الاثنين، 11 أغسطس 2014

Abdou Alterkawi - August 11, 2014 at 10:56AM

في واحدة من المحاضرات العظيمة اللي حضرتها كان المحاضر أستاذ كيمياء و مدير الأبحاث في شركة باير شيرنج الشهيرة لتصنيع الأدوية.. من الحاجات العظيمة التي قالها في شرح الفارق بين البحث العلمي في عالم الصناعة و البحث الأكاديمي في الجامعات .. أن الأكاديمي يتعامل مع كل اكتشاف مختلف بأهمية كبيرة و يظل يتشعب فيه و هو ينظر بتلهف للنشر في دورية علمية محترمة.. أما في التصنيع و مع تركيز الباحث في مهمته فأول ما يتعلمه هو كيف يتخلص من الانشغال بما لا يخدم هدفه النهائي مهما كان. و ينظر الرجل بسخرية و هو يقول، أشياء كثيرة صنعت أمجاد أكاديمية عندكم تتساقط منا في العمل البحثي لتصنيع عقار واحد. كان يشرح لنا فكرة تصنيع دواء واحد و نسبة النجاح التي لا تتجاوز آحاد في المئة (نسيت الرقم) مع ميزانية مليارات الدولارات لمدة تتجاوز ال 10 سنين و ممكن ينتهي الأمر إلى لا شيء.


كان هناك مقال للعقاد يتحدث عن التخصص (درسناه في الثانوية) و هو يتحدث عن العالم الحق الذي يعرف كل شيء عن شيء واحد و يعرف شيئا عن كل شيء آخر. أعتقد المشكلة عندنا في الحيرة المعرفية اللي بتقودنا لمحاولة معرفة كل شيء عن كل حاجه. و إن لم يستطع فالتظاهر بالمعرفة و إن لم يكن فالفتيا حل مدهش كالعادة. من الملاحظات الظريفة أن الألماني يعرف كل شيء غالبا عن حاجتين، مجال تخصصه المهني و الهواية التي يمارسها و جاهل غالبا في ما دون ذلك. ببساطة ستجد شخصا مهندما يحمل لقب الأستاذ الدكتور يقول لك لا أعرف و يرشدك لفلان فهو متخصص في سؤالك. هل وصل للقوم مقولة الشافعي ، من قال لا أعرف فقد أفتى، و غابت عنا ؟!

صديق جاء من مستشفيات مصر و أدى امتحان التخصص الألماني في طب العظام و كان مفاجئا للجنة قدرته على بلورة إجابات تقود لتخصصات القلب و الأمراض المزمنة و أوجاع الجهاز الهضمي.. كان الرجل نتاج تجربة ثرية لكنها عامة في منظومة تنهك الطبيب و تقهر المريض الذي يتحول لنموذج تجريبي. ينجح صديقي في الامتحان و يعطيه أحد الممتحنين درس عمره، أقدر كل ذلك لكنك ستكون بحاجة فقط لمعرفة تخصصك و أن تكون بارعا فيه و كفى. هذه خطة نجاحك هنا.

هل أنا مقتنع بالخطة.. ربما، لكني لا أتبعها، فكيف يمكن لجيناتي المصرية أن تجد طريقها للعالم إذا؟! هذه مسألة قدرية و لله الأمر.






via Tumblr http://ift.tt/1B8edxh

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق