لا أريد أن أفوت حكاية عيني الزومبي هذه المرة أيضا .. و لذا ربما كانت خواطر اليوم أطول من المعتاد .. عودة إذا .. تسلية ما بعد صيام اليوم الطويل
كتبت لسكرتيرية الجامعة بأن تتوقع وصول أول مصري لتشجيع فريق مصر القومي في كأس العالم في ألمانيا .. هكذا كنت مخططا.. لكن و يا للأسف خذلنا أبناء شحاته و لم يصعد فريقنا القومي لكأس العالم .. و كانت هناك أيضا صعوبات اللغة الألمانية بمتشابهاتها و تركيباتها الطويلة (كما قال صديق: بيعملوا من الفسيخ شربات!! .. لناوقفة مع الشربات مستقبلا) .. فضلا عن عوائق لوجستية في انهاء اجراءات السفر!!
تأجل السفر عاما آخر و اكتفيت بمشاهدة المباريات في نادينا الرياضي بصحبة الرفاق و كوب السحلب العبقري (هذا اختراع مصري لم يتوصل العالم لمثله بعد .. هو من أسباب الحنين لمصر في شتاء برلين اللانهائي).
وصلت في الصيف في أواخر يونيو تحديدا .. كانت المشاهد الخضراء ممتدة بامتداد البصر و مافيش حبة رمل أصفر في الطريق ؟! كله خضرة و .. بقر!!
مش عايز أحس بالغربة قوي كده!! في هذه اللحظة أوحشتني جدا رمال الصحراء الغربية!
الأبقار في تلك المراعي الخضراء الممتدة مهندمة (زي إعلان لبنيتا الشهير .. مين دول يا ثعاد؟ دول جواميس يا ثؤثؤ.. أمال إحنا إيه؟ إحنا بقر!) الإعلان الجديد في رمضان هذا العام من لبنيتا بيقول كفاية بقر .. بيعملوا مشاكل و مولوتوف!! .. مش واثق من الموضوع ده قوي .. قصدي انتهاء عهد البقر!
كانت الأمطار غزيرة حقا !! فكرت في تلك البلاد التي لا تعرف الصيف كما خبرناه نحن المصريين ، تعودت لاحقا أن أحمل جاكيتا خفيفا و شمسية .. لا يجب أن تثق في الطقس هنا أبدا!! هناك مثل ألماني يقول (اتنين لا تثق فيهما أبدا .. الطقس الألماني و …… ) الأخرى لا استطيع قولها هنا هناك عقوبات داخلية لا شك .. و خشية من انقلاب داخلي .. كفاية انقلاب واحد في بر مصر !! ما علينا..
في محطة الوصول كان أول ألماني يتحدث معي (متسول) في محطة فرانكفورت تحدث بألمانية متمسكنة (عندي ولاد و عيلة و عايز قرشين) كنت مصعوقا من فقر الألمان المدقع و أنا أرى الرجل مترنحا و زجاجة البيرة لازالت في يده ، كان واضحا أنه يريد المال لشراء المزيد ..
عرفت أن ألمانيتي لن تسعفني أبدا في هذا الاختبار الصعب (آسف ما بتكلمش ألماني كويس) هكذا رددت عليه ..
لأجد الرجل مصرا (ما فيش مشكلة !! أنا فقير و عندي عيلة و ولاد و عايز قرشين) هذه المرة بالإنجليزية .. مثقفون هؤلاء المتسولون في ألمانيا! ..
أُعجبت به صراحة لكن لم أكن أحمل أي فكة معي!.
وصل القطار و تكلمت مع (الكمسري) الشيك عن موعد المغادرة (بألمانية مكسرة) .. فقالت سيغادر حالا .. و حينها وجدت صاحبنا المتسول يقف خلفي بعينين تشبهان الزومبي (ما بتعرفش ألماني هه!!) جررت حقائبي سريعا .. مش عايز أبدأ سجلي في البلد بخناقة!!
عرفت بعدها نظرية (المتسكعين) الذين يسكنون الشوارع و محطات القطارات و يجمعون المال لأجل الشراب في الأغلب رغم حصولهم على مساعدات من الدولة .. مفهوم الفقر هنا خادع تماما!! فقير بلادنا هو من لا يجد قوت يومه و متطلبات الحياة الأساسية .. الفقير هنا من لا يجد متنفسا لبعض رفاهيات الحياة البسيطة!
اللقاء الثاني كان مع سائق تاكسي .. و ما إن عرف أني قادم من أم الدنيا حتى تغزل في جمال المحروسة و أهلها و الغردقة التي أحبها .. سأجد لحظات الفخر هذه كثيرا مع أولئك الذين يعرفون وطننا أكثر مما نفعل .. مصر أجمل كثيرا مما نظن .. هم يدرسون تاريخنا مع خطواتهم الأولى في الدراسة
أتذكر قصة جميلة للعم بهاء طاهر حين تساءلت عجوز فرنسية عن قدماء المصريين العظماء .. لا أعرف كيف انقرض هؤلاء العظام؟! رد الرواى بسرعة: هيه نحن أحفادهم!! ردت العجوز بمكر: إذا كان من هذه الناحية فربما تكون محقا!! …
هل انقرضنا فعلا؟! نحن لا زلنا هناك !! هل رأيت ميادين مصر اليوم؟!!
عبدالعظيم التركاوي
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200727186196636
رمضان كريم 2: فوجئت أن غدا رمضان .. إنها الجينات المصرية العبقرية!!
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200727728090183
رمضان كريم 3: حين تناولت زجاجة الماء خطأ .. فكان رد المحتالين .. حراااام ..آنت صائم
http://www.facebook.com/terkawi/posts/1020075414219051
رمضان كريم 4: هل تزرعون لسان العصفور حقا في مصر يا عبده؟!!! فضحكت بلا انتهاء..
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200759268798681
رمضان كريم 5: حين تأكل الملوخية بعيدانها و أوراقها و لا بديل .. اختراع المخرطة لم يصل هنا بعد !!
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200773724440063
رمضان كريم 6: الوطن .. مرة أخرى
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200769880223960
رمضان كريم 7: في انتظار جودو ..
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200786943330527
رمضان كريم 8: العاشر من رمضان و حكايات أخرى
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200791271758735
رمضان 9:
فنظر لي بعيني الزومبي قائلا : ما بتعرفش ألماني ..ههه؟!
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق