السبت، 8 يونيو 2013

تلك المعاني!

في مثل هذه الأيام التي يحتفل فيها المسلمون بذكرى الإسراء (ارتباطا بالبيت الأسير) و المعراج (اعترافا بالعلي القدير).. يتبادر دائما للقلب و العقل ذلك المشهد الإنساني العبقري !!

هذه القصة التي كانت مصاحبة للطفولة و أصبحت معيارا عندي لكاتب السيرة .. كيف كتب الحكايه؟ و ما تعليقه؟ .. ذلك منذ حكاها خطيب منبر بدموع منهمرة و طالعتها في كتاب الأستاذ محمد الغزالي (فقه السيرة) بأسلوبه الآسر و عاطفته المتدفقة.

***
عاد محمد النبي (ص) من الطائف مثخن الجسد من رمي الحجارة عليه و الروح من إنكار الناس دعوته و لم يجد غير حائط يستند إليه رافعا يديه بذلك الدعاء الملهم في الشدائد:

"اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"

تعاطف معه ساكنوا السماء .. ليأتيه مَلَك طالباً إذنا بإطباق الجبلين على أولئك المارقين !! كانت إجابة محمد "لا، فلعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده"
و كانت كلماته "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" !

كانت جوائز السماء في انتظار ذلك الإنسان الرحيم .. ليقوم الملاك باصطحابه في رحلتهما الأسطورية في العروج إليها


أراد محمد العودة للوطن و لم يكن هناك من سبيل فنصيراه قد ماتا و لم يجد إلا كافرا بنبوته و بعقيدته لكن ذلك الكافر كان يمتلك من معاني الإنسانية الكثير و من الأسباب المادية ما جعل محمد يطلب جواره!!
لم يخيب المطعم بن عدي رجاء محمد و حماه من بطش المعادين له الذين قابلوا دعوته بالسيف..
لم ينس محمدٌ أبدا ذلك المعروف و في لحظة انتصاره الكبرى كانت كلماته بأنه لو كان المطعم بن عدي لا زال حياً و تشفع في الأسرى .. لردهم كلهم احتراما للمطعم
***

كانت إنسانية محمد كفيلة بالإنتصار على الصلف و الغرور .. هل تعني القصة شيئاً اليوم ؟! كنت أعد تعليقا كبيرا .. لكن آثرت أن أكون الرواي فقط .. و لك حق الاستباط ما شئت!!

أن يكون يوم ميلادي هو 27 رجب و موافقا لذلك الحدث .. فهو مصدر فرح خاص!!
ليس بحثاً عن ارتباط شرطي أو تمسح بحدث عظيم!! و إنما هو استقصاء دائم عن معاني الإنسانية في مثل تلك الحكاية الأثيرة و بطلها المحبوب.

عبدالعظيم التركاوي
برلين

الخميس، 6 يونيو 2013

بكري مان !



بمناسبة الفتيا على الهوا 

#بكري مان قايم بالواجب و زيادة !! مؤكد أنه معجب لحد الخيال بروايات الجاسوسية و إن افتقد مهارات الحبكة الدرامية! الخيال هو الموهبة الفريدة (و ربما الوحيدة) التي يصول بها مصطفى بكري و يجول في برامجه الفضائية المثيرة لفضول المراهقين و هو يحكي عن الثورة و أسرار المكالمات من المكتب البيضاوي بين أوباما و مبارك ثم المشير و شفيق و أخيرا #مرسي و #السيسي و بينهما روح ثائر كانت أولى مهامه المقدسة أن يذهب ليل جمعة ٢٨ يناير ليطرد الثوار من التحرير بعد خطاب #المخلوع العاطفي الملتهب الذي نزلت به دموع بكري المؤثرة بمانشيتات صحيفته و تصريحاته التالية قبل كسر القلة و الزير بالطبع خلف المنبوذ و تعديد مكارم #المشير رجل المرحلة .. الحكاية مستمرة :)

في الذكرى الثالثة لاستشهاد خالد سعيد

في الذكرى الثالثة لاستشهاد خالد سعيد (أيقونة الثورة) التي قامت في يوم عيد الشرطة في انتفاضة ضد نظام بوليسي قمعي ساوى بين رقاب الشرفاء تحت مقصلة التعذيب .. لا زال التساؤل مستمرا ؟! هل تحطمت أذرع الزبانية أم لا زال الأخطبوط يجوب أقسام الشرطة و مقرات الأمن؟!
يكتب الأستاذ فهمى هويدى تعليقا على مقال Khaled Fahmy .. وجب الرد و التفنيد و الاعتذار !!

التعذيب جريمة مستمرة:
مضيت أسبوعا فى مطالعة التقارير، التى حولت وقائعها إلى كوابيس مفزعة لاحقتنى فى الصحو والمنام. رغم ذلك فإننى قدرت جهد أولئك الباحثين والباحثات الشجعان الذين نذروا أنفسهم لمتابعة تلك الوقائع وتحريرها فى مختلف أنحاء مصر. ورغم وجود بصمات للهوى السياسى فى بعض تلك الوثائق ــ الذى كان واضحا فى تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان مثلا ــ فإن الحصيلة الكلية نجحت فى تسليط الأضواء على مختلف جوانب قضية التعذيب، سواء ما تعلق منها بالثغرات القانونية التى تسوغه، أو ممارسات الشرطة التى تجسده، أو دور النيابة الذى يتستر عليه أحيانا ويطمس معالمه.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=05062013&id=e106d9e0-b020-4ef1-b25b-bf48026f6c34

الساكتون مجرمون أيضا:
ما العمل إذن؟ توفر وثائق المنظمات الحقوقية إجابات عدة عن السؤال، حيث تضمنت مقترحات لتعديل بعض مواد قانون العقوبات (7 مواد على وجه التحديد) خصوصا تلك التى تعرف جريمة التعذيب، لأن النصوص الحالية تضيق من نطاق ذلك التعريف ولا تتفق مع الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب التى صدقت عليها مصر، وثمة مقترحات أخرى لتعديل القوانين المنظمة لاستعمال القوة والسلاح من قبل رجال الشرطة. كما تضمنت الوثائق مقترحات لإعادة بناء الشرطة على نحو يجعلها فى خدمة المجتمع حقا، ومقترحات أخرى حول ضمان استقلال النيابة العامة، والفصل بين سلطة الاتهام وسلطة التحقيق، بحيث تحال سلطة التحقيق لقضاة مختصين بها مع الاحتفاظ للنيابة بسلطة الاتهام فقط.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=06062013&id=dd4cf53f-2b8b-4f4d-b6e4-aacd93c437e9

الأربعاء، 5 يونيو 2013

الحوار على الهوا ! و موقف حمزاوي مع باكينام


كان للفيسبكاوية كل الحق في كمية (القلش) تعليقا على الحوار الوطني أول أمس .. 

كان موقف المشاركين مقدرا للغاية و الذين استطاعوا التمييز بين الخصومة السياسية و الواجب الوطني .. الفكرة في حد ذاتها كانت مبهرة ثم كان اللي صار .. فقد كان الحوار على الهواء

نقاط:
-كيف يمكن لحوار يناقش قضية أمن قومي أن يكون على الهواء
-كيف لا يمكن استئذان الحاضرين (كحق إنساني مكفول) قبل الإذاعة المباشرة
-كانت الحسنة الوحيدة هو رؤية كيف أن السياسيين يفكرون أو يتكلمون .. كان هناك الكثير ما يجلب الشلل السباعي
-كنت أتوقع أن يأتي السياسيون بعد مشاورات مع فريق العمل في أحزابهم بأوراق مكتنزة تحمل توصيف للمشكلة و اقتراحات عملية للحل .. لكن الأداء كان بائسا من كثير
-كان كلام أ.مجدي حسين لا معقولا و كأننا في لعبة استراتيجية و كلمات د.أيمن نور مدهشة
كانت موقف د.عمرو حمزاوي Amr Hamzawy Official - عمرو حمزاوي و كلمته (بنقاطها الثلاث) مقدرا للغاية .. يستحق الرجل أن نرفع له قبعة الليبرالية مرة بعد مرة
-موقف د.باكينام (الصفحة الرسمية للدكتورة باكينام الشرقاوي) و اعتذارها لم يكن كافيا أبدا و لا مريحا للناس

هذه كانت خواطر كنت كتبتها بالأمس بعد المشاهدة .. لكن عمرو حمزاوي كان هناك و له مقالين:

عمرو حمزواي قبل اللقاء:
شهادة عن خطيئة كبرى أخرى يدفع لها صخب المزايدة تتمثل فى قدرة بعض المعارضين على الإسهام الفعال فى حماية مصالح الوطن بأفكار واقتراحات وخبرات وامتناعهم عن تقديمها لكى لا يستفيد منها رئيس منتخب نريد تغييره عبر انتخابات رئاسية مبكرة. هنا سقوط كامل أتمنى أن لا أنزلق إليه أبدا، فأنا وككل مصرية ومصرى أظل دوما رهن إشارة الوطن ورفعته هى أسمى ما أسعى إليه. بمشاركتى فى اجتماع الرئاسة بشأن السد الإثيوبى، وأنا الآن فى الطريق إليه، لا أقدم فروض الولاء أو الطاعة لرئيس أطالب بوضوح بتغييره ديمقراطيا. بل أقدم فروض الولاء والطاعة لوطنى وأجتهد قدر استطاعتى وعلمى وخبرتى لحماية مصالحه.
http://www.elwatannews.com/news/details/193663

عمرو حمزاوي بعد اللقاء
للتوضيح، أخبرتنى د. باكينام الشرقاوى بنقل الاجتماع على الهواء، وكنت قد طالبتها بهذا حين وجهت الدعوة. فمن حق الرأى العام المصرى أن يعرف تفاصيل ملف السد وأن يتابع عرض ملخص تقرير اللجنة الثلاثية وأن يبنى تقييما موضوعيا لأداء الرئاسة والحكومة وأداء مشاركين فى الحياة السياسية والعامة من مواقع أخرى. لذلك وعن نفسى كنت أعلم أن الاجتماع علنى، وكانت العلنية مع التزام الرئاسة بالشفافية بعرض ملخص تقرير اللجنة الثلاثية، مع ضرورة إعلاء شأن المصلحة الوطنية على التنازع السياسى، هى العوامل التى دفعت حزب مصر الحرية للموافقة على المشاركة ودفعتنى للحضور.
أما حديث بعض المشاركين أمام كاميرات التليفزيون عن عمليات عسكرية ومخابراتية ونشاط سرى للأجهزة المصرية فى إثيوبيا ودول أخرى فى حوض النيل، وبعيدا عن كونه قدم مادة رائعة للبرامج الساخرة، فجاء كارثيا بالفعل. وقد كان واجب الرئاسة إبلاغ جميع المشاركين بعلنية الاجتماع، لكى لا يندفع البعض إلى تناول الجوانب العسكرية والأمنية لإدارة ملف السد.
إلا أن واجب الحضور من السياسيين والشخصيات العامة، لم يكن بينهم لا جيمس بوند مصرى ولا جنرال أركان حرب، كان الاقتصار على تقديم معالجة سياسية لملف السد وكيفية إدارته دفاعا عن الحقوق والمصالح المصرية العادلة.
أثق فى صلابة وصحة موقفى بالمشاركة، انتصارا للمصلحة الوطنية وسأظل رهن إشارة مصر إن طلب منى الإسهام فى مجموعة إدارة الأزمة أو المجموعة الدبلوماسية الرسمية - الشعبية.
من جاء بالصندوق يرحل بالصندوق أيضاً. فى جميع الأحوال قناعاتى الديمقراطية راسخة ولم يتغير موقفى وسجلت هذا علنا أمام رئيس الجمهورية فى اجتماع السد.
http://www.elwatannews.com/news/details/194472

تعليقان:
وائل قنديل:
هذا الذى جرى فى قصر الاتحادية أمس الأول لا ينبغى أن يمر دون مكاشفة ومحاسبة احتراما لرأى عام روعه ما نقلته كاميرات البث المباشر.

نحن أمام خطأ سياسى وإعلامى جسيم، حول مجرى النقاش من متون القضية الأصلية إلى الفروع والهوامش، وجعل الذين ظهروا عراة من المنطق والجدية والموضوعية يظهرون فى ثياب الحكماء الواعظين، وفتح الباب واسعا أمام تجار الإفيهات و«القلش» لكى يضبطوا نظاراتهم السميكة وينهالوا على رءوس الجميع بدروس فى أصول الدبلوماسية، وباختصار جاءت الفرصة للراسبين فى اختبار التربية الوطنية ليتباهوا بالنبوغ فى التفوق فى علم الكلام والسفسطة.

وبصرف النظر عما إذا كان ما شاهده الملايين عفويا أم مقصودا فإنه يبقى خطأ كبيرا، نزل بردا وسلاما على المتربصين فى الخارج والداخل، وأظهر النظام السياسى وكأنه يمارس المزاح فى وقت الجد، ناهيك عن أنه وفر غطاء للذين يمرحون ويلهون على شواطئ النضال الملوثة.
لكنك قبل أن تلوم خصمك لأنه طعنك بالسلاح الذى أهديته إليه يجب أن تلوم نفسك أولا على أنك منحته ما يضربك به.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=05062013&id=03c0eb7a-1b9c-4ee2-b1d0-ff81a35d5eaa

عماد الدين حسين:
المنطقى أن الرئيس دعا قادة الأحزاب السياسية المؤيدة والمعارضة و«بين البين» ليستمع إلى أفكارهم وتصوراتهم ومقترحاتهم لمواجهة السد وتأثيراته على حصتنا من مياه النيل.

إذن فالمفروض أن الرئيس يريد أن يستمع إلى أفكار وخطط وبرامج ومقترحات محددة وليس إلى وعظ وخطب عصماء على غرار ما حدث يوم الاحتفال بالجمعيات الأهلية قبل اسبوع.

معنى ذلك ان أبسط القواعد ان تكون الجلسة سرية، أو يسمح لكاميرا مؤسسة الرئاسة بتسجيل اللقاء ثم إذاعته فى وقت لاحق أو عمل مونتاج له.

فى مثل هذه اللقاءات المنطقى ان كل سياسى يريد أن يتكلم على راحته، وفى هذا الصدد فالطبيعى أن يكون الكلام مرتبطا بتحركات عسكرية أو أعمال ذات صلة بالمخابرات أو وسائل الردع أو حتى تحركات سياسية غير معلن عنها وبالتالى تكون كلها سرية.

المفاجأة ان كل العالم المهتم بالأزمة فوجئ بأن الجلسة السرية مذاعة على الهواء مباشرة، ورأينا رئيس حزب يطالب بتحريك طائرات إلى إثيوبيا، وآخر يطالب بتحريك قطع بحرية إلى باب المندب ورابع بإرسال قوات كوماندوز لتفجير السد قبل ان يكتمل، وخامس إلى إرسال وزير الدفاع لتفقد الحدود السودانية الإثيوبية، وسادس يدعو إلى التدخل فى الشأن الداخلى الإثيوبى، وسابع إلى إرسال المخابرات.

المؤكد ان كل الأجهزة الإثيوبية من مخابرات إلى سفارة كانت تضرب أخماسا فى أسداس لمعرفة تفاصيل الاجتماع، لكن العبقرى الذى أمر بإذاعته على الهواء وفر لها خدمة مجانية عظيمة لا تقدر بثمن وجعلها تعرف كيف تفكر الدولة المصرية بأحزابها المؤيدة والمعارضة ولم يكن ينقصنا الا ان تكون هناك ترجمة فورية إلى الامهرية والانجليزية.
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=05062013&id=8e9ff1b0-2e0a-47d4-a3eb-64be0f247fdb

الأحد، 2 يونيو 2013

لا زلنا في دورة ماكينة الكنافة!

حكم المحكمة#الدستورية ببطلان قانون انتخابات مجلس الشورى (الخاص بالثلث الفردي فقط) مع بقاءه حتى انتخابات مجلس النواب.

اقتربت المحكمة هنا بمهنية (ما) من قرار المحكمة الدستورية الألمانية العليا ببطلان قانون انتخابات المجلس التشريعي (البوندستاج) مع بقاء المجلس و عدم حله .. رغم كل النقاشات أيامها عن كيف لمحكمة معينة أن تنظر مجلسا منتخبا !! لاحظ موقف أوباما من قضاة المحكمة الدستورية الأمريكية

كان حكم المحكمة بإبقاء المجلس ربما حرصا على عدم وجود فراغ تشريعي و ربما حرصا على عدم حل المحكمة الدستورية (هل هناك صفقةما!!) .. عموما يظل السؤال: لما لم يكن ذات الأمر مع مجلس الشعب الفائت .. 

نزعت المحكمة الفتيل مؤقتا .. و أبعدت العصا عن التروس حتى حين 
لا زلنا في دورة ماكينة الكنافة!