في مثل هذه اللحظات و الأنباء تترى، لا أعرف كيف يمكن أن تبدأ الكلمات ..
هل أبدأها بمرثية حزينة ترافقها مقطوعة موسيقية ما تلتقط أحزان الكمان..
هل من الأفضل أن انتقل للحظات الأمل في الغد و أن الصباح سيشرق يوما ما بابتسامة و زهرة و صوت فيروز..
هذه أشياء يحتار فيها المرء حقا..
هل الحديث عن الإخفاقات الصغيرة يجدي.. أم عن اللحظة التي تفتح فيها السماء أبوابها فجأة لعطايا مدهشة..
تتحرك مياه النهر بانسيابية كالأفكار المتواترة للذاكرة..
و طفلة مقابلي تذوب في حضن أبيها.. و عيناه تكادان تدمعان امتنانا لهذه الزهرة المبهجة في حياته..
عيناه تحملان حزنا ما، لحظة إثقال من الحياة و تكاليفها، ربما إخفاق في العمل، أو تجربة حب ما لم يكتمل، أو ربما حزن على العالم المتجه بسلاسة نحو النهاية، ربما حزنا على قطار العمر المتسرب سريعا..
يختزل كل ذلك في عينيه و يترك روحه كلها في هذه اللحظة و هو يطبع قبلة مزدهرة بالحنان على جبين الزهرة.. يحلو العالم لو دامت تلك اللحظة..
يقترب القطار من المحطة و أبحث في الحقيبة عن تلك الشيكولا و لا أجدها .. و لكني أجد شيئا آخر أحمله لها فتجاوبني بابتسامة سعادة صافية و بعض كلمات و انظر لعيني أباها بامتنان على منحي دفقة المشاعر و المقطوعة السابقة.. و ينظر لي هو بنظرة ما تحمل تشجيعا ما و هو يردد كنت يوما ما مكانك أرقب الزهرات..
الحقيقة أن تلك الحكاية كانت في قطار..
أما حكايات النهر فشيء آخر..
via Tumblr http://ift.tt/1mD1NKf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق