السبت، 18 يناير 2014

في تأبين الدكتور رفعت إسماعيل

في وسط الهلاك دا كله و الإسفاف المتراكم يجيي من العالم الموازي حاجة تفكرنا بأننا لسه من بني البشر الحالمين المتجمعين بكوب الشاي نتبادل الحكايات و الأحلام و عندنا حاجات حلوة تستحق لحظة استراحة .. و كعادة رفعت إسماعيل يفاجئنا بعد منتصف الليل هذه المرة بحفل تأبينه..

افتكرت هنا حكاية.. 
كنت في ندوة في معرض الكتاب 2006 و كان المحاضران أحمد خالد توفيق و نبيل فاروق.. افتكر أنه لم يكن هناك مدير للندوة و كان هناك مشكلة في الصوت والإضاءة خافتة للغاية في الخيمة.. و بينما كان نبيل فاروق جالسا كطاووس مجنح ببدلته الأنيقة و كرافتته الفاقعة -(كنت أفكر أنه يفكر الآن في طريقة مبتكرة يضرب بها بطله أ.ن المقاتلين العشرة المحاصرين له بدبابة و هليكوبتر مقاتلة وقنبلة نووية و دون أن يصاب هو بخدش واحد)- قام أحمد خالد توفيق بقامته النحيلة المنحنية قليلاََ و بتنهيدة طويلة و كأنه يبذل مجهوداََ خارقاََ ليتفقد جهاز الصوت و قام بضبطه ثم عاد لمقعده بهدوء .. و للحظة خاطفة و في الإضاءة الخافتة بشدة ظننت أن من قام هو رفعت إسماعيل بشحمه و بدلته و شعره المشعث ولكنه كان حالقاََ شنبه الشهير كنوع من التنكر الخائب..
في هذا اليوم تحدث نبيل فاروق بإسراف و تحدث أحمد خالد توفيق باقتضاب فاكر كلمتين قال فيهم: إنه مش عايز يمتهن شخصياته لدرجة كتابة 180 عدد يكونوا في الليمون و أنه يخطط لنهاية ما قريبة .. أخذنا الموضوع بجدية فظيعة في الوقت الذي اتجهت فيه كل الأنظار و بابتسامة معبرة إلى نبيل فاروق الذي كان قد تجاوز هذا العدد :)


الواحد مدين لأحمد خالد توفيق بحاجات كتيرة ..أولها أنه كان نجدتي من عالم نبيل فاروق اللي استمتعت بيه (ما انكرش) في أيام الطفولة البائسة بصحبة الأحلام الهرقلية مع أ.ن و نور .. سلاسله الجميلة ما وراء الطبيعة و سافاري و فانتازيا .. ترجماته الرائعة في روايات عالمية للجيب (لدرجة بقت مش مخلياني قادر على قراءة الروايات الأصلية).. أتذكر يتوبيا الذي كتبها و كأنه ساحر ينظر في بلورته المسحورة .. مقالاته الإسبوعية المكتوبة بصدق و مهارة تحليل حقيقية مهما كانت درجات الاختلاف معها أو خيبة الأمل أحيانا.. قصاصاته المتناثرة .. الأجندة الزرقاء التي عرفت منها أفلام جميلة و أخرى مملة..
افتكرت حاجات كتيرة و تفاصيل صغيرة في قصصه التي قرأتها لكن لقيت ناس أمهر كتير في تذكر تفاصيل أكثر هنا في الإيفنت الموازي لتأبين رحيل دكتور رفعت إسماعيل
.. لم أقرأ العدد الأخير .. دا ثمن الغربة في بلاد لم تعرف قيمة الراحل و الكاتب بعد .. لو تبرع شخص ما بوضعه على فورشيرد سأكون ممتنناََ بشدة و الله:)


أتمنى أن يصل الإيفنت لأحمد خالد توفيق .. ممكن تكون إيه مشاعره في لحظة زي دي و هو شايف جيل كامل مرتبط بكتاباته بالشكل الجميل المبهج ده .. دي من الحاجات القليلة اللي بتفكرنا إننا لسه موجودين و بنعافر...
https://www.facebook.com/terkawi/posts/10201954820406724

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق