في البدء كانت الكلمة، يشتد عزم القلم و من وراء حجاب تأتي الكلمات "إقرأ"، و كان السطر مخطوطاََ على عَجَل.. فانكشفت حجب و لا زالت، وتصفو السماء رويداََ رويداََ و إن غامت ..
الأحد، 6 يناير 2013
هويدي يعود لمجال تألقه و تميزه الفكري
كل عام و مصر و أهلها طيبون و بخير!
هل يعقل أن يتساءل أحد فى هذا الزمان عما إذا كان يجوز تهنئة الأقباط بعيدهم أم لا؟
لا تقف الكارثة عند ذلك الحد، لأننى وجدت أن الأمر أخذ على محمل الجد، وتحول إلى موضوع للمناقشة بين من يؤيدون الفتوى ويعارضونها، كأننا بصدد نازلة استجدت فى هذا العصر، فحيرت (المجتهدين) الذين تراوحت آراؤهم بين الحظر والإباحة. فى حين أن المشهد كله ينطبق عليه قول الجاحظ. من حيث إنه يعبر عن (سقم فى العقل وسخف فى الرأى، لا يتأتيان إلا بخذلان من الله سبحانه وتعالى).
السؤال الفضيحة
أضف تعليقكتعليقات :61
نشر فى : الأحد 6 يناير 2013 - 8:00 ص
آخر تحديث : الأحد 6 يناير 2013 - 8:00 ص
آخر تحديث : الأحد 6 يناير 2013 - 8:00 ص
هل يعقل أن يتساءل أحد فى هذا الزمان عما إذا كان يجوز تهنئة الأقباط بعيدهم أم لا؟ لست أستهجن الذين أفتوا بكراهية تهنئتهم أو حرمتها، لكننى أستهجن مبدأ طرح السؤال، لأنه يفضح المدى الذى بلغه التردى العقلى والفكرى الذى وصل إليه البعض، ممن اعتبروا أن بغض الآخر والارتياب فيه هو الأصل. فى الوقت ذاته فإننى أزعم أن الفتوى التى ذاع أمرها فى الآونة الأخيرة تعد فضيحة أكبر. ذلك أن السائل إذا كان من عوام الناس الذين اختل وعيهم الدينى، فإن المجيب يفترض فيه أنه من أهل العلم، وهو ما يصدمنا حقا ويفزعنا. لأنه إذا كان ذلك شأن بعض أهل العلم فما بالك ببسطاء الناس وقليلى البضاعة من العلم. ولا تقف الكارثة عند ذلك الحد، لأننى وجدت أن الأمر أخذ على محمل الجد، وتحول إلى موضوع للمناقشة بين من يؤيدون الفتوى ويعارضونها، كأننا بصدد نازلة استجدت فى هذا العصر، فحيرت (المجتهدين) الذين تراوحت آراؤهم بين الحظر والإباحة. فى حين أن المشهد كله ينطبق عليه قول الجاحظ. من حيث إنه يعبر عن (سقم فى العقل وسخف فى الرأى، لا يتأتيان إلا بخذلان من الله سبحانه وتعالى).
إننى لا أستطيع أن أفصل بين تلك الفتوى وحملة (تسميم الأجواء) الراهنة، التى نبهت إليها فى مرة سابقة. إذ لا أجد فرقا بين اصطياد بعض الصحف لنماذج المعتوهين والمختلين عقليا وإفراد الصفحات لآرائهم فى أمور الدين والدنيا، وبين أولئك الذين يروجون لأكثر الآراء شذوذا وتعارضا مع تعاليم الإسلام ومقاصده. وهؤلاء وهؤلاء لا يهينون الآخرين وينفرون الناس من الإسلام فحسب، لكنهم يهينون الإسلام ذاته من حيث إنهم يشوهون تعاليمه. وحين يحدث ذلك والإسلاميون فى السلطة، وثمة تعبئة ضدهم تطل من كل صوب وثمة انتخابات برلمانية آتية بعد أشهر معدودة، فإن سيناريو تسميم الأجواء يصبح واردا إن لم يكن مرجحا.
قبل نحو ثلاثين عاما دعا أحد خطباء الجمعة فى حى الدقى بالقاهرة إلى عدم مصافحة المسيحيين أو إلقاء السلام عليهم. وهو ما انتقدته على صفحات جريدة الأهرام. وحينذاك اتصل بى هاتفيا الشيخ محمد الغزالى رحمه الله، وقال ضاحكا إن الرجل ينهى عن مصافحة المسيحى فى حين أن الإسلام أباح للمسلم أن يتزوج من مسيحيه، وأن يعيش الاثنان تحت سقف واحد، وينجبا أطفالا أخوالهم من المسيحيين. لكن أمثال أولئك «الجهال» يستكثرون على المسلم أن يصافح غير المسلم، ويستكثرون على المسلمين أن يعيشوا مع غير المسلمين فى وطن واحد. وختم كلامه قائلا: لا تضيع وقتك مع أمثال هؤلاء، لأنك لو تتبعت كلامهم فسوف تجد عجبا وسيشغلك ذلك عن الكثير مما ينفع الناس، وخير لك أن تخاطب العقلاء ولا تلق بالا لخطاب الحمقى.
من جانبى اعتبرت الموضوع منتهيا وتصورت أننا تجاوزناه. لكننى أشرت إليه لاحقا فى كتابى الذى صدر فى عام 1985 تحت عنوان (مواطنون لا ذميون). إذ خصصت فصلا كان عنوانه (شبهات وأباطيل) تطرقت فيه لبعض الأفكار السلبية والملتبسة التى شاعت فى التعامل مع غير المسلمين. وكان منها الحديث النبوى، الذى رواه أبوهريرة ونقل فيه عن رسول الله قوله: (لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام. وإذا لقيتموهم فى طريق فاضطروهم إلى أضيقها). وهو الحديث الذى أثار جدلا بين الفقهاء عرضت خلاصة له فى الكتاب. وقد ناقشت الموضوع فى بضع صفحات كان عنوانها: إجراء استثنائى فى ظروف استثنائية. وقلت إن كلام النبى عليه الصلاة والسلام كان بمثابة تحذير للمسلمين صدر فى وقت اشتد فيه التآمر عليهم من جانب هؤلاء. ولعب المنافقون دورهم فى الوقيعة بين الطرفين. وخلصت إلى أن التوجيه النبوى (كان إجراءً مؤقتا أقرب إلى فكرة المقاطعة فى أعراف زماننا، لمواجهة سلوك محدد تعالت فيه البغضاء من بعض اليهود والنصارى). وفى غير ذلك فالأصل فى علاقة المسلمين بأصحاب الديانات الأخرى هو (البر والقسط) طبقا للنص القرآنى. علما بأن الرسول ذاته الذى أصدر ذلك التوجيه قد مات ودرعه مرهونة عند يهودى. وكنت قد أشرت فى السياق إلى النص القرآنى الذى يكفل الكرامة لكل بنى آدم بصرف النظر عن عقائدهم، وإلى واقعة قيام النبى عليه السلام ووقوفه حين مرت جنازة لميت أمامه. وحين نبهه أحد صحابته إلى أن الميت يهودى، فكان رده: أليست نفسا؟
من قراءتى للتاريخ وجدت أن الآراء التى تدعو إلى مخاصمة الآخرين وبغضهم تجد رواجها فى عصور البلبلة والانحطاط. ولاحظت أنها شاعت فى أواخر سنوات الامبراطورية العثمانية، التى منع فيها اليهود والمسيحيون من السير فى عرض الطرق (أطلق عليها نظام التطريق). وقد طبق فى لبنان حتى بدايات القرن الماضى. وقد أخافتنى تلك الملاحظة، لأننى فهمت أن تتردد الدعوة إلى عدم تهنئة المسيحيين فى أجواء البلبلة الراهنة، لكنى خشيت أن تكون تلك بداية لانجرارنا إلى مرحلة الانحطاط.
مقالات أخرى للكاتبعودة إلى فهمي هويدي »
التسميات:
مقتطفات
الخميس، 3 يناير 2013
عشرة مكاسب
أحمد خالد معددا مكاسب ثورتنا .. مبدعا و معبرا عنا تماما .. كالعادة
"يقول العلماء إنه عندما يحدث انفجار هيدروجينى يزيل الحياة من على الأرض فلسوف تظل الصراصير حية. أضيف للصراصير بعض السادة الذين لن أذكر أسماءهم والذين كانوا مع مبارك بكل قوتهم، ثم صاروا ضد الثورة بكل قوتهم فى أيامها الأولى.. بعد هذا صاروا من قادة الثورة وحملة مشاعلها.. كل منهم يحمل (سان جوسيت) فى داخله، وأقلهم ثورية هو من يحمل جيفارا..
سقوط الآلهة: (جوترداميرونج) مقطوعة شهيرة لفاجنر كانت أوركسترا برلين تعزفها عندما سقطت المدينة. هناك أسماء لن أقول إنها سقطت من نظرى.. هؤلاء ناضلوا أيام مبارك وأهينوا وعذبوا وبعضهم ضرب أو أوذى، لكنى بعد الثورة لم أعد أحمل لهم ذات الحماس القديم لأنى شعرت أن بريق الحكم يشغلهم عن كل شيء آخر، ثم أنهم فتتوا جبهتهم فضاع كل شيء
لم تعد السياسة كهنوتًا غامضًا يمارسه الخاصة: أصغر شاب فى مدرسة ثانوية يمكن أن يناقشك فى التعديلات الدستورية وتشكيل مجلس الشورى ومشاكل القضاء مع الرئاسة.. لهذا بدا المنظرون السياسيون على شاشات الفضائيات أقرب للضحالة. مع الوقت شعر المواطن بأنهم يجتمعون على الشاشات لتمضية أمسياتهم بدلاً من الجلوس فى كافيه ريش ومقاهى وسط البلد"
التحرير - 31 ديسمبر 2012
وسط كل هذا الضباب المحيط بنا، يتساءل بعض الناس: هل كانت الثورة ضرورية؟.. هل أفادت مصر؟.. أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال ما زالت مبكرة جدًا.. ربما نحتاج إلى عام آخر لنصدر الحكم شاملاً على التجربة كلها، لكنى أمسكت بالورقة والقلم وقررت أن أدون ما أعتقد أن الثورة قدمته لنا حتى اليوم، وأرجو وأقبل أيدى الأخوة فى جريدة التحرير ألا يحذفوا الترقيم كما يفعلون مع كل مقال لى ذى فقرات.. هذا يحول المقال فى كل مرة إلى مجموعة فقرات غير مترابطة كتبها مريض سايكوباثى:ـ
فكرة توريث الأبناء قد انتهت للأبد: أنت تعرف كما أعرف أن التوريث كان سيتم لا محالة، وكان مجلس الشعب سيجتمع لكتابة عريضة بدم الفراخ تتوسل لجمال مبارك كى يحكمنا، وكان صفوت بيه سيقدمها له دامع العينين ويبدأ مولد الإعلام. كان التوريث سيتم ولم يكن يمكن منعه إلا بهذه الطريقة. يمكن أن نكون متشائمين ونقول إن التوريث سيتم برضه، ليس لابن مرسى ولكن لواحد آخر فى جماعة الإخوان. لو تم هذا دون تزوير أو غسيل مخ فى خطب الجمعة فعلينا أن نقبله، لكن شعبية الإخوان قد قلت كثيرًا بالتأكيد. الاستفتاء على الدستور أخبرنا بهذا، وأعتقد أن الطريق للشارع لم يعد مسدودًا أمام القوى الثورية الأخرى إذا تركت التويتر بعض الوقت
كل مسؤول لن ينسى رأس الذئب الطائر: لا شك أن كل مسؤول قد تعلم الدرس جيدًا. المصريون ليسوا مجموعة من الخراف التى لا حق لها سوى الإشادة بإنجازاته. تأمل كل مسؤول بدءًا من ناظر مدرسة ريفية صغيرة وحتى رئيس الجمهورية نفسه. لقد تعلم الجميع أن الشعب لا يصمت للأبد وأن هناك درجة من الضغط ينفجر بعدها حتمًا. هذا الخوف لن يزول بسهولة.. نحتاج لعشرين عامًا من الذل حتى ينسى المسؤولون الدرس ثانية. وحتى على مستوى الشعوب.. من الصعب أن ينسى أحد منظر مبارك فى القفص أو عبدالله صالح محترقًا أو القذافى وهم يمزقونه. مشاهد لا يمكن تخيلها لكنها حدثت، وسوف يفكر فيها كل حاكم طويلاً
المنطقة العربية لن تعود كما كانت: نعم ثورة تونس أطلقت أول شرارة، وحتى الشعار الشهير (الشعب يريد إسقاط النظام) ولد فى تونس أولاً، لكن مصر بحجمها الهائل سكبت الثورة على ما حولها. ما كانت لتحدث ثورة فى اليمن أو ليبيا أو سوريا لو لم تحدث فى مصر. ولعل تعثر ثورة مصر هو السبب الذى أخر الثورات فى بلدان أخرى. انتهى عصر الدكتاتور المفدى الذى يجلس ليدلى بآرائه العميقة فى السياسة ويقول إن الديموقراطية مكونة من لفظتى (ديمو + كراسي) فيبتلع الجميع ضحكاتهم
لم تعد السياسة كهنوتًا غامضًا يمارسه الخاصة: أصغر شاب فى مدرسة ثانوية يمكن أن يناقشك فى التعديلات الدستورية وتشكيل مجلس الشورى ومشاكل القضاء مع الرئاسة.. لهذا بدا المنظرون السياسيون على شاشات الفضائيات أقرب للضحالة. مع الوقت شعر المواطن بأنهم يجتمعون على الشاشات لتمضية أمسياتهم بدلاً من الجلوس فى كافيه ريش ومقاهى وسط البلد
الخلاص من أحمد عز: الخلاص من كل شلة مبارك إنجاز عظيم، لكن هذا الرجل قد استأثر بأكثر المقت لدى المصريين، وفى فترة من الفترات شعرت أنه يلعب دور جولدشتاين فى رواية 1984.. إنه يُلقى للجماهير كى تصب كراهيتها وعنفه عليه وتترك الرءوس. أتذكر منظره وهو يتواثب على المسرح فى مؤتمرات الحزب الوطنى وكل هذا الهراء عن الفكر الجديد، ثم طريقة تصفيقه التمثيلية التى تدل على أنه يسخر منا خلسة. أعتقد أنه رقم واحد يليه بالطبع صفوت الشريف الذى فاز بكراهية المصريين، وبالطبع محمد إبراهيم سليمان. هذه وجوه احترقت تمامًا. فى أحد المنتديات بعد الثورة وجدت الشباب يهنئون بعضهم بالخلاص من تامر أمين كذلك، واعتبرنا هذا إنجازًا كافيًا للثورة.. للأسف كان هذا طموحًا أكثر من اللازم. لقد عاد فى نيولوك جديد يذكرك بآل باتشينو فى فيلم محامى الشيطان
عرفنا من هم الباقون للأبد: يقول العلماء إنه عندما يحدث انفجار هيدروجينى يزيل الحياة من على الأرض فلسوف تظل الصراصير حية. أضيف للصراصير بعض السادة الذين لن أذكر أسماءهم والذين كانوا مع مبارك بكل قوتهم، ثم صاروا ضد الثورة بكل قوتهم فى أيامها الأولى.. بعد هذا صاروا من قادة الثورة وحملة مشاعلها.. كل منهم يحمل (سان جوسيت) فى داخله، وأقلهم ثورية هو من يحمل جيفارا.. لقد تصرف طلعت زكريا ببراءة واندفاع وأحرق نفسه بسرعة، وهذا يتفق مع طباعه النارية التى يعرفها أصدقاؤه، بينما تصرف هؤلاء كالثعالب وصمدوا أمام الموجات الهيدروجينية التى أطارت بالجميع. فى النهاية اكتشفت أنه لا يوجد سوى خائن عميل واحد فى مصر هو أنا. ينسى هؤلاء أنه لم يعد هناك ماض منسى.. اليوم صارت لدى كل منا آلة زمن يلقى بها نظرة على ما قيل وما حدث.. آلة الزمن هى الإنترنت واليوتيوب. لهذا لن ينسى أحد مواقف هؤلاء
الإخوان يغيرون كلامهم: تكرر هذا مرارًا وهو ما وصفه د. رفعت السعيد بدقة فى كتاباته عن المتأسلمين. ونحن نعرف أنهم لو التزموا بوعودهم عن المشاركة لا المغالبة ولم يقدموا رئيسًا فى هذه المرحلة المبكرة لما حدثت كل هذه المشاكل. لهذا يجد الناس عسرًا فى تصديق أن مواد الدستور المختلف عليها سوف تغير فعلاً. أزمة الثقة هم صانعوها بلا شك
سقوط الآلهة: (جوترداميرونج) مقطوعة شهيرة لفاجنر كانت أوركسترا برلين تعزفها عندما سقطت المدينة. هناك أسماء لن أقول إنها سقطت من نظرى.. هؤلاء ناضلوا أيام مبارك وأهينوا وعذبوا وبعضهم ضرب أو أوذى، لكنى بعد الثورة لم أعد أحمل لهم ذات الحماس القديم لأنى شعرت أن بريق الحكم يشغلهم عن كل شيء آخر، ثم أنهم فتتوا جبهتهم فضاع كل شيء
توفيق عكاشة: لم أعرف أن الرجل موجود قبل الثورة، ولم أره قط قبل التحدى المشهور الذى ألقاه فى وجه البرادعى بصدد تزغيط البط.. كان يؤمن أن معرفة تزغيط البط أهم شيء لمن يريد أن يصير رئيسًا للجمهورية، ولا ننكر أنه استطاع أن يصل للفلاحين فعلاً. مع الوقت تغلغل الرجل فى حياتى وصرت أجد معه السلوى والمرح، وأطرب عندما أسمعه يقول فى حكمة (الحقيقة........). بينما تحاوره الإعلامية حياة الدرديرى لتظهر لنا كم هو عبقرى. لا ننكر أن الرجل مسل وممتع جدًا خاصة أنه لا يهمد أبدًا، وكم من ليلة صحوت فيها لأجد البيت كله غافيًا.. أفتح قناة الفراعين لأجد الرجل ما زال يتكلم منذ المغرب فأشعر بأننى لست وحيدًا.. الحياة من دون توفيق عكاشة عسيرة وقاسية
باسم يوسف: بينما توفيق عكاشة مضحك دون أن يقصد هذا، فإن باسم يوسف يعرف جيدًا ما يفعله ومعه فريق معدين فى غاية الخبث والذكاء، مع براعة شديدة فى مونتاج الفيديو وانتخاب لقطات بعينها. أذكر أنه كان يصف مازحًا الأزمة التى تعانيها إسرائيل من دون بيتزا، فجاءوا بلقطة لمذيع إسرائيلى يقول للكاميرا فى رعب: «نخنو مفشوخون»، وهى بالطبع تحمل معنى آخر تمامًا فى العبرية. تصور المجهود المضنى الذى استغرقه البحث وسط التسجيلات الإسرائيلية عن عبارة كهذه !. باسم ظريف فعلاً وله كاريزما خاصة، مع الخلفية الثقافية التى لابد أن تتوقعها من أستاذ جراحة قلب وصدر. كان باسم من أجمل ما منحته لنا الثورة وصار صوتًا يقول كل ما كنا نريد قوله ولا نعرف كيف، أو لا نجد الكلمات المناسبة. يمسك بمبضع حاد يمزق ويكشف ويفضح فيدرك الجميع مدى السخف والبلاهة. لا شك أن الدليل على جدية ما يقدمه باسم هو كراهية خصومه له، وهناك من وعده بأمطار تسقط فوقه، ومن هدده علنًا بالاغتصاب لأنه أجمل من ليلى علوى.. إلخ
هذه مجموعة من مكاسب الثورة التى تذكرتها.. كل عام وأنت بخير وأرجو أن تمتد هذه القائمة إلى مئة فقرة
الأربعاء، 2 يناير 2013
سحابة الأطلس 2012 Cloud Atlas
![]() |
هذا فيلم استثنائي بحق!!
الحكاية مستمرة عبر حلقات التاريخ على امتداد ٣٠٠ عام من التاريخ المنظور و زيادة مستقبلية.. سياحة في الماضي و الحاضر و المستقبل .. و نموذج الانسان و اختياراته في الحياة .. هي نسخة عصرية مدهشة من الطيب٬الشرير و القبيح.
يقال أن (التاريخ يعيد نفسه) .. و الإنسان أيضا تكرر نسخه المدهشة عبر التاريخ .. لكل حكايه لا بد من طيب و شرير و اخر قبيح و اخرون على هامش الحكايه لكنهم يؤثرون في مسار التاريخ و الحكايه
الفيلم رائع .. أشبه بالدوائر المتداخلة التي تتناغم بانسيابية بديعة و نقطة الارتكاز القرن قبل الماضي و سيمفونية cloud atlas
البداية قبل ٣٠٠ علم في سفينة و مريض و طبيب و عبد .. الطبيب يسمم مريضه و الجشع محركه الأول و المريض ينقذ عبدا من المقصلة ليرد له الجميل بانقاذ حياته ليكون بطلا للحكايه و صانعا للتاريخ
تستمر الحكايه بصراع الوجود قبل قرنبن من الزمان بين تلميذ و استاذه و البطل جشع المعلم و طموح التلميذ و سيمفونية و مسدس.. قصة كلاسيكية تماما و لكن هنا نقطة ارتكاز الحكايه
تنتقل حلقة الزمن سريعا إلى الحاضر ٢٠١٢ و صراع من أجل الحياة .. مشروع يهدد حياة الملايين بالتلوث و مافيا تقتل كل من يبحث وعامل في المشروع تنفجر طائرته و صحفية تخاطر بحياتها من أجل الحقيقة و على الهامش سيدة يقتل الشرير كلبها فتغير التاريخ
تمتد الحلقات للمستقبل .. هو عالم جورج أورويل كما تخيله تماما .. عصر الآلة و نهاية الإنسانية .. عودة الجواري و العبيد بمفاهيم أكثر عصرية .. و الثورة مستمرة و البطل إحدى تلك الجواري التي تحاول مع رفاق المقاومة لكن النهاية مؤلمة لينتقل التاريخ سريعا إلى مشهد ما بعد المستقبل
هو عالم المستقبل و لكنه عودة لما قبل التاريخ .. البطلة المنقذة أصبحت إلــهة اسطورية تلهم الحكمة أولئك الذين لا زالوا يعتبرون قيمة الانسان أمام آكلي لحوم البشر .. صراع الوجود البدائي تماما .. انتهت الحضارة الزائفة و التاريخ يعاقب من قتلوا جماله
النهاية نقطة مستقبلية أبعد .. و المفزع كوكب الأرض المليئ بالإشعاع القاتل يبدو نقطة زرقاء بعيدة و مهجورة
ست حكايات متداخلة مكتوبة ببراعة مدهشة و اخراج متمكن و متميز و توم هانكس يعود لاختياراته المميزة.
الفيلم بديع و يستحق مشاهدة أخرى و كتابة أفضل.
imdb:
http://www.imdb.com/list/Cn_wdCUMQiw/?publish=publish
Elcinema:
http://www.elcinema.com/work/wk2005688/
التسميات:
شجيع السيما
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)