الاثنين، 31 ديسمبر 2012

محال .. يوسف زيدان



محال by يوسف زيدان

by 
Dec 03, 12  ·  edit
1 of 5 stars false
bookshelves: novels 
Read from November 27 to December 03, 2012

http://www.goodreads.com/review/show/381647914



يبتعد يوسف زيدان هذه المرة عن عالمه و مناطق تميزه التي بدأت بـ "ظل الأفعى" ليرتفع المنحنى عاليا مع رواية بديعة و قراءة للتاريخ مميزة في عزازيل التي تناول قصتها فيلم أسباني مفعم بالجمال هو
(Agora آجورا) ..
ليسير بعدها متوازيا قليلا مع "النبطي" ..

لكن أيقونات زيدان فشلت في "محال" و محاولة تقديم رواية سرديه و كأنه كان متأثرا بالنقد الذي وجه له من قبل من أن مناطق السرد عنده ليست في تميز النجيب محفوظ و اعتقد ان زيدان لم يدرك ان مناطق تميزه تكمن هنا في القدرة على توظيف معارفه التاريخيه الموثقه كمتخصص في علم المخطوطات فضلا عن رؤيته النقديه المميزه التي لا تملك الا احترامها حتى مع الاختلاف !!

لغة السرد هنا في :"محال" نمطية محبطة و الثغرات الدراميه اكبر من الرتق!! استعار فيها زيدان قصة مصور الجزيرة السوداني لبناء خط درامي بدا محبطا للغايه على طول الروايه .. مع كلمات على الغلاف الأخير كانت مخادعة و مرواغة!!

ملحوظه:
لا أدري لماذا و احداث هذه الروايه تمر على سمرقند دون ترك أي أثر !! تذكرت العمل البديع لـمحمد المنسي قنديل "قمر على سمرقند" أيقونته المتألقه

يوتوبيا .. أحمد خالد توفيق



يوتوبيا by أحمد خالد توفيق

Nov 06, 12  ·  edit
4 of 5 stars false
Read in October, 2012





و كأن أحمد خالد توفيق كان يكتب روايته في العام 2007 من خلال بلور العراف مزود بنظر الكاتب الثاقب و سحر الكلمات .. رواية سوداوية مؤلمة، لكن لو استعدنا بعضا من ذاكرتنا في تلك الأيام قبل 25 يناير 2010 .. لوجدناها مناسبه و معبره تماما عن أرواحنا المعذبه في تلك الأيام و الوطن يؤول للوريث على مهل و الناس تضيق بهم سبل العيش وانحرافات الناس النابعة من ظلم و فقر و فساد زكمت روائحه نفوسا تريد الاحتفاظ بأطراف نفوسها غير مغبرة.. و لا مناص إلا بهروب أو اغلاق الباب دون الحياة أو ان تكتب .. او تثور ذلك الخيار الساحر التي أهدته لنا تونس فأبهرنا به العالم من بعد .. مشهد النهايه الدراميه في النفق .. و قتل الفتى الذي كان يمثل بعضا من بقايا النبل حتى و إن ذاب جلها في مجتمع يموج ببقايا الميته!! هي قصة خالد سعيد و هي قصة الثورة .. تحيه لأحمد خالد توفيق الذي لم يخذلنا في كتاباته أبدا

بيت النار .. محمود الورداني







ليس من العادة أن يقيم المرء عملا قبل إتمام قراءته .. لكن هذه الروايه استلبتني تماما اتحين الفرص في الطريق أو في استراحة الغداء بصحبة كوب الشاي المعتاد للاستمرار فيها .. 

خطفت نظرة لفصلها الأخير لعلي أجد تلك النهايه غير المتوقعه التي تسلب لبّك لتدفعك لالتهام الأحداث لتعرف كيف وصل الراوي بنا هناك!! لكني فُوجئت بها نهاية عادية تماما لكنها هنا مناسبه تماما في رواية جمالها في بساطتها أنيقة الكلمات و التعبيرات

أتتبع مسارات الحكايه الآسرة و هي تنسج خيوط العلاقه الرائعة بين قمر و مصطفى .. الأم التي ترملت في مقتبل عمرها فكانا وليديها هما منتهى أملها و مصدر قوتها و ضعفها في آن .. و الولد البكر الـذي يرى كفاح محبوبته الرؤوم فيجمع جهده حتى لا يرى دموع الحيرة و الانهزام أبدا على وجهها جميل المحيا جميل الابتسام .. يتذكر المرء هنا رواية الوتد لخيري شلبي

كان محمود الورداني بارعا و هو يعبر مناطق الألم و الانهزام سريعا دون إطالة أو استدرار دموع قراءه .. لنعبره معه كــ (ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر .. كما عبر عنه يوما علاء خالد) .. إنه ملح الحياة الذي لا غنى عنه لتحلو و لنشعر بلذة تلك النجاحات الصغيرة فيها و كأننا ملكناها و هي كانت كذلك حينها بالفعل
....
بعد انتهاء القراءة للرواية المراوغة .. هادئة اللغة .. درامية الأحداث .. المقدمات تؤدي للنتائج ! حياة مصطفى المتنقلة بصحبة قمر عبر شوارع مصر و حواريها هبوطا في أفق الحياة و صعودا .. و المهن التي اضطر أن يعمل بها من عامل ثلج و بائع عصير و صحفي مرمطون و .. كان لا بد أن تنتهي به مناضلا شيوعيا ليقع في حب سارة .. و ليجد طريقه للمعتقل مستعيدا حياته و يبحث مناطق الخطأ في الفكرة و التجربة التي تحسمها سارة بأن اختيارها للجمعية و له كان خطأ و لا بد من هدنه .. ليختم الرواي الحكايه بفصل رائع عن الأحلام التي لا زالت في جبعة الحالم باليوتوبيا التي أبدا لن تكون .. كان عملا ممتعا

نقطة النور .. بهاء طاهر



نقطة النور by بهاء طاهر
  









بإيقاع مختلف هذه المرة .. ينساب رقراقا حالما .. يلف نسيمه أرجاء الحياة بحثا عن تلك المعاني المفتقدة دائما .. أين أرض الطمأنينة؟ .. أين هي سماء السكينة؟ .. أين هو عالم الحب؟ .. أين أنت يا نقطة النور؟!.

و مع بهاء طاهر و في أرجاء عالمه الساحر سنشد الرحال و نعبر البحار و الأمل دوما يحدونا .. أنه في لحظة ما و في مكان ما .. سنجد المعنى و يرشدنا الدليل …


***
القدر هو الذي قادني لاقتناء تلك الرواية الصغيرة الجميلة لـ بهاء طاهر، حين وجدت نسخة من ( نقطة النور ) ضمن مطبوعات مكتبة الأسرة 2005 ( إصدارات بهاء طاهر كلها تصدر عن دار الهلال ).

و القدر هو الذي أراد أن تتأجل قراءتي لهذه الرواية حتى هذا العام .. أي أنه فات عليًّ عامان و هذا الكنز مخبوء بين أرفف مكتبتي دون أن أكتشفه أو أحاول الاكتشاف! 

كنت قد قرأت جلّ أعمال بهاء طاهر .. الأعمال الكاملة عن دار الهلال – الحب في المنفى – و حتى عمله الأخير واحة الغروب .. للأسف فاتني عمله خالتي صفية و الدير، لكنني سأقتنيه قريبا و سأغبر عالمه بشوق.

تهت في عالم بهاء طاهر .. مع أبطاله التائهين دائماً .. الحائرين القلقين الباحثين عن المعنى و الباحثين عن الذات.

ذروة الحيرة و القلق كانت مع عمله الدسم البديع – الحب في المنفى – خرجت من أجواء هذه الرواية مرهق أشد ما يكون الإرهاق .. و القلب يعتمل فيه ألف سؤال و سؤال .. و الرأس يقلقه ألف معنى ومعنى .. و التيه في صحراء الهوية و الذات و الوطن هو العنوان.

و تكرر المشهد مرارا مع كل عمل لبهاء طاهر .. أنا الملك جئت – قالت ضحى – بالأمس حلمت بك - …… – و حتى عمله الأخير واحة الغروب.

لكنها ليست تلك الحيرة العابثة أو السفسطائية .. لا تحمل معنى التجاوز أو الشطط ..

و إنما هي حيرة ذلك الرومانسي الحالم .. الذي أفاق في شبابه على آمال القومية و أحلام ناصر .. شاب ينتمي لجيل تسرب إلى يقينه يوما بأن قدرته على الفعل لا حد لها و بأن سقف الأحلام لا حد له لأن ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع أكثر رحابة و أعرض حتى من الأحلام.

و كما أفاق هذا الجيل - أو هكذا ظن – على تلك الأماني، انقصم ظهره و تشتت أحلامه و ضاعت آماله و تاهت روحه و ذابت تحت أقدامه كل المعاني مع هزيمة يونيو 67 …

و كانت إفاقتهم الثانية – أو قل غيبوبتهم – لكن هذه المرة تجسدت أمامهم أوهامهم التي ظنوا يوما أنها آمالا سيسمون بها فوق الفضاء .. و في تلك اللحظة ثار ألف سؤال .. و النفس تاهت في ألف وادي .. و الروح ضاعت في ألف ميدان .. و كانت ذروة التعبير عن ذلك بل و سحبك إلى تلك الأرض – أرض الأوهام – مع الحب في المنفى ..

و توالت أسئلة الحيرة و لا زال البحث يفضي إلى بحث ثم إلى سؤال .. و لا مخرج كان .. و لا يبدو أن هناك من مخرج أو ذرة أمل حتى الآن!

حتى كان موعدي مع هذا العمل البديع الجميل الذي تأجلت قراءتي له مرارا و كأن القدر ادخره لي للحظة المناسبة و التي أنا فيها في بحث عن تلك المعاني و عن ( نقطة النور ).

و كأعمال بهاء طاهر دائما .. الروح قلقة و البحث لا زال مستمرا عن المستقر .. لكننا هنا نبحث عن معاني أكثر بساطة – أو هكذا نظن – معاني كلنا نبحث عنها ليس لنرتفع فوق السحاب و إنما لنستمر في الحياة.

و بلغة صوفية تؤيدها مراجع و كلمات صوفية من التراث استعان بها طاهر .. و بحرفيته المعهودة يسحبك لعالمه، و لكن هذه المرة بهدوء و تدرج .. قليلا .. قليلا .. و يأخذك العالم و يسحرك المعنى و تصبح أنت الباحث .. أنت الباشكاتب و أنت سالم و أنت من تتلمس طريق أبو خطوة .. و أنت الروح الباحثة و أنت الروح السائلة.

في الحب يكمن الخلاص .. تلك نهاية الرواية إن أردت .. لكن هل تظن بأنك قد فهمت المعنى و أجبت السؤال .. ذلك ما تظن .. لكن لا تعتقد في صحته و عد إلى الحكمة التي بها صدر بهاء طاهر روايته لتدرك أنك ما عرفت إلا أن الجواب هو السؤال!

**
أعرف أنك إلى الرواية في شوق ..

إذا أردت شراءها فهي من مطبوعات دار الهلال ضمن سلسلة الروايات .. تجدها في فروعها المختلفة .. أو اشتريها من فرع دار الهلال بوسط البلد ( وسط القاهرة – التحرير ) أو مكتبة مدبولي في شارع طلعت حرب.

فقط أرجو منك شيئان عند القراءة ..

أولهما ..

أن تصبر في القراءة مع القسم الأول من الرواية ثم تنفتح لك الآفاق .. فإني دخلت الرواية بحكم مسبق لأحد الأصدقاء و الذي للأسف كان سلبيا ,, و كدت أن أدعها و أنا لم أعبر بعد قسمها الأول ..

و لكن استكملت القراءة .. و بمجرد أن انتهيت رفعت سماعة التليفون و اتصلت بصديقي و قلت له أنا أتصل بك لاعتذر لـ بهاء طاهر .. و أقول بأن نقطة النور من أجمل ما قرأت. و تعلمت شيئا جديدا فبالإضافة إلى عدم الحكم المسبق على شيء كذلك يجب أن نصبر على أي عمل حتى ينتهي و لا نصدر الحكم و هو لا يزال بين أيدينا في أشواطه الأولى.

ثانيهما ..

أن تعود للحكمة التي صدّر بها بهاء طاهر روايته بعد انتهائك من القراءة .. اقرأها بتمعن.


***

انتهيت من الرواية و أنا أردد أغنية كاتيا ميلوا الجميلة .. شكرا أيتها النجوم.

Thank you stars, Katie melua.

و ردد قلبي كلمات أخرى مؤداها .. شكرا بهاء طاهر .. شكرا لكِ ( نقطة النور ).

http://hurria.maktoobblog.com/342775/...

السائرون نياماَ .. سعد مكاوي



من الجملة الاولي تلج ذلك العالم و لا سبيل للفرار حتى بعد ان تنتهي من سطرها الأخير و لا زالت الحكايه الحاملة نصف ابتسامة ، نصف انتصار و .. نصف فزع

ثلاثون عاما و جيلان و عصر المماليك منذ بلباي و حتى طومان باي في سرد مدهش و لغة رائقة مبدعة تدل على ثقافة تاريخية رائعة و بحث مضني في التعبيرات و التركيبات اللغويه و مفردات أهل ذلك العصر.

تقفز للذاكرة رواية الزيني بركات التي كتبها باقتدار جمال الغيطني بلغة سرد متفردة .. لكن الحكاية هنا مع سعد مكاوي و السائرون نياما أكثر دفئا باقترابها من مشاعر بسطاء الناس و عوامهم .. هم على هامش الأحداث المتتالية بسرعة مدهشة لكن مشاعرهم الجميله التي كفرتها سنون العيش المضنيه و رقائقهم المغلفه بكد الأيام و عرق الجد و طين الأرض تظل هناك حاضرة تخطف روحك و اشفاق فؤادك بل و بسمته أحيانا مع لحظات الفرح المسروقه .. في نظرة ست الكل لبعلها في ثلثائها .. و عودة يوسف بجرحه الطولي من أثر الكرباج المملوكي و هو يدرك بأنه سيجد كل اهتمام من غاليته !! 

هي قصة الماضي و الحاضر .. حكاية الظالم و المظلوم و خطوط النهاية المحتومه "و لا بد من يوم معلوم تترد فيه المظالم .."

في موقع GoodReads :