الخميس، 2 يناير 2014

تفكيك..

الواحد ممتن فعلا للدكتور خالد فهمي إنه أعادنا في مقاله للبوصلة الصحيحة في تناول ظاهرة سبايدر و تعامل الدولة المضحك بمرارة حينا و الباعث للريبة أحيانا و لكنه في كل الأحوال مثير للقرف.. وسط الإنفعال دا كله بننسى القناعات أحيانا .. (بشكل شخصي شاكر لدكتور فهمي إضافته النقدية بالنسبة للدكتور جلال أمين..).. 
هحاول أفكك الأمر بشكل متسلسل..
ممكن نلخص المسألة في غياب الوعي.. و الوعي يتطلب تعليماََ حقيقياََ (مدرسة مجهزة نوعا ما/جامعات بحثية/كوادر مؤهلة/أدوات حقيقية للبحث العلمي/ تعليم نقدي/مهارات تحليلية/…). 
ربما التعليم ليس طريقاََ مباشراََ لخبرة عملية .. لكنه يمثل نقطة إنطلاق .. يمهد بشكل ما لفكرة الإبداع في العمل لاحقاََ..بالطبع يتطلب الأمر تنمية الحس النقدي و التفكير الحر و خلفية علمية/بحثية معقولة و هذه هي الأشياء المفتقدة في التعليم عندنا .. مؤكد أن هناك أساتذة و معلمين كثر رائعين لكن المنظومة التعليمية ككل هي المشكلة الأكبر .. و بدون أي أمل -للأسف- في إصلاح حقيقي لها في ظل الظروف الحالية و مع الجيل الحالي الممسك بتلابيب الأمور -للأسف مرة تانية-.. و لأن إصلاح المنظومة التعليمية لا يمكن أن يتم دون إصلاح سابق أو موازي للمنظومة السياسية التي يمكن أن تستوعب أهمية التعليم فتدفع لتطويره..

على أي حال.. الواحد ممكن يطور نفسه بنفسه مع تحمل الصعوبات و المجهود المضاعف.. لكن المشكلة الثانية ستكون في نوعية سوق العمل عندنا و المبني على النمطية الاستهلاكية و تلبية نداء المكسب السريع بأقل التكاليف. و هذا النظام يقمع -في الأغلب- أي فكرة مبتكره و بالطبع ليس هناك فرصة للتجريب أو البحث.. نحن بحاجة هنا لتطوير شامل...ليس المنظومة وكفى و لكن بتغيير ما لطبقة رجالة الأعمال السماسرة المبنية أعمالهم على مبدأ اربح سريعاََ و بتوحش و دون أي مسئولية مجتمعية أو مساهمة فعالة في تطوير المنظومة المجتمعية.. (بفتكر دايما لحظة المواجهة بين سليم البدري رجل الصناعة و ابنه علي رجل السمسرة في عهد الانفتاح .. بعد إطاحة علي لوالده من إدارة المجموعة و تحويل نشاطها من الصناعة الحقيقية لأعمال السمسرة .. يأسرني المشهد فعلاََ بين يحيى الفخراني و ممدوح عبدالعليم في ليالي الحلمية) .. و دا محتاج شغل آخر كثير لتشجيع الأنشطة الابتكارية و القضاء على الاحتكار لخلق أجواء منافسة حقيقية .. مؤكد إن هذا لن يتم بعيداََ عن المنظومة السياسية.. 

فيه تجربة صغيرة هنا.. كان هناك أمل بعمل network هايلة بين ألمانيا و مصر بصورة محدودة مبدأيا و كانت هناك بدايات مبشرة.. نوع من بروتوكولات التعاون يسمح بتأهيل الكادر العلمي المصري بدءاََ من مرحلة الماجستير بأعداد صغيرة و تخصصات محددة يساعد في خلق بيئة علمية مختلفة نوعاََ ما (مجهود أهلي بحت) .. تحطم كل ذلك مع سمعتنا المتدهورة و تعقد الأمر في مصر مع تداخل العسكر مع كل تفصيلة في الحياة السياسية و هو أمر محظور و يمثل عقدة مستعصية لدى الألمان لا يمكنهم قبولها تحت أي ظرف .. 

إذاََ يبقى الحل في تغيير المنظومة كاملة .. و دا مستحيل تقريباََ مع الجيل الحالي (الكبير) .. ممكن بصعوبة مع الجيل الشاب دا بافتراض البدء حالاََ .. و يبقى السؤال الجدلي هل بمسيرة إصلاحية (ثبت فشلها منذ جيل أمانة السياسات بفرعيه النفعي و الإصلاحي .. حتى عهد مرسي بمهادنة الدولة العميقة أو التحالف معها أياََ يكن) أم بعمل تغيير شامل أو بمعنى آخر ثورة جديدة (وعلى ما يبدو أن الثورة الجديدة لا نبدو مستعدين لها قريباََ -أقصد بالشكل المأمول- بسبب الانقسامات الحادة في الصفوف الثورية و التوحش السلطوي الغير مسبوق) .. الحل الأخير هو عمل مجتمعي أهلي طويل المدى لا يُؤتي ثماره سريعاََ لكنه يصل لمحطته المثمرة في النهاية و هذا يتطلب جيلاََ متفقا على الحد الأدني من القناعات المشتركة للتأسيس لعمل مدني حقيقي لصالح المجتمع. 
مش عارف و الله حيرة كبيرة.. الشعب المصري ربما يقرر قريباََ بطريقته التي ربما لا نعرفها بعد في التعامل مع كل تلك الأزمات المتصاعدة و فشل الدولاتية الذريع.

تبقى المعضلة الأهم التي تغرق فيها الدولة المصرية الآن: خناقة أبوعرايس مع سبايدر على حقوق الملكية الفكرية لحل الشفرة .. الدولة مشغولة بالتحقيق مع أبلة فاهيتا.. و المجتمع ينتظر ماراثون 2014 .. 
هنا يغمض الإنسان عينيه بهدوء مفتعل عند هذه النقطة و بيحاول يركز على البوصلة و القناعات و لكنه ينسى أحياناََ.

مقال دكتور Khaled Fahmy
https://www.facebook.com/khaled.fahmy3/posts/10151800126626360
حلقة ليالي الحلمية.. المشهد في نهاية الحلقة الدقيقة 40 
http://goo.gl/WVo61Y

https://www.facebook.com/terkawi/posts/10201885950005007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق