الأحد، 14 سبتمبر 2014

Abdou Alterkawi - September 14, 2014 at 04:13PM

مش عارف على وجه التحديد إن كان ذلك مبهج أو يغيظ أو هو خليط بينهما..

كلما خرجت بطريق الخطأ من باب مختلف بطريق الخطأ في أحد محطات المترو أجدني في مواجهة جنينة و فيها الجزء المخصص لألعاب الأطفال أو بجوار غابة صغيرة تحكي تاريخا عن امتدادها على مساحة المكان..


في المدينة الممتدة على أرض مسطحة مساحتها 3 أضعاف القاهرة و رغم تمددها العمراني المتنامي كل عام٬ إلا أنهم قادرون على الحفاظ على أشجارها و بحيراتها التي يتخللها العمران و المصانع و المباني الشاهقة٬ و برلين التاريخية لا زالت بمبانيها و شوارعها التي لا تزيد عن حي الآن..

في برلين٬ السكن في مبنى أثري يمثل تكلفة مرهقة و يحتاج الساكن لإذن السلطات لدق مسمار في الحائط و في القاهرة تقوم السلطات نفسها بالتخلص من مباني المدينة الأثرية٬

النسبة الأكبر من مساحة برلين خضراء صافية كأعلى معدل ببن عواصم العالم و مساحتها المائية مدهشة.. و القاهرة تردم حدائقها و ضفاف نيلها كل ليلة.

برلين كما يصفها عمدتها مدينة فقيرة مدينة لكنها مثيرة و غنية بتاريخها و 170 متحف تحكي حكايات جذبت ملايين السياح.. و القاهرة مدينة غنية بشركاتها و مصانعها و تاريخها العريق و لكن يتناقص سياحها كل عام..


قبل أسابيع كنت في رحلة عبر المدينة في مركب يبحر عبر نهر شبري و وجدت كل المشاهد التي اعتدتها من البر أكثر سحرا في إطلالتها النهرية.. ضفاف نهر شبري يطل عليها مبني الرايشتاج البديع الذي صمم قبته الشمسية إبراهيم سمك و مبنى المستشارية و محطة برلين الرئيسية التي هندسها هاني عازر٬ و جناين مفتوحة و غابات.. لم أجد جزءا من الشاطيء مخصص لصالح نوادي الجيش أو الشركات الخاصة.. فقط كان جمالا خالصا يتمتع به سكان المدينة دون النظر إلى ما يمتلكونه من حطامها..

و حين أقارن صور القاهرة العريقة في عصرها الذهبي في ثلاثينات و أربعينيات القرن الماضي و صور آخر جولة حقيقية لي فيها أدرك كم الجريمة التي ارتكبتها عهود متتالية من أنظمة القبح في حقها و حق أهلها..


فلنكبر الصورة قليلا..

مساحة ألمانيا ثلث مساحة مصر و عدد سكانها يساوي عدد سكان المعمورة إلا قليلا٬ مصر تشتكي البطالة و ألمانيا تشتكي من نقص الأيدي الخبيرة..

ألمانيا تشتكي من ارتفاع نسب العجائز و مصر تشكو ارتفاع نسبة شبابها..

ألمانيا دخلت حربين طاحنتين دمرتا البلد تماما و نهضت مرتين لتصبح عملاقا اقتصاديا مبهرا و مصر خاضت حروبا سريعة على أرض ضفتها الشرقية تشتكي إلى اليوم تبعاتها..

ألمانيا تم احتلالها مرات و انقسمت لبلدين و توحدت على شفا انهيار اقتصادي و انتقلت من ملكية لفيدرالية ديمقراطية و مصر ظلت موحدة لم يصبها الانقسام من فجر التاريخ و انتقلت من ملكية شبه دستورية لديكتاتورية متكلسة..

ألمانيا أدركت دائها الشوفيني المفرز لفاشية بغيضة و أنظمة مصر تستدعي تاريخها القومي كلما انهار بها الحاضر و عجزت عن مواجهة تحدياته..

ثم كان حصاد البلدين كما ترى..


#قصة_مدينتين

#كتاب_التمنيات

#القاهرة_غداََ


….

أهدي المقال لصديقي Abdo صاحب الكتابات الجميلة عن التجربة الألمانية..

و لصديقتي Manar التي انتظرها لتشاركني الحياة البرلينية و لنواصل معا رحلة الحياة المدهشة :)






via Tumblr http://ift.tt/1q3EVOv

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق