يوم رمضاني أول
فى الجامعة .. الزملاء ذهبوا للغداء مازحين مع ذلك القابع خلف حاسوبه بلا توقف و لا شرب و لا طعام .. ليجدوا ذلك الصائم يذهب كعادة النسيان فى اليوم الأول يريد بعضا من الماء و قبل أن يصل يتذكر و لكنهم يجد عاصفة من الاحتجاج . لقد أصبحوا سلفيين بذقون قصيرة .. ذكروني بصورة لمبرد ماء فى القاهرة و قد كُتب عليه "لا تشرب أنت صائم أوعى تشرب و تعمل فيها ناسي" كان يجب ممن كتب التحذير أن يضع سياج كهربائي أو حقل ألغام
***
في نقاشاتنا يكون عدم الفهم هو السائد عن الصيام و معناه من أصدقائنا الذين لا يستوعبون فكرة أن يظل إنسان نهارا كاملا بلا
***
كنا نحضر طعام الإفطار و بعض الأصدقاء و توليت أمر "السلطة" و ياله من عمل يبدو مرهقا لا يبذله المرء إن كان هو و المائدة وحيدان، أن تقطع الطماطم متبوعة بالخيار و الفلفل و .. قطعا صغيرة و تضيف بهارات تحاول حسابها صياميا ما استطعت و لكن حين يأكل الجمع و ترى منهم استمتاعا و نظرة شبعى بالطعام و الرضى تأتي الرمة القادمة بحماس أكبر و أتذكر أمي التى تنفق ساعات فى الطهي و أقول لنفسي ياله من عمل شاق ينتهي أثره فى أقل من نصف ساعة مع انتهاء الطعام لكني أتذكر النظرة الشبعى بالرضى و جذل الطاهي حين يراها .. و أعود و أقول لعلها مصدر السعادة .. أن تجلب لاخرين بعضا من سعادة الدنيا و إن كانت وجبة طعام
***
يقترب الشهر الكريم من أوان الرحيل و يتردد فى جنبات النفس بيت الشريف الرضي حفيد الإمام علي كرم الله و جهه و جامع كتاب نهج البلاغة:
إذا ما المرء صام عن الدنايا .. فكل شهوره شهر الصيام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق