الأحد، 8 سبتمبر 2013

القابلية للانقلاب.. في نقد التجربة

خرج الشاب الجزائري من بلده المحتلة المثقلة باحتلال فرنسي همجي يريد إبادة ثقافة شعب بأكمله بتعال و تخلف مطلقين ..
فيذهب #مالك_بن_نبي إلى #باريس مثقلا بهموم شعبه ليدون أول ملحوظاته: كيف يتحول الفرنسي المتمدن المتحضر في بلده إلى همجي قاتل في #الجزائر ؟! 
يرفع الشاب يده إلى السماء: يا إلهي .. كيف للشرور و الآثام أن تستمر في هذا العالم .. ألا تنتصر لنا ؟! 
يذكر الرجل في مذكراته "يوميات شاهد على القرن" التي كتبها بعد ذلك بأنه شعر بهزة أرضية من غرفته في قلب باريس و كأنها انتصار لدعوته.. !!

يتعمق الشاب لاحقا في واقع المشكلات و يفتح عينيه و عقله ليعيد الدراسة من جديد و ليكتب بمهارة مفكر بارز سلسلة كتب رائعة أسماها #مشكلات_الحضارة 
يتوجه فيها -بدلا من سخط الشاب المتحمس للمحتل الذي يقوم بدوره التاريخي بإتقان و بمهارات المفترس الصياد .. إلى البحث عن المشكلات المجتمعية في أمته و حلولها .. ليصك مصطلحا أصبح الأشهر فيما بعد: #القابلية_للاستعمار !! ليصك لاحقوه فيما بعد مصطلحات كثيرة أكثرها طرفة و مرارة في آن هو #القابلية_للاستحمار

يوجه المفكر الكبير زناد فكره لنقد ذاتي راقي و هو يطرح التساؤلات عن كيف لأمة أن تكون مستعدة للاستعمار بضعف بنيوي و إهمال لقيمة الإنسان .. لابد من مراجعة دقيقة هنا إذاً ..
***
هل يمكن أن نصك الآن بعض مصطلحات تقودنا لبعض التفسير مثل #القابلية_للانقلاب من المجتمع المدني أو #القابلية_للعسكرة من الشعب المتذمر أو #القابلية_للفشل بسبب سوء الإدارة من قبل المدنيين ..

أرجو أن لا تسيء فهم المصطلحات .. لم يكن نقد مالك بن نبي موجها للجماهير الغفيرة و إنما للكتلة المؤثرة باتجاهاتها المختلفة علمانية كانت أم إسلامية و إن كان تركيزه على الطيف الذي وجده أكثر تأثيرا و متماهيا مع ثقافة شعبه
***
قابلت صديقي #الإسلامي في أحد ندوات برلين (لنا عنها حديث لاحق) و هو يتسآءل عن كيفية استعادة الكتلة المؤثرة شعبيا .. كان يريد حلا سريعا و هو متعب الروح من الأنباء المؤلمة المتواترة من #مصر..
لم أجد جوابا إلا بضرورة تطوير خطاب نقدي صادق يتناول التجربة بعين فاحصة موضوعية و قادرة على مواجهة الذات 

قبلها بأسبوع قابلت في #القاهرة صديقي النشط في حملة #تمرد و الذي كان قد جمع مئات التوقيعات قبل #30يونيو .. كان تائها و هو يسب الجميع بلا استثناء .. 
خرجنا من حفرة #الأخوان لنقع في هذا الجحيم .. يردد الكلمات و هو في حالة ذهول من عمليات القتل المستمر في #فض الاعتصامات و مواجهة المسيرات .. !!

هو كحال أصدقاء كثيرون تلبستهم الحالة الرومانسية الثورية (إن صح التعبير) منذ أجواء التحرير في يناير 2011 و يؤمن كغيره من الصحاب في التيارات المختلفة بأن الشعب قادر على صناعة ثورته دون ذكر لكل العوامل المتداخلة الأخرى .. مثله تماما أصدقائي من #الأخوان و #الليبراليين و #الاشتراكيين و من لا ينتمون لأي معسكر ..
***
إنه واجب أخلاقي و وطني على القيادات و الكتل المؤثرة في كل التيارات الوطنية بلا استثناء أن يقوموا بخطاب نقدي شجاع يعترفون فيه بالخطايا و القصور و عرض رؤية للإصلاح .. لكن ليس مجرد خطاب لسد الفراغ .. و إنما بمشرط جراح ماهر يتناول الأمور البنيوية قبل الحوادث العارضة..

ألا يستحق هؤلاء الشباب الرائع المثابر المضحي بحياته أن تضحوا قليلا من ذواتكم .. الخطاب هنا للنخب الفاعلة .. 
هل يُقيم #مكتب_الإرشاد التجربة المريرة .. و هل يقدم #البرادعي نظرة نقدية لأداءه منذ الثورة و تأييده #الانقلاب_العسكري و حتى لحظة استقالته ..؟!!

هذه أمنيات ستظل معلقة هنا حتى نحترق جميعا بالتجربة .. و نٌكون نحن - كشباب- خطابنا النقدي المستقبلي .. هذا إن لم تحدث المعجزة فما هو صالح اليوم ليس بالمتاح غدا .. فنصك مصطلحا جديدا هو #القابلية_للنقد !!

لا زال الكلام متصلا..

#عبدالعظيم_التركاوي
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10201119778251192



كتاب مذكرات شاهد للقرن

http://www.goodreads.com/book/show/6393174?ac=1



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق