الجمعة، 22 نوفمبر 2013

محاضرة Ingrid Mattson في برلين

فاستبقوا الخيرات..

كل تفصيلة في الحدث كانت مثيرة للاهتمام..
الأكاديمية الكاثوليكية في برلين Katholische Akademie in Berlin تستضيف الدكتورةIngrid Mattson 


السيدة الكندية التي قامت برحلة عقلية و روحية في الإسلام و الديانات.. ثم كانت أفكارها الملهمة (مزيج مبهر بين الروحانية الصوفية و أفكار مدرسة الإحياء و التجديد) و أول سيدة ترأس اتحاد مسلمي أمريكا الشمالية..

و بدأت المحاضرة و تحدثت انجريد بعذوبة و منطق و إلهام.. 
كانت كلماتها معزوفة جميلة في حب الله و البشرية و الكون.. وفي تناغم بديع 
هذه من اللحظات التي تشعر فيها بالامتنان و بالتحليق في سماء الإنسانية بمعانيها الشاملة..

في اليوم التالي كانت حلقة نقاشية تجلت فيها قدرات انجريد.. ليست أفكارها فقط هي المبهرة.. و لكنها قوة روحية و مثابرة تستحق الإعجاب..

وهنا بعض أفكار من محاضرتها و حلقة النقاش (من الذاكرة و ليست ترجمة و الإضافات مني) ..ثم هناك تسجيل صوتي:


- كثيرون يؤمنون بالإله .. لكنهم لا يؤمنون بدين محدد يدعونهم في أمريكا Nons (خمس الأمريكان هم كذلك و بالذات في الأجيال الجديدة) .. نظرتهم للدين سلبية باعتباره لعبا دورا سيئا في التاريخ .. هذه حقيقة تصطدم البعض في البداية

- المهاجرون المسلمون لأوروبا ينتمون للإسلام ثقافيا (لم يكن اختيارا شخصيا بالضرورة و لكن نتيجة تفاعل مع بيئتهم الإسلامية).. الجيل الجديد (يسميهم البعض unmosqued .. غير مرتبطين بالمسجد بالضرورة أو الثقافة بشكل تلقائي) لديهم القدرة على الاختيار و تواجههم الكثير من الأسئلة التي لا تجد إجابات شافية من الإمام/الشيخ .. فيعيشون في الغالب مع ظلال كبيرة من الشك .. إنه جيل مختلف يستحق رؤية مختلفة!

- .. we are not self-made men and women .. we are formed in our environment
لسنا منعزلين .. نحن نتاج بيئتنا .. و لذا فهم البيئة التي نزل فيها النص الإلهي يمكن من خلاله أن نفهم الكثير .. (إضافة: و فهم اللغة العربية يشكل مفتاحا هاما أيضا)

- نشأت انجريد كفتاة كاثوليكية .. تميل للتعاطف الإنساني كما ربتها أمها .. و أحيانا يأتيها الشعور أن هذا الجزء لازال مكونا هاما في شخصيتها
- كانت بدايتها الأولى في بيشاور تسمع عن الوهابية و فصل البنات و عدم تعليمهن و يكفرون الناس.. إنه مزج العادات بالإسلام ثم تفسيرها بنصوصه .. و هذه أزمة مستمرة !! Justification by islam

- تعاليم الإسلام ليست مجرد دليل إرشادي للإنسانية و علاقتها بالإله .. المكنسة الكهربية تحتاج لدليل استخدامها .. لكن الإنسان بحاجة لما هو أكثر .. و حياتنا ليست مكرسة -مثلا- لتنظيف السجادة كالمكنسة .. 

- انظر مثلا لتعامل الإسلام مع قضية المياه و اهتمامه االبالغ بها .. (وجعلنا من الماء كل شيئ حي .. لا تسرف في الماء و لو كنت على نهر جاري .. و..) .. إنه اهتمام يتجاوز حدود التعاليم للاهتمام بالعالم كله
- الإسلام يدعونا لفهم كينونة العالم .. في فهم التواصل الروحي و العضوي بين مكوناته the connection in the world has to be understood

- نحن بحاجة للحظة راحة مع النفس .. لسكينة .. خلوة روحية .. إعادة التفكير .. هذه من اللحظات التي تصنع العالم .. 
تتذكر انجريد قصة سيدنا زكريا (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) .. 
العقل يحتاج لبعض لحظات لتفهم العالم و زكريا احتاجها لفهم المعجزة .. 

و كذلك السيدة مريم العذراء (و هنا تتحدث انجريد بعذوبة بالغة في قاعة الأكاديمية الكاثوليكية) .. كانت مريم بحاجة للحظة استيعاب .. لهدوء روحي بعد وضعها للمسيح (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) 

الإمام أبوحامد الغزالي ..فقد القدرة على الكلام لفترة .. كان صامتا في خلوة .. و بعدها تغيرت أفكاره تماما لينتج أعمالا عظيمة .. نحن بحاجة لتلك اللحظات .. لنعيد صياغة أنفسنا و علاقتنا بالعالم.

- أفكر أحيانا أن عائلتي هي نواة my family is the nucleus of the world التي تتفرع منها كل عائلات الجيران ثم العالم .. في مسارات إنسانية مشتركة تتفاعل مع بعضها..

- كان شرح أحد الأساتذة العلمانيين لمفهوم العدل مبهرا .. و هنا تذكرت شيئا .. هو يتكلم فقط عن اسم واحد من اسماء الله .. و هناك 99 اسما يحملون معان مشابهة ..

- هناك شعور دائم يواجه الأقليات بأن كل شخص هو صورة لها و بالتالي نراقب أداء بعضنا البعض .. من الجيد أن نسعى للاهتمام بالآخرين .. و لكن لا ننسى أن نهتم بصورتنا الفردية أولا .. إنها أولى بالاهتمام

- نتشارك المسار الإنساني .. الفطرة الإنسانية .. لا حاجة لكل ذلك النزاع .. أتأمل خطاب القرآن (يا بني آدم..) .. و نحمل المبدأ معنا (فاستبقوا الخيرات..).

---
و هنا تسجيل لمحاضرتها .. قام به صديقنا Mohamed S. Ibrahim



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق