماءهم..
يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف و احفظ الوطن مما يخطط له الأشرار !!
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200957268068539
---
لأول مرة أفقد أعصابي مع شخص من ضحايا غسيل المخ الإعلامي الفاشي الإجرامي الذي أفقد الناس إنسانيتهم فلم يعودوا يستطيعون التفريق بين
اختلاف سياسي نحتمله جميعا .. و بين دم أخيه المصري المراق في الميادين..
جريمتهم اليوم ..
قتل الأبرياء في شوارع مصر !!
أما جريمتهم الأكبر..
فهو تدمير أواصر الوطن و زرع فتنة بين أبنائه لنسير على درب الفتنة التي هي أشد من القتل..!!
من لجمع شتات المصريبن و أشلاء إنسانيتهم المبعثرة على مذبح #الانقلاب_الدموي ؟!!
سؤال لك و أنت تتناول جرعة #التفويض مع شربة الإعلام الفاشي .. لسه الضمير صاحي؟! شوية عقل و مهارة تفكير مفيد لبواقي الإنسانية فيك.. إن وجدت !!
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه
و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
و أعد لأهلينا إنسانيتهم قبل أن يضيع ما تبقى منا و من الوطن..
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200957654158191
---
١٥ أغسطس:
بحاول ألاقي الكلام..
اللي حصل امبارح يفوق قدرات الكلمات على التعبير..
أحباب و أقارب و أصدقاء فقدناهم بالأمس أو جرحوا ..!!
مصريين .. بني آدمين زي و زيك قتلهم عسكري و ضابط و جنرال و حكومة انقلاب لابسين كرافتات و حاطين يافطة المدنية و الليبرالية و هم ..متأسف للتعبير.. حيوانات !!
هل ممكن اعتذر للدكتور #البرادعي ..؟!!
لا .. لأني مش هقدر افهم موقفه من تأييد #انقلاب_عسكري ضد نظام مدني مهما كان فاشل و سيئ .. كان فيه حلول كتير .. إلا إن الجنرال و عساكره يتسيدوا المشهد بفاشية إقصائية و يصفونا واحد واحد..
و برعاية الكاهن الأكبر #هيكل اللي نفخ في #السيسي بقوله أنه يراه ناصر هذا العصر..!!
طبعا ما عدش هناك احتلال و لا إقطاع .. بس لسه فيه #أخوان و سجن حربي و #تفويض ..أفرم يا سيسي و اقتل بعضا منا قربانا على مذبح انقلابك!!
لكن بحب عودة الرجال لإنسانيتهم لمبادئهم لوطنهم..
البرادعي استقال ببيان أعلن فيه إن ضميره الأخلاقي لن يتحمل إراقة الدماء و كان هناك سبل للمصالحة و الحل السلمي.. بس التمن كان غالي لرجوعك يا #بوب .. بس حسيتنا إن الأمل لسه موجود..
دلوقتي #فلول الانقلاب و سفاحيه ينقلبون عليه بقسوة
حامل الصولجان تغريه القوة و الدبابة..
الفرم طريق من أعمتهم القوة و السلطة .. هو أسهل كتير من طريق التنازل لصالح الوطن و حقن الدماء..
و لو كان التمن رمي إنسانيتنا تحت الحذاء و إشعال فتنة لا يعلم مداها إلا رب العباد!!
أفقد بقايا احترام لمن سوى بين قاتل و مقتول ليدينهما معا بالتساوي .. عن #أبوالفتوح كلامي..
ممكن تقول ما قاله مالك في الخمر عن أداء سياسي متردي و تهاجم #الأخوان و #مرسي..
لكن و الأرواح المسالمة تصعد لبارئها برصاص قناصة الدولة .. لا ينفع هنا كلام التخاذل و اللعب على الحبال المخضبة بالدماء ..
أندم كثيرا على صوتي الذي منحته لك يوما و أقنعت به كثير .. آسف يا سيدي .. بس إنت قتلتني في روحي و قناعاتي بالرجال!!
أعيد اكتشاف آخرين .. في يوم بعيد حلمنا ب #أيمن_نور .. الشاب المنافس لمبارك و حاولنا معاه ننجح..
امبارح كان بيحكي حكاية قسم الوراق.. #التلفزيون_المصري يقابل شهود عيان .. واحد يحكي: اللي حرق قسم الوراق هم الضباط .. لم تجد مراسلة التلفزيون أي شجاعة تسأله أكتر..
بينما يلصق التلفزيون التهمة بالمقتولين في #ميدان_رابعة !!
طيب و حرق الكنائس و جامع رابعة بالشهداء اللي فيه و الخيام بالعائلات جواها .. يا للهول.. هتودونا فين..بخرب بيوتكم .. شفت المدرعة اللي رماها يواقها من على الكوبري و لزقها الإعلام في الأخوان.. مشهد هيحكي كتير و يفسر أكتر..
كل ده و التلفزيون المصري ينشر فيديوهات الحرق التي قام بها الأمن للخيام و المسجد على أنها من فعل الأخوان بينما كان الرصاص يخترق رأس صديق هناك و ذراع أخ لي بينما الشﻻطة تطلق اللهب على رابعة بخيامها و شهادئها و تحرقهم جميعا.. يا إلهي... !!
العالم كل يستنكر و يدين .. بينما السفاح بشار و مفتيه يهنئون الجيش و الشبخ المفوض .. مفارقة تحكي لك كتير..
افتكر حاجات صغيرة..
إنك بني آدم .. مش آلة بيحركها العسكري و يمسخها الإعلام..
إن اللي مات مصري زيك بالضبط كل الحكاية إن رأيه مختلف و كان أشجع حبتين لما نزل يوم #25 يناير و كان أشجع أكتر لما نزل الاعتصام رغم إنه عارف باحتما موته.. مش لازم يكون أخوان بس هو فهم إن اللعبة كبيرة و العسكر هيصفونا حبة حبة ..
السياسة ممكن تكون حقيرة بس القتل إجرام و اللي مات ده أخوك اللي انت ممكن تكون مخنوق منه شايفه غلط بس مش ممكن تقبل يتقتل برصاصة في رقبته باسم تفويض الجنرال السفاح !! واجبك تحميه علشان ما يموتش .. تدافع عن وجوده لأنه وجودك و تترحم علبه لما يموت و تحفظ اسمه و كرامته و سمعته لما الإعلام و كلاب سكك الانقلاب تحاول تنهشها كل يوم..
الكلام كتير بس مش مكفي..
الحزن قاتل .. بس بلدنا تستاهل نحلم لها و ندافع عنها علشان تكون #مصر كما نحب أن تكون ..
مصر الحرة الديمقراطية.. وطن يلمنا كلنا باختلافاتنا في التفكير و الانتماءات و الدين و أي حاجه ... بس بتجمعنا كلمات #مصري و #ثورة و #حرية
أرجوك حاول تركز شويه.. الأمل كبير لكن المشوار بقى أطول ..
------
١٧ أغسطس:
في طريق العودة.. و عن وطني الذي لم أعد أعرفه ... !!
صباح الجمعة:
كانت كل الطرق مقطوعة للقاهرة .. و يملأها البلطجية بصحبة مدرعات الجيش .. بينما تم إيقاف حركة القطارات تماما إلى القاهرة و الاسكندرية .. كانت طنطا الخيار ذلك اليوم...
بداية المشهد من أمام مبنى المحافظة .. يصل بنا السائق بطريق الخطأ لنجد أنفسنا بين مدرعة الجيش و ظباطها يطلقون الرصاص بكثافة بالغة في الهواء حتى تلك اللحظة و مدرعة الأمن المتمترس حولها الضباط و العساكر مسلحين بقنابل الغاز و الخرطوش و الأسلحة و في حمايتهم بلطجية يحملون كل أنواع الأسلحة البيضاء يلوحون بها في وجوه كل القادمين..
فوجئنا بأحدهم بسيفه اللامع و نحن مجموعة من الشباب العزل يحتمي بنا بعض السيدات .كان مشهدا مفزعا..
لنسأله ببلاهة مصطنعة عن ما يحدث .. يرد بثقة: ننتظر ولاد ..... !!
يسأله زميلي من هؤلاء: يرد هؤلاء الشعب (مشيرا لجيش البلطجية) يا للسخرية ..!!
حاولنا التسلل عبر الشوارع الجانبية حتى وصلنا للمسيرة التي بدأت في التكون و الانطلاق من ناحية الجامعة باتجاه مبنى المحافظة ليبدأ الأمن بإطلاق قنابل الغاز .. لتبدأ معركة الكر و الفر بين عزل لا يملكون إلا حناجرهم و قوة غاشمة تملك كل شيئ ..
الغاز الخانق يتساقط علينا بكثافة ليحرق الجلد بضراوة و يلهب العينين و الحلق .. لتشعر بتسرب فقدان الوعي لعقلك تماما كغريق في ماء عميق .. و ما يجعلك تكافح هو فقط إرادة الحياة..
في تلك اللحظات تعيد اكتشاف نفسك و غرامك بأشياء لم تكن متوقعة..
دخان المطاط و عيدان الأشجار التي يشعلها المتظاهرين لإبطال مفعول الغاز القاتل فتستنقشه برغبة و شوق و الغاز يحرقك..
وجرادل الماء التي زودنا بها الأهالي من بيوتهم لرمي القنابل مباشرة فيها و إبطال مفعولها ..
ثم زجاجات الخل مع السيدات الباسلات لتبلل أنفك المحترق والكولا التي يبخها زميلك في وجهك و عينيك ليساعدك على العودة للحياة .. مررت بالتجربة ثلاث مرات في المواجهة و أنا أحاول التسرب للصفوف الأمامية لتصوير المشهد بينما تنهمر أمطار الغاز و الخرطوش..
تختفي مشاعر الخوف تماما في تلك اللحظات و تملأ روحك رغبة التقدم لولا بعض العقل و الزملاء و نحن نأخذ بيد بعضنا في اللحظات الفارقة.. يغطيني الزملاء باستبسال و أنا أحاول التصوير ليكونوا هم في المواجهة مباشرة
ضغطوا علينا تماما .. و ازدادت كثافة الغاز لنقارب الإنهيار بينما مصاب برضاص حي يحمله جاري لندرك أن الساعة بدأت و أنهم ينفذون تهديدهم حرفيا بضربنا بالرصاص الحي
تأتي الأنباء عن مسيرة ضخمة تأتي من الناحية الأخرى من ميدان الساعة .. يأتي الأمل كبيرا و نحاول الضغط و بدا الأمر مشجعا و نحن في الطريق لتطويق الأمن و المدرعات و إجبارها على الفرار ..
أدركوا مأزقهم.. فكان الرد مفزعا بالرد بالرصاص الحي و حصد الناس بين قتيل و جريح .. يأتي زميلي ممتلأ بالخرطوش ليخبرنا عن ثلاثة استشهدوا بالرصاص بجانبه في المسيرة الأخرى.. بينما تدوي سيارات الإسعاف بكثافة..
اُستنزفنا تماما لنتفرق و نلتقي في مكان آخر بينما الأمن و البلطجية يطاردون بعض المتظاهرين في شارع جانبي و قد امتلأ برائحة الغاز الخانق و ندرك أن استمرار المواجهة الآن ستكون مهمة انتحارية و نحن لا نسعى للموت بل نسعى لجلب الحياة لوطننا و أهلنا الذين يشاهدوننا من البلكونات..
بينما شباب منفعل يفقد أعصابه صارخا .. هل فوضتم السيسي لقتلنا هاهو يصفينا تماما .. هل ترون سلاحا أو إرهابيين نحن مصريون مثلكم تماما لكننا ندافع عنكم و عن الوطن ... الناس تنظر بحيرة المغيبين بفعل الإعلام الإجرامي و الوقائع التي يرونها بأعينهم ..
نلملم أنفسنا و نستكشف الشوارع لتلمس طريق العودة .. بينما بعض الزملاء حاصرهم البلطجية في مدخل أحد العمارات ليأويهم أحد السكان .. و آخرون في المسجد و البلطجية على الأبواب..
كل ذلك و الأنباء تتواتر عن مئات الشهداء برصاص الأمن القاتل و مروحيات الجيش التي تحصدهم بالرصاص في أنحاء مصر و عشرات الشهداء في ساحتي مسجدي الفتح و الشهداء مؤلم مؤلم ..
و المحاصرين في المسجد ليس لهم من معين إلا مولاهم بعد أن قتلهم الجيش الذي ظنوه يوما درعهم .. !!
كان يوما داميا خطفوا فيه الحياة و يحاولون خطف الوطن ..
من يبرر قتل الناس بتلك الهمجية ؟! ..
إن لم نكن معا اليوم ضد من يخطف الوطن فلن نستعيده أبدا .. كلنا أخطأنا فيما فات فلنستعيد ميدان ثورتنا و إلا فإننا جميعا في قبضة القيصر السفاح و سنكون قرابين على مذبحه .. انكشف الوجه تماما و لا شيئ يهمهم و إن أبادوا الناس و فككوا الوطن ..
هذه أرض تتشرب من دماء أبنائها كما لم يحدث في تاريخها أبدا
وطني الذي لم أعد أعرفه ..
---
٢٠ أغسطس
لقد تجاوزنا يا صديقي مرحلة سكب الدموع و اجترار الحزن..
نحن في ملهاة تجميع أشلاء بعض مما تبقى منا و من مبادئنا و الأرض التي تجمعنا..
و عن بعض من إنسانيتنا المبعثرة في مستنقعات الدم و الفاشية
نحاول البحث عن الوطن ..
عن تلمسه في الوجوه المرهقة و حيرتها القاتلة ..
في أن تغلق العينين.. و تخيله كابوسا سينتهي سريعا .. و يعود الناس لنقاشاتهم الحميمية على المقهي .. لكلماتهم البذئية و هم يتقافذفونها لكنهم لا زالوا يحملون قلوبا يفقهون بها أن دمهم عليهم حرام ثم يتبادلون السلام و هم ينحدرون لمخادعهم في المساء..!!
إنهم يقتلوننا يا صديقي .. لا تدعهم يتسربون بفاشيتهم لأرواحنا .. لا تترك حيوانيتهم تتمكن منا بأكاذيب لا يعلم إلا الله مداها ..
ستدرك حتما و هم يتقاذفون عقولنا يريدون لنا أن نتقاتل في الطرقات و أن نتشفى في دماء بعض منا .. و نشارك جريمتهم بترديد كلماتهم لنجدد ألف سبب و سبب للذبح الجماعي ...
تذكر .. أنهم جميعا سيذهبون غدا لحتفهم الذي اختاروه ..
و سنبقى معا على نفس المقهى نلعب الطاولة و نتبادل أدوار الشاي و نحن نتقاذف الكلمات البذيئة بمحبة و بقلوب ممتنة أننا لا زلنا على ذات الأرض معا ..
أغلق عينيك و استعد اللحظات ..
حتى يجمعنا المقهى قريبا و هم ليسوا هناك و نحن من بقينا هنا بصحبة كوب الشاي و الطاولة و جلستنا الحميمية على الأرض التي وُلدنا فيها معا على يد ذات القابلة و شهدت لنا و علينا الأمس و اليوم و غدا ..
"من رحلة البحث عن وطني الذي لم أعد أعرفه"
عبدالعظيم التركاوي - من على ضفاف النيل الذي لا زال ساريا فينا
---
١٨ أغسطس:
العالم ينتفض لأجل #مصر و شعبها..
قابلت يوما عجوزا ألمانيا و هو يصرخ في .. كيف تعطوننا كل ذلك الأمل بثورة سلمية مبهرة ثم تنتزعونه منا بكل تلك الدماء..
لا أعرف إن قابلته ثانية كيف سيكون حديثه و قد رأى دماء المصريين تسيل في الشوارع برصاص جيشهم و الأمن و البلطجية..
أعرف أن الانقلابيين لم يعد يهمهم شيء و أن خوضهم في الدماء أعماهم عن كل اعتبار لوطن أو شعب أو العالم .. لكن ليعلموا أن الأحرار ينتصرون مهما طال الزمان و أن مصيرهم مزبلة التاريخ برفقة كل السفاحين و المجرمين على مر التاريخ
في الفيديو 10 آلاف مصري و ألماني و عربي و تركي ينتفضون لأجل مصر في أكبر المظاهرات في تاريخ برلين..
كنت بالأمس هناك نتظاهر في حراسة الشرطة و الأمن نشعر بالاطمئنان لوجودهم
و اليوم نتظاهر تحت زخات رصاص الجيش و الشرطة و البلطجية في مصر..
يا لهول اللحظة .. كيف ستكتبها كتب التاريخ؟!!
سيهزم الجمع -حتما- و يولون الدبر.. و مهما كانت قوتهم فنداء الحرية أقوى من كل السفاحين
---
٢١ أغسطس:
ماذا تبقى لنا في هذا العالم ..!!
نبدأ صباحاتنا باعتصارهم الألم فينا ..
كلاب بشار يسممون بلدة بكاملها بالغاز ..
مشهد العائلة برضيعها و أطفالها و نسائها يفترشون فناء الموت اختناقا يسحقنا سحقا ..
يا الله .....!!!
و يسألون عن الإنسان فينا .. هل تركتم له مكان في مصر أو سوريا .. ؟!
ننحدر سريعا لذات الألم و ذات الاعتصار .. يجمعونا في هولوكوستهم البغيض .. يتوحشون على ضعفنا و يدارون خستهم بقتل الحياة فينا ..
يا أنذال البشر و حثالة الأرض ستتقطعون ندما و تنتهون قريبا و لن تجدوا وقتا للعق جرائمكم ..
لا نملك إلا دعوات و صدور يملأها ألم الرجال ..
و دروس التاريخ المبشرة بنهايتكم المخزية في أقصى أركان مزابله المهيئة لأمثالكم .. !!
يا إلــهي من لضعفاء البشر و القتل يزور مخادعهم بلا استئذان و بلا انتظار .... !!
---
٢٥ أغسطس:
في بلادي ينفرط عقد الطيبين كحبات المسبحة يا صديقي..
تبحث عنهم كالآلىء متناثرة على أرض كللها كد المتعبين في بكورهم و هم يبحثون عن الرزق المتاح..
تستنزفهم الحياة تماما ..
فلا يبصرون من الأرض التي حملتهم إلا ما يسد رمق صغارهم عند عودتهم في المساء ..
يمنون أنفسهم بالغد الأفضل الذي لا يأتي أبدا .. فأصبحت مقولة يتناقلونها عبر الأجيال .. فلعل غدهم يأتي بالبشير..
أبحث عن الحبات المتناثرة يا رفيقي.. حالما باكتمال العقد 33 فاستغفر لهم و لي كثيرا ..
ممنيا نفسي بالغد الحقيقي الأفضل كثيرا و بألا تكون مجرد حكمة تتناقلها الأجيال ..
"من التجوال في شوارع المدينة بين قاهريها و مقهوريها"
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10201028357085720
-----
٣١ أغسطس:
و هكذا يصد إكرامي ضربة الجزاء و يظل #الأهلي على أمل ..
بينما يتقاذف فريق الثوار كرة اللهب بمرارتها اللاذعة حتى يرث أهل #الانقلاب #الثورة و من معها .. حتى حين.. !!
و هذا يا صديقي مما لا يسمح به الرب أبدا .. لكن لا زال يقترفه بعض البشر !!
"من دروس الملهاة .. و لا زال الطريق طويلا طويلا"
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10201065073443606