الخميس، 20 يونيو 2013

في رثاء العم .. بسطاء الحياة !!


ما أجمل مشاعر بسطاء الحياة ..
يأتي الموت إليهم كحقيقة أبدية في الحياة .. لا حيلة لهم أمامه .. تنساب دموعهم بهدوء و بتسليم مدهش بأقدار الحياة .. و الأمل دوما معقود بلقاء في عالم أفضل كثيرا ، يستعيدون معه إنسانيتهم المتعبة في هذه الدنيا متقلبة الحال!

تسبح بك الخواطر بعيدا .. 
تتذكره بقامته الممشوقة و هو يحملك بين ذراعيه طابعا قبلة الأب الحنون المحب للحياة في الأطفال القادمين إليها بعيون لامعة و أمل كبير.
تتذكر مشاركته إياك فرحك و حزنك .. دعواته المتدثرة بدموعه و هو لا يقوى على مغادرة فراش مرضه آسفا لأنه في هذه المرة لن يستطيع المشاركة .. 
تستعيد ذاكرتك آهاته المحلقة من أوجاع كبده و قلبه الذي ناء بتعب السعي فاستكان بين ضلوعه .. شخوصه للسماء بناظريه .. سائلا الراحة الأبدية فيشاركه الكون كله الدعاء الحميم .. لتحل عليه إجابات القبول السماوي و تنغلق العينان بهدوء من نال الأمنيات و حانت عنده ساعة الرحيل!

تتذكر كلمات الرسول الكريم (يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة) لا تذكر الرواية إسما و لا صفة غير أنه (ينام و لا يحمل في قلبه غش و لا حسد) .. و الحديث عن أولئك (الأتقياء الأنقياء الأخفياء ..) .. تعود لك صورته بلحيته البيضاء و ابتسامته الجميلة رغم كل الآم الحياة .. فلمن خلق النعيم إذاً ؟! إن لم يكن لمثله فيها نصيب كبير!

تدرك مع كل خطوة في الحياة بأن الذكر يبقى دائما لأهل القلوب المغسولة بطهر المشاعر..
يكفي مرورهم العابر في حياتنا لإعطائها بعضا من جمالهم .و طهرهم. و إن لم يشغلوا الدنيا و لم تنشغل هي بهم .. فكان رحيلهم هادئا. 

فقط يأتيك ذلك الحزن النبيل يتسع مكانه في قلبك تنساب دمعتان .. و أمنيات بأن يوم الجمع ليس ببعيد .. و يأتيك التساؤل الكبير ماذا عملنا لنستحق مكانا جوار أولئك الكرام حين يحل عندنا نداء الرحيل!

رحم الله عمي سفيان و أثابه الجنة بجمال روحه و وضاءة قلبه و صبره الكبير على شدة مرضه.

http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200583745930719

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق