السبت، 18 يناير 2014

من وحي العشرية الجزائرية .. تعقيب

عن مقال العشرية الجزائرية..
- كان الهدف هو عرض ثلاث حكايات تمثل ثلاث أوجه متطابقة إلى حد كبير لما يحدث في مصر ..و تفكيك المشهد لمحاولة الفهم .. أوقات مزعجة تلك التي قضتيها في قراءة التجربة الجزائرية وهناك دروس كثيرة و لكن طريق الحل يبدو شائكا بحق..
- بعض الأصدقاء المعلقين على البوست الماضي يسألون ما الحل؟ بحاول أفكر زيهم و زي كل مصري حابب أشوف بلدنا أفضل كتيرا.. الإجابة ليست سحرية و لا آنية على ما يبدو.. !! لكن ربما يقودنا التفكير المبدأي لمجموعة من الأفكار الأولية.. و الكلام هنا في مجمله حصيلة نقاشات لا بأس بها.. وهو إثارة لتساؤلات أكثر منه تقديم لأجوبة..

- مبدأياََ: الأمم كالأفراد تتعلم في الغالب من تجربتي الصواب و الخطأ (ومهما كان درس التاريخ بليغاََ.. للأسف يعني) ومن ثم نخطئ ثم نقع لنتعلم الوقوف.. و هكذا.. المفزع فعلا هو كم من الثمن يجب دفعه لنصل لمرحلة القناعات المشتركة بيننا كمجتمع (بلورة رؤية مشتركة) ؟! .. و خاصة بعد دخول العسكر المعادلة بشكل فج) .. 
- بالنسبة لمسألة الاختيارات فمعقدة فعلا.. و اعتقد ان المشكلة الأساسية مبدأيا هو في الاختيارات الحدية.. و ممكن تكون المشكلة الأكبر في القبول بالاصطفاف على أساس الانتماءات المتعارضة (ما كانش وقته أبداََ) أو الرضا بقبول سلطوي/عسكري (ما يسمى بالإسلاميين قبلا و ما يسمى بالكتلة المدنية لاحقاََ،، محتاج أكد إني لا أحب الوصفين البدائيين إسلامي/مدني).. و الأزمة تجسدت حين نجح العسكر بداية في كسر المعادلة العبقرية الكل (الكتلة الثورية) ضد واحد (مبارك ثم المجلس العسكري) و في لحظات تقرير المصير كالتي نمر بها و تتطلب اصطفاف وطني حقيقي.. عموماََ هذا الكلام أشبه مرثية بكاء على اللبن المسكوب في الوقت بعد الضائع..
- استراتيجية الإقصاء أو اللعب على تنافر الأقطاب ليس حلاََ و إنما هو استمرار في إحراق الأرض المشتعلة أصلا.. بشكل آخر أن ندرك ببساطة أن كفاحنا المرحلي واحد و هو تأسيس دولة العدالة و من ثم إيجاد المنظومة السياسية التي من خلالها نستطيع إدارة خلافتنا الفكرية والسياسية بحد معقول من الأمان المجتمعي و دون خشية من انقلاب على القواعد .. (دا بافتراض أننا جميعا نبحث عنها).. قراءة سيرة مانديلا (رحلتي الطويلة من أجل الحرية) تشرح تجربة عميقة في هذه المسألة في أيام الكفاح و ما بعدها .. و محمد أبوالغيط كتب مقالين متميزين انطلاقا من ذات النقطة.
و بالمناسبة..كل الصراعات الفكرية و السياسية التي نعيشها ، تعيشها أوروبا كمثال.. أوروبا محملة بعبء تاريخي ثقافي و اجتماعي و قومي كبير.. بشكل آخر ربما.. لكن يظل النجاح العبقري عندهم في القدرة على إيجاد قواعد صارمة -لكن عادلة - يستطيع الجميع إدارة الخلاف من خلالها.. أعتقد أننا بحاجة لوقت طويل نسبيا لنصل للحظة مشابهة.. 
- هل يمكن أن نصل لقناعة أخرى أن خلافتنا الحالية (الآنية/ المرحلية) مش بينية كمجتمع يحمل اتجاهات فكرية مختلفة.. لكنها بين مجتمع حر و نظام سلطوي أيا كان اتجاهه الفكري و زيادة الطين بلة هو أن يكون عسكري أو شبه عسكري.. و ما أعرفه من تجارب أوروبا و أمريكا اللاتينية و أفريقيا أنه إذا وجد العسكر قي ميدان السياسية و لو من خلف ستار فلا أمان..!!
- في أوقات فرحتنا الأولى بعد التنحي كان أصدقائي الذين لهم خبرة مع العسكر (صديق ألماني متخصص في العلوم السياسية - أستاذة جامعية من رومانيا- زميلين من أمريكا اللاتينية و آخر من صربيا) كانوا جميعا يتعجبون من فرحتنا المبالغ فيها بعد تفويض مبارك للمجلس العسكري.. و يرون في العسكر شر دائم إذا دخلوا السياسة أحرقوها.. كانت لديهم أسباب منطقية تؤكدها التجارب و كنت أعارضهم بشكل ما !!
صديق باكستاني كان خائفا لحظتها على مصر بشكل حقيقي من تحولها لباكستان أخرى .. قال لي كلاما أتذكره الآن بمرارة : في باكستان يقولون أن النمر إذا تذوق لحم بشري فهو لن يستطيع تذوق أي لحم آخر.. و كذلك العسكر إن تذوقوا السلطة فلا سبيل لأن يرضوا عنها بديلا أبداََ.. بدأ ذلك قبل 60 عاما من الآن.

العشرية الجزائرية.. 3 حكايات:
https://www.facebook.com/terkawi/posts/10201868669012993
رحلتي الطويلة من أجل الحرية- نيلسون مانديلا:
https://www.goodreads.com/book/show/6481644
مقالي Mohamed Abo-elgheit
http://www.almasryalyoum.com/news/details/342454
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=19122013&id=37b67d51-3d5c-4044-9786-807ab6f95ca2

https://www.facebook.com/terkawi/posts/10201882918009209

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق