ذكرى رابعة و أخواتها ليست مجرد ذكرى للقتل و التوحش لكنها تظل تذكيرا يؤرق ضمائرنا و يذكرنا بأنه مع كل قطرة دماء سالت فقدنا شروط تواجدنا في عالم الإنسانية. فداحة الاكتشاف أن هناك قائد و جيش و سلطة في مصر يدبرون بدم بارد لأكبر مذبحة في التاريخ الحديث طغى عليه صدمة أن هناك مصريون سيقبلون الأمر و يبررونه و يرقصون على وقع الطبول و هم ينصبون السفاح.
من الصعب تبين مجتمع في الأوقات الفاشية، لكن مصر توقفت شريطها عندي عند آخر مرة شهدت فيها غروب شمسها و أنا أغادرها قبل عام .. كانت أجازة قضيتها في ذهول و أنا أرى انقلاب كل ،شيء آمنت به، رميت في ذاكرة التناسي مقولات كنت أرددها عن المصريين الذين ربما يكونون أشرار قليلا لكن ليسوا بمجرمين و عن طبقة الصدأ التي غطت المعدن الأصيل بعد 60 عاما من التدمير الإنساني و الأخلاقي!
نحن مجتمع فقد أهليته للحضارة بعد أن سمح بأن يتم تشويش رؤيته لأجل تبرير مذبحة و لابد أن نعترف بأننا بحاجة لتأهيل جديد في معركة أجيال، فالسفاح و معاونوه سيذهبون للجحيم لكننا سنظل معا في تيه فك طلاسم تعايشنا كأمة واحدة إن ظللنا على ذات الطريق ..
via Tumblr http://ift.tt/1sFRbvt
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق