الأحد، 1 أبريل 2007

بين موريتانيا الديمقراطية و مصر الو راثية و .. تعليق

في مسألة الرئاسة ، في موريتانيا المدة خمس سنوات و لا تجديد .. و في مصر مدى الحياة مع التوريث
مادتي 76 و 77 التمديــــــد و التوريــث
مصر
النص النهائي للتعديلات الدستورية التي أجريت علي المادة ٧٦ الفقرتين الثالثة والرابعة، تقول: «لكل حزب من الأحزاب السياسية التي مضي علي تأسيسها خمسة أعوام متصلة علي الأقل قبل إعلان فتح باب الترشح،
واستمرت طوال هذه المدة في ممارسة نشاطها مع حصول أعضائها في آخر انتخابات علي نسبة «٣%» علي الأقل من مجموع مقاعد المنتخبين في مجلسي الشعب والشوري، أو ما يساوي ذلك في أحد المجلسين، أن يرشح لرئاسة الجمهورية أحد أعضاء هيئته العليا وفقاً لنظامه الأساسي حتي مضت علي عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة علي الأقل، ويجوز لكل حزب من الأحزاب السياسية التي حصل أعضاؤها بالانتخاب علي مقعد علي الأقل في أي من المجلسين في آخر انتخابات، أن يرشح في أي انتخابات رئاسية تجري خلال عشر سنوات، اعتباراً من أول مايو ٢٠٠٧، أحد أعضاء هيئته العليا وفقاً لنظامه الأساسي متي مضت علي عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة علي الأقل
وتنص المادة ٧٧ علي أن: «مدة الرئاسة ست سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الاستفتاء وتجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية مدداً أخري
موريتانيا
المادة ٢٦ «تنص علي آلية انتخاب رئيس الجمهورية والذي لا تزيد مدة ولايته علي ٥ سنوات عن طريق الاقتراع العام المباشر، ويتم انتخابه بالأغلبية المطلقة للأصوات المعبر عنها، وإذا لم يتم الحصول علي تلك الأغلبية، من طرف أحد المترشحين في الشوط الأول ينظم شوطان
كما تنص المادة علي أن كل مواطن مولود في موريتانيا يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية ولا يقل عمره عن ٤٠ سنة ولا يزيد علي ٧٥ سنة في تاريخ الشوط الأول من الانتخابات ـ مؤهل لأن ينتخب رئيساً للجمهورية
كما تقتضي المادة ذاتها أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية الجديد ٣٠ يوماً علي الأقل و٤٥ يوماً علي الأكثر، قبل انقضاء مدة الرئاسة الجارية، وتشير إلي أنه: «يحدد قانون نظامي شروط وصيغ قبول الترشيح، وكذلك القواعد المتعلقة بوفاة ومانع الترشيح لرئاسة الجمهورية ويستقبل المجلس الدستوري ملفات الترشيح ويبت في صحتها ويعلن نتائج الانتخابات»
المادة ٢٧ : «تتعارض مهمة رئيس الجمهورية مع ممارسة أي وظيفة عمومية أو خصوصية أخري ومع الانتماء إلي الهيئات القيادية لأي حزب سياسي»
وتؤكد المادة ٩٩: عدم جواز الشروع في أي إجراء يرمي إلي مراجعة الدستور إذا كان يطعن في كيان الدولة أو ينال من حوزة أراضيها أو من الصبغة الجمهورية لنظام الحكم أو من الطابع التعددي للديمقراطية الموريتانية أو من مبدأ التناوب الديمقراطي علي السلطة ومن لازمه المبدأ المحدد لولاية الجمهورية بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة طبقاً لما تنص عليه المادتان ٢٦ و ٢٨
-----------------------------
في مسألة الحرية ، هناك المواطنون و هنا العبيد .. المادة 179 و إرهابها
مصر
تنص المادة ١٧٩ علي أن الدولة تعمل علي حماية الأمن والنظام العام في مواجهة أخطار الإرهاب وينظم القانون أحكاماً خاصة بإجراءات الاستدلال والتحقيق التي تقتضيها ضرورة مواجهة هذه الأخطار، بحيث لا يحول الإجراء المنصوص عليه في كل من الفقرة الأولي من المادة ٤١ والمادة ٤٤ والفقرة الثانية من المادة ٤٥ من الدستور دون تلك المواجهة، وذلك تحت رقابة القضاء، ولرئيس الجمهورية أن يحيل أي جريمة من جرائم الإرهاب إلي أي جهة قضاء منصوص عليها في الدستور أو القانون
موريتانيا
المادة ٩١ تنص علي أنه «لا يعتقل أحد ظلماً، فالسلطة القضائية الحامية للحرية الفردية تضمن احترام هذا المبدأ في نطاق الشروط التي ينص عليها القانون»
أما المادة ١٣ فتؤكد أن كل شخص بريء حتي تثبت إدانته من قبل هيئة قضائية شرعية، ولا يتابع أحد أو يوقف أو يعتقل أو يعاقب إلا في الحالات وطبق الإجراءات التي ينص عليها القانون
تضمن الدولة شرف المواطن وحياته الخاصة وحرمة شخصه ومسكنه ومراسلاته-
يمنع كل شكل من أشكال العنف المعنوي والجسدي-
تقول المادة ١٤: «حق الإضراب معترف به ويمارس في إطار القوانين المنظمة له، ويمكن أن يمنع القانون الإضراب في المصالح أو المرافق العمومية الحيوية للأمة، ويمنع الإضراب في ميادين الدفاع والأمن الوطنية»
---------------------------------------
في مسألة القضاء و الإشراف الوهمي على الانتخابات .. التزوير و التوريث المادة 88 و أحزانها
مصر
وتنص المادة ٨٨ علي أنه «يحدد القانون الشروط الواجب توافرها في أعضاء مجلس الشعب ويبين أحكام الانتخاب والاستفتاء ويجري الاقتراع في يوم واحد وتتولي لجنة عليا تتمتع بالاستقلال والحيدة الإشراف علي الانتخابات الذي ينظمه القانون»
موريتانيا
الدستور الموريتاني في الباب السابع منه تنص المادة ٨٩ علي أن السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وأن رئيس الجمهورية هو الضامن لاستقلال القضاء ويساعده في ذلك المجلس الأعلي للقضاء الذي يرأسه
-----------------------------------
كانا يومان شديدا القسوة على الأمة المصرية ، يومي الأحد و الاثنين 25 ، 26 مارس 2007-03-31ففي الوقت الذي كان يعيش أهل مصر بمختلف أطيافهم محنة سوداء مع النظام القمعي الحاكم الذي أصر على إجراء إستفتاء - يعرف الكل أنه مزور و محددة نتيجته سلفا - من أجل تمرير التشويهات الدستورية التي تكرس النظام الاستبدادي و تضمن استمراره -( التمديد مدى الحياة لمبارك و من بعد التوريث لولده جمال
كان يوم الاثنين يوما مشرقا في موريتانيا ، منًّ الله عليهم بـ ( ولد فال
و الذي تلقب عائلته باسم «أبناء أبي السباع» المنحدرة أساسا من صعيد مصر، ضمن القبائل العربية التي هاجرت غربا لتستوطن تلك المنطقة قبل ٥ قرون
ولدفال، الذي جاوز الخمسين ببضعة أعوام، متزوج وله من الأولاد ٩ أبناء لا يعمل أي منهم في المجال السياسي وبعضهم لايزال يدرس، ولا يسمع منهم أو يعرف عنهم الشعب الموريتاني شيئا يذكر، ولا يبرز الإعلام سواء مسموع أو مقروء أخبارهم،
هذه الشخصية الناكرة للذات تركت السلطة وعادت لمنزل من طابق واحد في منطقة «تفرغ زينة» بالعاصمة نواكشوط، كما أنها عشقت جمال عبدالناصر وكادت تصاب بأزمة نفسية عنيفة إثر نكسة ١٩٦٧
يؤمن بضرورة الصبر والتأني في العمل، كما أنه قارئ نهم، ولا يمكنه النوم دون قراءة كتاب أو مجلة، لاسيما المعني منها بالتاريخ بشكل عام والفرعوني بشكل خاص، في حين أن دراسته تخصصت في القانون، إذ حصل علي شهادته الأولي من جامعة نواكشوط، قبل أن يحصل علي بكالوريوس في العلوم العسكرية من إحدي الجامعات الفرنسية
أما هوايته الأخري إلي جانب القراءة فهي أن يحيا حياة عربية قديمة أصيلة علي طريقة «البادية» من خلال رعاية جماله ونوقه، رغم أنه يحب أيضا حياة «العصرنة»، لكن عشقه للأصالة جعله اعتاد الخروج للبادية كل يوم ليري جماله ونوقه وليشرب من لبن الإبل كعادة الموريتانيين
وفي السنتين الأخيرتين منذ توليه الحكم المؤقت في بلاده، رفض تقرب الكثيرين منه، إذ، وفقا لما ذكره ولد الشبيه «حاول البعض عبثا إقناعه بتمديد فترة الحكم العسكري، لكنه رفض وقال إنه يفضل الانسحاب من الحياة السياسية وتسليم السلطة للمدنيين»،
وكانت أقوي وأبرز آرائه في هذا الصدد هو أن «الإصلاح السياسي» قد قطع شوطا كبيرا ومهد بالفعل لمرحلة جديدة خلال الفترة التي حكم فيها موريتانيا وأن «الوقت لم يسعفه» خلال تلك المدة التي تعهد بعدها بالتنحي ليجري «إصلاحات اقتصادية» وهو ما قرر تركه
للمدنيين من بعده
قاد ولد فال انقلابا عسكريا على الديكتاتور ( ولد الطايع ) – الانقلابات ليست شرا دائما و اسألوا ولد فال و سوار الذهب- و أعلن أنه سيغادر السلطة خلال عامين تاركا المسؤولية لمدني منتخب ديمقراطيا ، يومها لم يصدق أحد فتاريخنا الحديث أسود و ليس به سوى صفحة بيضاء واحدة يتوجها اسم عبد الرحمن سوار الذهب
صدق ولد فال و جرت الانتخابات و كان يوما مشهودا ثم كانت الإعادة بين المرشَحين الأوفر حظا يوم الاثنين 25-3-2007 و كانت انتخابات نزيهة و قبلها بين المرشَحين مناظرة بديعة لتنجح موريتانيا بامتياز و يسقط النظام المصري –لاحظ أننا نقول موريتانيا فالحاكم هناك أصبح يعبر عن أمته بإرادتها الحرة أما في مصر فالنظام يغتصب الوطن و إرادة الأمة-
في نفس اليوم كان الفريق الكروي بمصر يلعب مباراته مع الفريق الموريتاني ، الصحف الحكومية تبشر بالنصر المبين حاشدة القوى و موجهة الأنظار بعيدا عن المهزلة الدستورية و كان العنوان الأشد وقاحة من صحيفة (روزاليوسف) –التي تتراكم أعدادها لدى موزعي الصحف دون أن تجد مشترِ لها- (الفراعنة يستعدون لهدم القلاع الموريتانية ) لا عجب فرئيس تحريرها هو عبد الله كمال التلميذ المتفوق بوجهه المكشوف الفاقع على أستاذه سمير رجب رأس النفاق الأشهر لنظام مبارك في مصر . كان رد الأستاذ حمدي قنديل في برنامجه الرائع على شاشة دبي ( قلم رصاص ) ، "لقد فزنا بمباراة في كرة القدم غير أنهم فازوا علينا في معركة الحياة و الديمقراطية بالقاضية"
كان الأكثر طرافةً أو مأساةً هو التليفزيون الحكومي المصري و على شريطه الإخباري طوال يوم الاثنين ( الفريق الموريتاني يشيد بمصر قلب العروبة ) .. منطبقا عليه المثل المصري ( اللي على راسه بطحة يحسس عليها ) و بطحتهم أكبر كثيرا من أن تداريها أياديهم القذرة
جاء الثلاثاء و كانت آلأم المخاض رهيبة ، الأمة حاولت إنقاذا أو حتى احتجاجا لكن ما بـيدٍ استكانت للاستبداد دهرا حيلة ، و هراوات الحاكمين -لا أذاقك الله منها- رهيبـــة
قادم الأيام سوادها حالك ، و نحن غارقون و الظلام حالك ، و الويل كل الويل لكل من راوده حلم جميل ودًّ تحقيقه
أو رغب حتى في حياة أرادها كريمة ، ثانيةً أقول على مصر السلام .. بل الرحمة
من قلبي كعربي مبروك لكم أيها الأشقاء يا أهل موريتانيا .. و كمصري كم أغبطكم و كم أكره كل ظالم مستبد .. أدعوا الله أن تهب علينا قريبا رياحكم الطيبة
--------------------------------
نصوص مواد الدستورين نقلا عن صحيفة المصري اليوم و ملفها الخاص الرائع عدد السبت ٣١ مارس ٢٠٠٧
للمزيد .. اضغط الروابط التالية
الشعب الموريتاني.. كل ما تغير هو الانتقال من مقعد المتفرج إلي المشارك.. والسر في الديمقراطية-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق