الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

أنا هو ذلك الولدُ .. المصابُ بكبرياء الرُّوحْ .. شعر أحمد بخيت


أتينا
من صعيدِ الشوقِ
أفئدةً جنوبيّةْ
نفتّشُ
تحتَ وجهِ الشمسِ
عن خبزٍ
وحرّيّةْ
وعن بيتٍ نربّي فيهِ
لهجتَنا الصعيديّة!!
....
(حَوَارِي) مِصْرَ
حانيةٌ على الفقراءِ
كالسكِّينْ
تدسُّ خشونةَ الأيامِ
في أبنائها الماشينْ
وتُشبِعُ جُوعَ تَوْرِيَتِي
وتدعوهم
حَوَاريِّينْ!!
....
أنا
هو ذلك الولدُ
المصابُ بكبرياء الرُّوحْ
كثيراً ما يُرى خَشِناً
وممتلئاً أسىً
وجموحْ
فإنْ أبحرتِ داخلَهُ
تَكَشَّفَ عن حنانِ
مَسيحْ!!
....
أنا
زهوُ الأبِ الحدّادِ
حُلْمُ شبابِهِ الناضرْ
على إيقاعِ ساعدِهِ الفَتِيِّ
ترنّمَ الطائرْ
أنا الحدَّادُ
يا لَيلَى
وزنْدُ أبي
هُوَ الشّاعِرْ!!
....
أنا
من هؤلاء الناسِ
أبناءِ الترابِ الحيّْ
وأبناءِ العذابِ الفرضِ
أبناءِ الأسى الجبريّْ
يَمُرُّ السهمُ
في دَمِهِمْ
فيرتدُّ النزيفُ إليّْ!!
...
أنا
قنّينةُ الفوضى
ولا ترتيبَ
للصعلوكْ
ولا أحدٌ سيجعلُني
أقدّم بيعةَ المملوكْ
حديثي
نصفُ سوقيٍّ
ولكنّ الجِراحَ
مُلوكْ
....
وكان أبي
يطاردُ خبزَنا
في بلدةٍ أخرى
يراني مرة
ويُحِبُّنِي
في لحظةٍ
عمرا
ويدرك أنني سهواً
أضفتُ لقامتي
شبرا!!
....
سلاماً
يا غيابَ أبي
ألم تشتَقْ
لتقبيلي؟
لقد خرَجَ الفتى الوهّاجُ
من برْدِ الكوافيلِ
وما عاد الصغيرُ يسيرُ
مبتلَّ السراويلِ!!
...
وُلدتُ
على سريرِ الحُبِّ
شأنَ أعزِّ مَن وُلِدُوا
وأُتقِنُ
لعبةَ الأشواقِ
أعرفُ
كيفَ أتَّقِدُ
وأعرفُ ما يُحِسُّ الناسُ
إن وُجِدُوا
ولم يَجِدُوا!!
....
وُلدتُ هناكَ
حيثُ النيلُ
والقرآنُ
والأجراسْ
ودفءُ البوحِ
بوح الدمعِ
دمع الصدقِ
صدق الناسْ
وكلُّ بكارةٍ في مصرَ
لا يبتاعُها النخّاسْ!!
....
هنالِكَ حيثُ يُفضي
العابرُ اليوميُّ
للمطلَقْ
ولا نحتاجُ للكلماتِ
والتنهيدِ
إذ نعشقْ
وحيثُ الجبهةُ السمراءُ
أفصحُ
عندما تعرَقْ
....
هنالِكَ
حيثُ تعلو الرُّوحُ
في زهوٍ على الأوجاعْ
وحيثُ فجاجةُ الأيامِ
سافرةٌ
بغيرِ قناعْ
وحيثُ تجابهُ الدنيا
بقلبٍ أعزلٍ
وذراعْ
....
هنالِكَ
حيثُ تشربُنا الحياةُ
فتنتشي
وندوخْ
وحيثُ طفولةُ الأحلامِ
تبلُغُ رشدَها
وتشيخْ
وحيثُ الناسُ
يا ليلايَ
ليسَتْ تدخُلُ التاريخْ
....
هنالِكَ
حيثُ يبدو العمْرُ
سعياً لاهثاً
وشتاتْ
وتبدو الذّات غائبةً
دفاعاً
عن وجودِ الذاتْ
هنالِكَ حيثُ عنفُ الموتِ
يجعلُنا
هُواةَ حياةْ!!
....
خُطايَ
تردُّني لخُطايَ
متجهاً
إلى (الكُتّابْ)
فأشرَبُ
صَوتَ سيّدِنا الأجشَّ
وسُورةَ الأحزابْ
وأحلامي التي تنمو
مهدَّدةً
بألفِ عقابْ!!
....
طريقي
رحلةُ الزرزورِ
يا ليلايَ للتغريدْ
ورحلةُ سيفِيَ الخشبيِّ
مِنْ طفلٍ
لجُرحِ شَهيدْ
ورحلةُ مُبحرٍ في الشكِّ
نحوَ
شواطئ التوحيدْ!!
....

الأحد، 12 يوليو 2009


ان حمل الصباح جديدا .. فشك فى أذنيك .. لعل سماعك صوت الضياء كان بعضا من خيالات الأمس بعد قضاء مدة العقوبة بين أرداف الشمس مكتويا بالسخونة دون إطلالة نقطة ضوء عليك .. للضوء لا مكان فى عيوننا و لا صدى له فى أذاننا و لا هو محبوب فى بلادنا .. فقط أعد تسليك أذنيك .. و أعرهما لصوت الهمس!!

الجمعة، 26 يونيو 2009

بلال فضل .. ما فعله العيان بالميت!

بلال فضل .. ما فعله العيان بالميت!

لكل مبدع ستظل هناك أيقونته الخاصة التى يذكره بها الناس و يتذاكرونه .. و أزعم أننى و قعت على أيقونة بلال فضل المتماشية مع أسلوبه الساخر اللاذع، المضحك المبكي فى آن .. كتب بلال فضل كثيرا و سيكتب أكثر و أجمل و أفضل لكن ستظل مجموعته القصصية الرائعة ( ما فعله العيان بالميت ) ذات رونق خاص يعبر عن بلال فضل ذاته عن زمن بلال فضل و عن واقع المحروسة فى زمانه الذى هو زماني و زمانك .. لم أكمل الكتاب بعد .. لكن فرحتى به تجاوزت كل حد و دفعتني لأن اكتب مقتضبا عنه و أن أنوه لأصدقائي عنه .. و إن الكتاب بغير حاجة إلى تنويه فقد نفدت عدة طبعات منه خلال شهور ( رغم أنه طباعة دار الشروق ذات الأسعار الملتهبه)
أعتذر بشدة للمبدع و الناشر .. لكنى سأنوه لرابط لتحميل الكتاب هنا .. لأنى خارج مصر و حصولي على نسخة ورقية أمر جد صعب .. لذا أنشر الرابط لمن هم فى مثل حالتي .. متمنيا ممن يستطيع الشراء شراء الكتاب من منافذ دار الشروق .. شكرا لك بلال على إمتاعنا و إضحاكنا و إبكائنا و على مساعدتنا فى تلمس رائحة الوطن بين جوانحنا .. و نرجو المغفرة

نبقى فى انتظار أيقونة السناريست بلال فضل فى فيلم يظهر قدراته الإبداعية الحقيقية ..

من حلب إلى هوليود: رحلة العقاد .. From Aleppo to Hollywood: Akkad

من حلب إلى هوليود: رحلة العقاد .. From Aleppo to Hollywood: Al-Akkad
http://www.youtube.com/watch?v=xf7_svdju3A

رحلة الراحل مصطفى العقاد هى رحلة أشبه بالأسطورة .. أو أشبه بقصة نجاح انسانية رائعة

قدمت الجزيرة الوثائقية فيلما و ثائقيا رائعا من إخراج محمد بالحاج عن مسيرة مخرج الرسالة و أسد الصحراءو سلسلة أفلام الرعب الشهيرة الهالويين. الفيلم باللغتين العربية و الانجليزية أدائاً و ترجمة بالتبادل ..استمتعت به كثيرا و أحببت أن أشارككم إياه

The Journey of Mustafa Akkad from Aleppo to Hollywood was a fantastic human success story.

The life story of the director of the message, the lion of the desert and Halloween films was produced as a documentary film by Aljazeera and was directed by Mohammed belhaj. The film is in English and Arabic as performance and translation. I really enjoyed this film and hope you too.


الثلاثاء، 24 يوليو 2007

قبل 55 سنة .. مصر قبل 23 يوليو


لا أدري من أين جئتم بكل هذا البرود، وكل هذه القسوة حتي لا تشعروا بما يحدث في مصر

نصحني كثيرون بالتوقف عن الكتابة للحزب الوطني وحكوماته، لأنه لم يعد فيهم أمل، ولكني أحاول ـ وقد تكون الأخيرة ـ حتي يرتاح ضميري الذي سكنه الخوف والفزع ولم أعد أري إلا أياما مظلمة أنارها الله بقدرته
خيري رمضان ٢٢/٧/٢٠٠٧
------------------------
قبل ٥٥ سنة كانت معظم البنوك في مصر تملكها رؤوس أموال أجنبية، فيما عدا بنكي مصر والأهلي، وفي خلال مسيرة الثورة تم تمصير البنوك الأجنبية، وبعد ٥٥ سنة يعود الوضع إلي ما كان: البنوك أجنبية فيما عدا مصر والأهلي أيضا بعد بيع بنك القاهرة

من ٥٥ سنة كان تعداد مصر ١٨ مليونا وكانت ميزانية الدولة ٢٠٠ مليون جنيه، وكان الجنيه الواحد يشتري ٢٠٠ رغيف و٣٠٠ بيضة
وخمسة كيلو لحمة و٦٠ زجاجة لبن و٥٠ سلطانية زبادي وقدرة فول، ما أعظم التغيير الذي حققناه؟

صلاح منتصر ٢٣/٧/٢٠٠٧
---------------------------
عندما ظهرت القبعات العسكرية التي يرتديها الضباط الأحرار تراجعت الطرابيش‏,‏ واختفت تدريجيا من الحياة المصرية‏,‏ وكأنما قد صدر قرار بإحالتها إلي الاستيداع‏.‏ هل كان زمن الطربوش أجمل؟‏!‏ روبير سولي مؤلف رواية الطربوش يري ذلك‏,‏ وهو الذي عايش الحياة المصرية فيما قبل الثورة
‏ولد في القاهرة وعاش في مصر‏17‏ سنة ثم عاد إلي فرنسا وأصبح فيما بعد رئيس تحرير جريدة اللوموند‏.‏ عندما تقرأ الرواية تحس أن مصر كانت مملكة كوزوموبوليانية عالمية مفتوحة علي كل الثقافات الفرنسية والإنجليزية واليونانية وخلافه‏,‏ وتجد فيها الأرمن والشوام واليهود وتلمس ازدهار الفنون والآداب والصحافة‏,‏ وترصد طموح المصريين في وثبة حضارية
كانت مصر ثاني دولة بها أوبرا بعد إيطاليا‏,‏ وأول دولة في العالم الثالث وفي إفريقيا بها سكك حديدية وقطارات‏.‏وكانت في مصر ديمقراطية مدهشة وحراك سياسي رائع تجلي في زمن سعد زغلول العملاق الذي كان غاندي يخاطبه في رسائله بقوله‏:‏ يا أستاذي‏..‏ هل يفهم من هذا أن الطربوش رمز لفترة حراك ثقافي عالمي وديمقراطي تقلصت بعد الثورة؟‏!

يحكي أن الشاعر حافظ إبراهيم قابله رجل أمي في عربة الترام وأعطاه جوابا ليقرأه له‏,‏ فأراد حافظ إبراهيم أن يتخلص منه فقال‏:‏ لا أعرف القراءة‏,‏ فقال الرجل الأمي متعجبا‏:‏ كيف وأنت ترتدي الطربوش ياسيدنا الأفندي؟‏!‏ خلع حافظ إبراهيم الطربوش ووضعه فوق رأس الرجل وصاح فيه‏:‏ الطربوش فوق رأسك‏..‏ تفضل اقرأ أنت
الطربوش وثورة يوليو
بقلم : جـــمال الشــاعر