وطننا ينقصه فقط نظام محترم يستطيع أن يؤطر كل قيمنا الإنسانية و تراكماتها التاريخية..
نحن لا نختلف عن أي مجتمع .. بل أكثر غنى و قوة لكننا نحتاج لأن نعمل الكثير من أجل خلق نظام سياسي يفهم رسالته جيدا من أجل أمة عظيمة لكنها مُرهَقة جدا بعد كل تلك السنين!!
ذهب أحمد الشقيري لأوروبا و اكتشف اختفاء أدوات الرقابة المباشرة في المواصلات و الشراء و إعطاء الناس مساحة أكبر في الثقة و الأمان المتبادل فيما بينهم و بينهم و بين الدولة ..
هناك دولة ساهرة لأجلهم و إعلام يحترم عقولهم .. و وجبات ثقافية تغذي قيمهم .. فسادت الطمأنينة بين الناس
لو اخترنا مجتمعا صغيرا في مصر .. أتوبيسا نحاول تطبيق هذه المبادئ فيه .. مفيش كمسري و لا مفتش .. الراكب هو اللي ياخد تذكرته بنفسه و يضع النقود في صندوق .. لا رقابة هنا إلا للضمير .. ما توقعك للنتيجة كم نسبة من سيلتزم بالدفع؟!
الإجابة هنا:
http://youtu.be/2SiX7LeMfhU
عموما حلقات خواطر كلها رائعة و تستحق المتابعة مع حلقات معز مسعود أيضا بمفاهيمها الإنسانية الراقية.
---
في تلك اللحظات جمعنا و الأصدقاء السحور و الحكاية ..
كان النقاش عن الأخلاقيات و السلوكيات في مجتمعاتنا:
يحكي لي صديقي الحكاية التالية:
في زمن الإقطاع كان المزارع يعمل في الحقل و يعطي العائد للمالك بأمانة و يتحصل رزقه المقرر طبقا للعقد بينهما..
الآن و في عهود الجمهورية عينت الحكومة وزيرا الذي عين مفتشا و بينهما سلسلة من البيروقراطيين ..
يعود الآن نفس المزارع و يتحايل لعدم إعطاء الإيراد كاملا .. لأن الدولة تتحايل عليه فتعطيه أقل القليل و هو يدرك أن المفتش و رؤساه يسرقون معظم العائد .. هكذا يبدأ الفساد رأسيا من قمة الهرم ليتوغل بلا انتهاء ..
حكت لي فتاة من الجيل الثاني كيف أن ثنائية الوطن (المنظم و الفوضوي) كانت تضعهم في لخبطة غريبة ..
مثلا لما يرجعوا مصر
(فين صندوق الزبالة عشان أرمي الورق) يكون رد الأم ما فيش هنا صناديق زبالة أرمي عادي ..
بعد العودة لألمانيا:
بتعملي إيه الورق بيترمي في صندوق الزبالة مش في الشارع .. بس أنتي اللي قلت لي .. لا دا في مصر مش هنا!!
ليس ذنب الوطن و لا أهله .. و إنما سوء إدارة للدولة مثير للحزن و الغضب أيضا
مثل هذه الحكايات الكثير .. أردت فقط -كعادة الرواي- أن أؤكد وجهة نظر ..
الإنسان تميل سلوكياته العامة طبقا لما يفرضه النظام العام ..نعرف بيت الشعر الشهير
إذا كان رب البيت بالدف ضاربٌ .. فشيمة أهل البيت الرقصُ !!
كنت يوما اتنزه مع تلامذتي حين فاجأتني طفلة مصرية (يااه الريحة كاكا زي مصر) كان هناك رائحة ما سيئة في الجو ..
أغاظتني الفتاة الرعناء و نقحت عليّ مصريتي فعاجلتها بالتوبيخ فقالت ببراءة (مصطنعة .. يكونون أشرارا هؤلاء الأطفال حين يريدون) هي الريحة كده في مصر !! هذه حكاية للدعابة فقط .. أما باقي الحكاية ففي المرة القادمة ..
الجو حار جدا اليوم .. لله الأمر و رمضان كريم
عبدالعظيم التركاوي
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200825221727463
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق