السبت، 18 مايو 2013

(الانتظار the waiting) .. حميد دباشي

كان هناك اكتشاف عظيم اليوم .. 

كنت أساعد في تدقيق نص مترجم خاص بفيلم وثائقي مع مبدعه الإيطالي عن مخيم الزعتري و لاجئي الأزمة السورية .. اسم الفيلم (الانتظار the waiting) عن فتاة تحكي حكايتها القاسية في ظروف تخلى فيها العالم عن أبسط ملامح إنسانيته

كان الاكتشاف الأكبر هو البروفيسور الإيراني/الأمريكي حميد دباشي ..الذي تربع على كرسي الراحل العظيم إداورد سعيد في جامعة كولومبيا .. و الذي كتب كلمات تحليلية ملهمة عن الثورات العربية و الصراع الأزلي من أجل الحرية .. لقد كانت روح إدوارد هنا محلقة و حاضرة

سأورد بعض الكلمات التي كتبها الرجل و عناوين الفيلم و الكاتب .. حتى يتاح للنشر النسخة الأخيرة من النص و الفيلم الفائز بعدة جوائز

"
...
وقد تخطى الصحفي الأشهر بالنيويورك تايمز توماس فريدمان مستوى جديدا فى التفاهة المطلقة فى محاولته شرح ما يحدث، فنقرأ 
" أن التغيير الذي يجري أمام أعيننا والأبجدية الجديدة في الشرق الأوسط والتي جعلت صيحات المصريين في ميدان التحرير تتخطي حدود المكان لتنسف ما كان قائما من تعصب عنصري حاولنا تأسيسه وترسيخه منذ زمن طويل "..

كلمة "إرحل" اختصرت الثورة المصرية حين صاحت الجموع مطالبة حسني مبارك بالرحيل..تلك الكلمة مزقت وفككت وذهبت بقوى الفساد إلى غير رجعة ، إنها إرادة المصريين الحرة، وكل الإحتمالات واردة الآن.

إن انتحار بوعزيزي في تونس فجر ثورتان، وإعلان على صفحات الإنترنت في إيران دعا الحرس
الثوري لمحاصرة الناس في الشوارع لمنعهم من النزول والتعبيير عن أرائهم. تلك هي الإرادة الحرة للشعوب، وتلك هي قوة الشعوب من الغرب حتي إيران ومن سوريا الي اليمن ....

لقد انفجرت اكذوبة ديموقراطية الغرب ولم تعد تلك الكلمة تصلح لادعاء أنها المحرك الحقيقي لتلك الثورات، وفي معسكر "زعترى" مفردات جديدة تكتب، مفردات لمعاني لن تفهمها سوى الأجيال الجديدة الغاضبة القادمة بقوة.

إن الأجيال القادمة في تل أبيب ستصلها حتما الرسالة، إن حوائط الفصل لعنصري والتي بنيت من أجل حمايتهم يجب ان تسقط، وإن الصهيونية التي يحيطون أنفسهم بها يجب ان تزول.

يجب أن يشعر الكل بألآم الآخر .. أن تسود المشاعر النبيلة بلا تمييز، ذات المشاعر التي سادت في ميدان التحرير، والتي امتدت إلى معسكر "زعترى" لتعلن للعالم نهاية حقبة الإمبراطوريات الإستعمارية في عالم جديد رفض العولمة والتي فُرضت عليه فرضا، حين تسقط آخر قلاع ذلك العالم، لن يعد هناك شرق ولا غرب، كل الاحتمالات مفتوحة و واردة، ولا يوجد هناك جغرافيا واضحة للتحرر، كل شيء يبدأ من"زعترى".

إن تعساء العالم الذين استعبدهم حكامهم لأجيال وأجيال ليمسكون الآن بتلابيبهم- جميعهم الي زوال، والدولة الشوكة والتي زرعها الغرب في خاصرة الشعوب لن تلقي بظلها الأسود الكئيب علي جيرانها، آخر حصون الغرب تتأرجح في أتون الثورات من كل حدب وصوب.
أما أفغانستان والتي زرعوا فيها وهم الخوف من الإسلام ليستعمروها ويعيثوا فسادا فيها، كل محاولاتهم تلك سوف تذهب أدراج الرياح بقوة الأمر الواقع، قوة الشعوب التي سوف تستعيد وكالتها في كتابة التاريخ وتعيد رسم خارطة العالم، وفي وسط تلك الخارطة سينطلق معسكر "زعترى" معلنا عن ولادة أول مدينة كوزموبوليتية لتسع الجميع.
"
هذا جز مختصر من نص بديع
يتبع ..

حميد دباشي .. Hamid Dabashi
http://en.wikipedia.org/wiki/Hamid_Dabashi
http://www.facebook.com/dabashi


Mario Rizzi .. ماريو ريتزي
http://www.rizziart.com/

The Waiting .. الإنتظار
http://www.berlinale.de/en/archiv/jahresarchive/2013/02_programm_2013/02_Filmdatenblatt_2013_20135475.php

عبدالعظيم - برلين - مايو ٢٠١٣
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200431166596331

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق