----
أما عن نفسي.. فإن كل معرفتي بحرب أكتوبر جاءت من كتاب الشاذلي ثم شهادته على العصر و بعض الروايات الفردية المثيرة للإعجاب من جنود عادوا بنجمة النصر ..
أضيف إليها فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي و بعض الروايات الصحفية الركيكة و كتابات نبيل فاروق المثيرة ..
و مؤدى ذلك أنه كان هناك عسكري أدار معركة مبهرة.. فأنهاها سياسي-عسكري نهاية مفزعة !!
و كما ترى.. فكل ذلك لا يثير فيّ كل ذلك الفخر الواجب.. و الذي يطغى على البلاد و ليالي الأوبريتيات الساهرة ..
و تضيف لذلك رؤيتنا لكل ذلك الكم من الرصاص مطلقا في شوارع المدينة و على أهل المدينة بينما لم نسمع عن رد واحد لأجل من يموتون هناك منا على الحدود الفاصلة و برصاص من حفظنا أننا انتصرنا عليهم و سففناهم رمال الصحراء !!
أفيخاي يحكي بمكر .. و نحن نحتفل بأوبريت و حفلة قتل ذاتي !!
----
مقال أحمد الدريني الرائع
الحكاية التي سيحكيها أفيخاي لأبنائه.. ولن نحكيها نحن!
«هل تعرف ما مصير الحكايات التي لا نكتبها؟..
إنها تصبح ملك أعدائنا».
ربما يصلح هذا الاقتباس من رواية «أعراس آمنة» لإبراهيم نصر الله مدخلا لهذا الجدل المتجدد حول حقيقة ما جرى في 6 أكتوبر 73. فبين الرواية المصرية، التي تنتهي إلى أنه نصر مبين لنا، تمكن الإسرائيليون من إيجاد رواية موازية صورت الأمر ككل على أنه هجوم مباغت من المصريين تم حصره وإجهاضه، وانتهت الحكاية.
وهنا أود اقتباس رواية بسيطة كتبها الدكتور خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية، في جريدة الشروق قبل 5 شهور، عن واقعة جرت له منذ عشرين عاما أثناء إعداده رسالة الدكتواره الخاصة به، ربما ستعكس لنا كيف ينفرد الإسرائيليون بالمعلومة، أو التلفيق، وكيف نجلس نحن في العراء بلا شيء: «توسط لى أحد الضباط الكبار (وكان برتبة لواء) وذهبنا سويا لمقر المخابرات العسكرية بمصر الجديدة، وخضعنا سويا لاستجواب طويل.
س: عاوز تصريح مكتبة المتحف الحربي ليه؟ ج: علشان باحضر رسالة دكتوراه عن جيش محمد علي. س: إشمعنى الجيش؟ ج: علشان ممكن من خلاله أن أدرس أحوال المجتمع المصري من ميه وخمسين سنة. س: المكتبة فعلا فيها كتب قديمة عن جيش محمد علي، ولكن أغلبها كتيبات تدريب قديمة ما لهاش قيمة. ج: دي مصادر أولية فريدة في أهميتها، وعلشان كده تحديدا عاوز أطلِع عليها. س: الكتب دي بالعثماني وصعب قراءتها. ج: أنا أتعلمت شويه تركي، وأظن إني ممكن أقراها. س: اتعلمت تركي فين وإمتى؟ فما كان من الضابط واسطتي أن فقد أعصابه صائحا: هو إنت فاكره جاسوس عثماني؟!».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق