في استكمال الحكاية..
شعور الأجازة كنت افتقدته طويلا، أن تتسكع في الشوارع و الحدائق برفقة الصحاب، طارحا أثقال الحياة و العمل بحلقاتهما المتشابكة، فما بالك و الإجازة يصاحبها عيدين..
الأمس كان يوم أجازة ألماني، و الشمس لم تبخل بسطوعها و الطقس يتعاطف مع المبتهجين و الحدائق تتنفس يشرا و أطفالا منتشرين في امتدادها الأخضر..
نطل من الأعلى على المدينة و نحن نعجب لبلد يحنو على ساكنيه و يعاملهم كبشر يستحقون البهجة و الفرح، ثم مع الجموع أمام بوابة براندينبورج، رمز وحدة البلد الذي تحل ذكرى ربع قرن عليها، و أمامنا نصب تذكاري مؤقت نقشت عليه دروس التاريخ مسلسلة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية و نقد مقذع للتجربة المريرة.. هؤلاء قوم لا ينسون التاريخ و يصرون على تذكير أنفسهم به و التعلم من دروسه الصعبة،
و على الجهة الأخرى من البوابة و أمام مبنى البرلمان الرايشتاج و على بعد خطوات من مقر المستشارية و كأنه احتفال يوم الوحدة..
يتشابه البشر حين يحتفلون فتكون المراجبح و بائعي العصائر و المكسرات و الفيشار يعرضون بضاعتهم..
و كأنه احتفال مولد الوحدة..
يومها فتح المسلمون المساجد لأهل المدينة مؤمنين و غير مؤمنين أتوا يسألون عن كل هذا العبث في العالم و ليطمأنوا على مستقبلهم مع مسلمي وطنهم..
و اليوم في صلاة العيد يجتمع القوم يلتمسون مناطق بهجتهم، أطفال بلبسهم الجديد ينتظرون الألعاب و جمع العيديات الثمينة، بعضهم يمر من بين السيقان المرتفعة قامات أصحابها في ابتهال للأرض و الوطن و نشدان السلام.. كيف يحرمنا هؤلاء الحمقى من بهجتنا و يضيقون علينا حياتنا.. أن يفرضون علينا الخوف في بلد نتمنى أن تكون أوطاننا مثله في احترام الإنسان.. أصبحنا نخاف من المستقبل و نحن نقع ببن أخبار الحمقى من بني جلدتنا عابسي الوجوه مقفلي القلوب و حمقى آخربن تحركهم العنصرية و كره الآخرين..
#كتاب_الأيام
#حكايات_برلينية
via Tumblr http://ift.tt/1pASB4o
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق