الاثنين، 31 ديسمبر 2012

السائرون نياماَ .. سعد مكاوي



من الجملة الاولي تلج ذلك العالم و لا سبيل للفرار حتى بعد ان تنتهي من سطرها الأخير و لا زالت الحكايه الحاملة نصف ابتسامة ، نصف انتصار و .. نصف فزع

ثلاثون عاما و جيلان و عصر المماليك منذ بلباي و حتى طومان باي في سرد مدهش و لغة رائقة مبدعة تدل على ثقافة تاريخية رائعة و بحث مضني في التعبيرات و التركيبات اللغويه و مفردات أهل ذلك العصر.

تقفز للذاكرة رواية الزيني بركات التي كتبها باقتدار جمال الغيطني بلغة سرد متفردة .. لكن الحكاية هنا مع سعد مكاوي و السائرون نياما أكثر دفئا باقترابها من مشاعر بسطاء الناس و عوامهم .. هم على هامش الأحداث المتتالية بسرعة مدهشة لكن مشاعرهم الجميله التي كفرتها سنون العيش المضنيه و رقائقهم المغلفه بكد الأيام و عرق الجد و طين الأرض تظل هناك حاضرة تخطف روحك و اشفاق فؤادك بل و بسمته أحيانا مع لحظات الفرح المسروقه .. في نظرة ست الكل لبعلها في ثلثائها .. و عودة يوسف بجرحه الطولي من أثر الكرباج المملوكي و هو يدرك بأنه سيجد كل اهتمام من غاليته !! 

هي قصة الماضي و الحاضر .. حكاية الظالم و المظلوم و خطوط النهاية المحتومه "و لا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم .."

في موقع GoodReads :

الوطن و الاغتراب






في الذكرى البعيدة وفي الاغتراب الأول عن الوطن، كان خيال الصبا يرسم مكان البيت ومجرى النيل ومسار السيارات المستمر يفصل بينهما .. وحين حانت لحظة الالتقاء بالبيت والنيل لم يخذل المشهد ذلك الخيال أبدا ..
كانت الإطلالة كما كان التمني وكان الشوق كبيراً لمكان الميلاد و لذلك النيل الذي شهد مغامراتنا الصغيرة بصحبة أسماكه الصغيرة والعودة ببعضها للبيت أو التجوال بقارب على صفحته الزرقاء أو شواء الذرة بصحبة الحديث عن جنية النيل الجميلة صاحبة الذيل السمكي والشعر الليلي الطويل .
تباعدت الأيام و أطلت الغربة ثانية وتجدد الحنين .. وحين حانت العودة ! خذل المشهد هذه المرة الخيال .. اختفى النيل خلف تل من بيوتات بٌنيت على حين ثورة!! و ما تبقى أحيط بسياج يمنع الاقتراب .. فلم تعد هناك للأسماك صحبة و لا للمركب تجوال ولا لأحاديث الذرة مكان يليق بل واختفت الجنية .
تلك كانت بداية تليق بالمكان و أهله المحبوبين!
لن نستعيد وطننا حقا إلا إلا إذا قدرنا جماله المكنون وعملنا على إظهاره للدنيا كما يليق
ربما يكون الانشغال ببناء الوطن واستعادة انسانيتنا و ترميم أخلاقنا أفضل كثيرا من تلك النقاشات التي تملأ فضاءنا دون ان تكون بحق ذات أثر مباشر في حياة الناس .. ولنكّد من أجل وطن نتغنى بحبه ليل نهار دون أن يكون لذلك الحب صدى في واقع صعب يحتل صدارة المشهد فيه عوز الناس وقلة حيلتهم في المعاش .
في الحديث الشريف (من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها) عند هذه اللحظة تكتمل إنسانية الإنسان ويتفرغ للإبداع والابتكار والبذل بلا حسبان .. وهنا محك الاختبار وهو التحدي الرئيسي لمن تحمل الامانة .. ( .. لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ..!!)
جمال مصر في ناسها الطيبين الودودين وفي أهلها الذين يحبونها بإجلال المحبين .. قاموا بثورة حين عم الشعور بأن هناك من يسرقها منهم .. وانتظر العالم بناة الأهرام وهم يعيدون بناء وطنهم الساحر .. الكل ينتظر بناء رائعا .. أرجو ألا نخذلهم .. وألا نخذل أنفسنا ولا الوطن .. ولن يكون هناك خذلان بإذن الله .
عبدالعظيم - برلين - أكتوبر ٢٠١٢
المصدر: موقع بلدي مصر

تعليقات الموقع: بلدي مصر

4

القاهرة

بواسطة: إبراهيم التركاوي
الحمد لله .. فاح العبير وعمّ الشذا : جُلتُ وحدي في بستان أدبك , فشممت من رياحينه , وجنيت من ثماره ( أقصوصة وشعرا ونثرا ) , وودت لو فاح عبيره , وعمّ شذاه يوما, لكان أحب إليّ من الدنيا وما فيها..! وتذكرت مقولة أمير المؤمنين ( عمر ) لابنه ( عبد الله ) - وقد وقع في نفسه إجابة سؤال لرسول الله – صلي الله عليه وسلم – لم يمنعه من التلفظ بها إلا حياؤه من التقدم علي كبار الصحابة - : ( لئن كنت أجبت كان أحب إليّ من حمر النعم ) ... اكتب دائما , وروح القدس يؤيدك , والله معك ..
3

عاطفة حب وإخاء

بواسطة: محمد جلال لاشين
أهاج مقالك أخي د.عبد العظيم في نفسي عاطفة حب وإخاء ، فسجلتها في أبيات كيفما اتفق ولا أدرى منزلتها من صناعة الشعر : أُهديكَ يا صاحِ تحيةً . بالودِّ تسمو زاكيهْ ♥ بين الأنامِ أبثُّها . كضوءِ الصبحِ باهيهْ ♥ كريمُ الأصلِ قد بدتْ . منه الفروعُ زاهيهْ ♥ دقاتُ قلبي لم تزلْ . بالشوقِ تهتفُ راجيهْ ♥ يا ربِّ سلِّمْ ذا الفتى . في دار غُربٍ نائيهْ ♥ بباب حصنٍ قد أَوَىَ . يبغيكَ ربِّي حامِيَهْ
2

في حب الوالد ..

بواسطة: عبدالعظيم إبراهيم التركاوي - برلين (ألمانيا)
جزاك الله خيرا يا والدي الحبيب على الكلمات البديعة .. ما كان هو بعض صنيعتك و منك دائما يكون التعلم .. و لعل الفتى يوما يستطيع ملامسة سماء قلمك الرفيع .. فيعبر عن بعض ما تجيش به نفس غر صغير أمام والد كانت معارفه و مكتبته هي الزاد في الترحال الطويل لعائلتنا الحبيية ... أما تقديري ففوق كل بيان وأكبر من بعض كلمات العرفان .. وهذا أمر بيننا !! تتناقله قلوبنا بدون الحاجة لبحث في قاموس المفردات .. و قد يأتي وقت قريب نجد في ذلك القاموس بعض كلمات تعبر عن ذلك و لو بالقليل .
1

شكرا جزيلا أخي محمد

بواسطة: عبد العظيم إبراهيم التركاوي - ألمانيا
يااااه يا اخوي الأستاذ محمد .. أجادت قريحتك لأخيك بهذه الأبيات ، جميلة الكلمات رقيقة المشاعر ؟! .. لقد لمست يا أخي في القلب أوتارا فاض لحنها الشجي على العينين ، و تردد صداها في الروح ؛ هي عندي من عيون الشعر ، وهي من اليوم معلقتي الأثيرة ( لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ .. ) .. الشكر الجزيل لك أخي الحبيب .. حقق الله أمانيك ورزقك من يالغ فضله وجميل كرمه وجمعنا وإياك (..إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ ) .


The Bourne Ultimatum 2007 إنذار بورن الأخير


 http://www.imdb.com/title/tt0440963/   الرابط على imdb 
http://www.elcinema.com/work/wk2002899/  الرابط علي  elcinema

المشهد الأول يبدو عبثياً للغاية ..
صحفي مشهور في الجارديان هو Simon Ross يتم قنصه في زحام محطة لندن و التوقيع CIA .. لكن مع الوقت تتكشف الأوراق مع تتابع قصة الوردة السوداء Black briar أو شوكها البري .. لا فرق هناك! .. لا مزيد من الخطوط الحمراء .. مرحبا بكم في قسم مكافحة الإرهاب و باسمه أنتم جميعا أهداف مشروعة محتملة .. إنها -مرة أخرى- إحدى الملفات القذرة تماما في الصندوق الأسود و الشفرة ..  لأجل رفاهكم نقتلكم! .. هذه سلسلة أخرى حيث النهاية لا تبدو قريبة تماما ..و بورن يطلق إنذاره .. الأخير!

لا يخلو الأمر من عملية تجميل .. الفتاة التي تحمل جمال الوجه و القيم الأمريكية الراسخة منذ مئتي عام فقط لا غير - تنقذ الموقف برمته!! .. لقد كان مجرد شخص فاسد آخر أما نظامنا فلا زال هناك راسخا .. و ليرحم الله من قتلنا أو فليذهبوا للجحيم لا فرق هناك!

البداية مع قاتل محترف كل ما يعرفه أنه آلة مصممة للقتل .. لأجل الوطن و مواطنيه الشرفاء الذين سنقتل بعضهم .. لا بأس! اسمه Jason Bourne أو هكذا أُريد له أن يكون! غسيل مخ متقن و محو ذاكرة مثل شريحة الذاكرة الاليكترونية .. لعبة بارعة فعلا لا ثغرات .. نظافة مدهشة تعلو السطح الصدئ!  ثلاث سنوات فقط يستغرقه الأمر لعملية استعادة Recovery لإسدال الستار مؤقتا!!

دور بارع لـ  Matt Damon بعينيه التائهتين و ماضيه المبهم و المتأرجح في ذاكرته الضبابية .. الإيقاع سريع بإدهاش و مشاهد القتال الفردي تبدو مقنعة تماما و ساحرة .. هذا هو أ.ن كما أحبه مكتوباً بقلم المبدع نبيل فاروق .. بإخراج رائق من Paul Greengrass .. لا عجب إذن أن يرشح الفيلم لجوائز الأوسكار لينال حفنة منها.

http://www.imdb.com/list/4eb9LxIeNFI/


الأحد، 30 ديسمبر 2012

(1957) 12 Angry Men اثنا عشر رجلا غاضبا

الفيلم على imdb

أفلام الحافظة الزرقاء.. اثنا عشر رجلا غاضبا


Jan 27 2011
آخر تحديث 13:46:30
"12 رجلا غاضبا" مسرحية كتبها ريجنالد روز.. ولها شعبية كبيرة عند شباب المسرحيين
"12 رجلا غاضبا" مسرحية كتبها ريجنالد روز.. ولها شعبية كبيرة عند شباب المسرحيين
لست ناقدًا سينمائيًا؛ لكني أعرف جيدًا تلك الأفلام التي هزّتني أو أبكتني أو أضحكتني أو جعلتني أفكّر طويلاً... أعرفها وأحتفظ بها جميعًا في الحافظة الزرقاء العتيقة التي تمزّقت أطرافها، وسوف أدعوك لتشاهدها معي لكنها أثمن من أن أقرضها! معظم هذه الأفلام قديم مجهول أو لا يُعرض الآن، لكنها تجارب ساحرة يكره المرء ألا يعرفها من يحب. 

هناك نسختان من هذا الفيلم الرائع: نسخة عام 1957 ونسخة عام 1997. لم أر النسخة الأخيرة وإن كنت أميل إلى أنها جيدة بدورها؛ لأن مخرجها هو ويليام فريدكين صاحب (طارد الأرواح الشريرة)، وهو لن يضع اسمه على أي عمل غير متقن.

النسخة الأولى رأيتها في برنامج نادي السينما منذ أعوام طويلة، وقد انبهرت بقدرة المخرج على أن يصنع فيلما شائقا مثيرا، بينما هو حبيس مكان واحد خانق حار. فيما بعد رأيت فيلما يدور في ذات الجو الخانق هو "يرث الرياح" أو "ميراث الرياح" لستانلي كرامر، الذي يدور في قاعة محاكمة في الجنوب الأمريكي في يوم رطب شديد القيظ. كلا العملين الرائعين أخذ عن مسرحية.. لكن براعة المخرج تجعلك تنسى هذا تماما.

مسرحية "12 رجلا غاضبا" مسرحية تليفزيونية كتبها ريجنالد روز، ولها شعبية كبيرة عند شباب المسرحيين، وقد تلقّيت مؤخرا دعوة لحضور عرض مسرحي لها في المنصورة من إعداد صديقي أحمد صبري غباشي، لكن لم أتمكّن من الحضور، واكتفيت بأن اقترحت عليه أن يقدّم مسرحية "يرث الرياح" كذلك.

كما قلنا في الأسبوع الماضي، أخرج الفيلم سيدني لوميت الذي قابلناه مع فيلم "بعد ظهر يوم حار".

البطل الحقيقي للفيلم هو الحوار، وهو طاقم الممثلين الممتاز وعلى قمتهم هنري فوندا. إن الفيلم مباراة أداء رائعة بين أسماء عالية الاحترافية؛ مثل هنري فوندا ومارتين بالسام ولي جي كوب وجاك كلوجمان. الطريف أن الاثني عشر رجلا غاضبا ماتوا جميعا في عالم الواقع باستثناء كلوجمان.

لا تعتمد مصر في المحاكمات على نظام المحلّفين، لكنه النظام المطبّق في الولايات المتحدة. هنا يتم اختيار 12 مواطنا حسن السمعة (بموافقة الادّعاء والدفاع معا) ويكون على هؤلاء المحلّفين أن ينعزلوا تماما عن قراءة الصحف وسماع الأخبار حتى لا يتأثر قرارهم. فقط يتابعون المحاكمة، وفي النهاية يجتمعون ليصلوا لقرار واحد.. هل المتهم مذنب أم لا.. لو اتضح أن المتهم مذنب يكون على القاضي اختيار العقوبة.

هذا بالضبط هو الموقف الذي يدور حوله الفيلم.. المحلفون مجتمعون في غرفتهم يحاولون الوصول لقرار.. هل الفتى المتهم قد قتل أباه أم لا؟ سوف ينتج عن هذا القرار حكم بالإعدام. ونحن لا نعرف أسماء المحلفين ولا اسم الفتى المتهم طيلة الفيلم، فقط نعرف اسمين في نهاية الفيلم؛ فالموقف أكثر عمومية من التقيد بأسماء.

المشكلة هنا هي أنه لا يوجد إجماع.. أحد عشر صوتا يدين الفتى بينما هنري فوندا -المحلّف رقم 8- يصر على أنه بريء.. إنه يشك في شهادة الشهود الذين قالوا إن المدية المستعملة في الجريمة نادرة الطراز، ويرى الكثير من النقاط المبهمة في الشهادات.

يعاد التصويت مع انسحاب هنري فوندا منه، فيتبين أن محلفا آخر انضمّ لرأيه.

هكذا تهتزّ الأرض نوعا تحت أقدام المحلفين الواثقين من قرارهم.. محلف ثالث بدأ يرى أن المتهم غير مذنب..

هناك جدل حول امرأة من الشهود تبدو علامات النظارة على أنفها، وبرغم هذا لم تكن تضع النظارة وقت الحادث.. فكيف رأت ما حدث بوضوح؟

إننا نعرف أكثر فأكثر شخصيات الجالسين.. منهم من يصرّ بعناد وغرور على رأيه، ومنهم من يلين؛ لأنه يتعاطف مع الفتى لأسباب شخصية، أو لأنه نشأ في الأزقة مثله. ومع الوقت يتزايد عدد من يرون أن الفتى غير مذنب. اللعبة هنا هي كيف يتم هذا، وكيف يتناقص عدد من يرون أن الفتى مذنب. مع الوقت يدرك الجالسون أنهم يأخذون الأمر بخفّة أكثر من اللازم مع أنه يتعلق بحياة شاب.. شاب لم يرتكب الجريمة على الأرجح.


مع الوقت لا يبقى سوى 3 ممن يصرّون على رأيهم. وندرك أن هناك أسبابا تتعلق بشخصية ونفسية كل منهم، مثلا من خاض منهم صراعا مع ابنه يحمل حقدا خفيا نحو الفتى المتهم بقتل أبيه؛ لأنه يرى نفسه في صورة هذا الأب. نحن نعرف أن الزوجة التي أساء زوجها معاملتها مثلا يسهل أن تدين أي زوج قتل زوجته، أو تبرئ أية زوجة فعلت العكس.

يزداد عدد المؤيدين لبراءة الفتى، وفي النهاية تنقلب الصورة تماما ويخرج القرار: الفتى ليس مذنبا.

تبدو الحبكة بسيطة.. لكن اللعبة الحقيقية الصعبة هي الطريقة التي تتغير بها الآراء، والصراع الذهني المستمر.. وإن كنت شخصيا أرى بعض التعسف أو الافتعال في بعض المواقف.. الناس لا تغير آراءها بهذه السهولة في الواقع..

أنتج الفيلم هنري فوندا نفسه، وهي تجربته الوحيدة مع الإنتاج السينمائي على كل حال. المصوّر كاوفمان استخدم تقنيات متقدمة وعدسات خاصة؛ ليوحي بالجو المغلق الخانق والعرق على الوجوه. سبقت التصوير بروفات مرهقة وطويلة جدا في ذات المكان، لهذا لم يستغرق التصوير نفسه وقتا طويلا.

يظهر الفيلم دائما في أية قائمة لأفضل الأفلام في التاريخ. وهو الأفضل في قائمة أفلام قاعة المحاكمة. لم يحقق الفيلم نجاحا تجاريا وإن فاز بانبهار النقاد.. كما أن عرضه في نفس العام مع "جسر على نهر كواي" تحفة ديفيد لين أدى إلى حرمانه من جوائز أوسكار كان يستحقها بشدة. وكان عليه أن ينتظر طويلا حتى يدرك الجمهور أي فيلم رائع هو.

كان هذا فيلما آخر من أفلام الحافظة الزرقاء،،،

المصدر:
http://boswtol.com/art-and-entertainment/films-and-tv/11/january/27/26804

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

البِشارة الأخيرة للشيخ «عماد عفت».. (ملف خاص)


تقرير بديع عن الشيخ الجليل .. حين يتجسد الجمال بحزنه النبيل  : فتفتَّتَتْ رُوحه لتُنِير قلوب الناس.
"
 الشيخ الذي خَلَعَ جلبابه وعِمامته كي يتواجد وسط الناس بصفته الشخصية.. كان مِثلهم، يُكسّر الطوب، ويَدُق على المَعْدَن، يقف بصدره في الصفوف الأولى ليَرُدّ القوم المعتدين، ويُدافع عن الميدان «كأنَّه الوطن، كأنَّه بَيت الله» مثلما قال

في كُلّ مَوضع وكل صلاة كانت الشهادة نِعمة مَرْجُوَّة، كُتِبَت في قَلبه، وعَاشَ بها، وابتسم حين رآها، فتفتَّتَتْ رُوحه لتُنِير قلوب الناس.

والشَّيخ «عماد» ظلَّ هُنا، صُورته رُشداً للناسِ على جُدران المَدينة، وسيرته التي لم تحمل إلا حسناً تُفْرح ألسنتهم، عِلْمه الواسَع يَتنقل بينهم وينتفعون به، وعَلَمَه المَرسوم يُشاركهم في كُل مَسيرة وخَطوة، رُوحه الطيبة بقَت جانبهم.. مُعلَّقَة بالثورة وأهلها، وسَتَشْفَع لهم حين يَقولون يوماً «نَحن أمّة عماد عفت»، فيَكْتَمِل البِشْر.. له وبه.


البِشارة الأخيرة للشيخ «عماد عفت».. (ملف خاص)

http://www.almasryalyoum.com/node/1318221