الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

في مسألة تجرع السم ..


نشر الأستاذ #فهمي_هويدي مقاله الأسبوع الماضي عن تجرع السم .. 
و انتظرت مقال هذا الأسبوع .. و لم أجد إضافة للمقال الأول إلا بعرض تحليلي في مجمله منطقي تماما .. لكن تظل النتيجة التي خلص إليها مبنية على منطلقات صعبة الهضم على القبول !!

خلاصة المقالين أن السم الذي يجب تجرعه هو إيقاف كل مظاهر الاحتجاج دون انتظار لأي ثمن سياسي أو تفاهم من السلطة !!

لكن مع قراءة وجهة نظري التالية ربما تخلص معي ( و ربما لا) أن الصياغة الحقيقية هي أن يتجرع الشعب كله السم و أن يرضى بسلطة الأمر الواقع و إعادة ترتيب العسكر للمشهد السياسي بما يتناسب معهم و أن نعود جميعا لمقاعد المتفرجين !!
هذه وجهة نظر منتشرة بشدة في الشارع الثوري عموما .. نطاطي المرة دي لحد المرة الجاية .. هيبقى فيه مرة جاية أصلا ؟!!

الآن شوية أسئلة أكيد ستتبادر للذهن ( و ذلك لأن الكاتب هنا هو هويدي)

- هل الاحتجاجات هي السبب فعلا في تأخر الانتقال الديمقراطي ؟! .. أم أنها في الحقيقة تمثل عائقا أمام الانفراد بالسلطة و إعادة مفهوم الدولة المهيمنة و وأد الديمقراطية ؟!

كيف أفهم الطرح مع وجود الأساطير الآتية:

#البرادعي استقال لأنه كان هناك تقدم على سبيل الفض السلمي للاعتصام عبر صفقة سياسية .. ففوتت السلطة المبادرة المتقدمة بسحق المعتصمين في لحظة تجلى فيه العار المصري كما وصفته صحف العالم .. 
لذلك فقد خان البرادعي الزعيم المفدى #السيسي الذي وقف معه على المنصة في ذات مساء كئيب في#3يوليو !!

- السلطة تقمع #الأخوان (لأنهم أصل المشكلة) ثم تمتد لكل من يسول له ضميره أن يعارض الممارسات القمعية أو ينتقد (مجرد انتقاد) استبداد و عسكرة السلطة الحاكمة حتى لو كان من خصوم الأخوان.. 
بدايات مبشرة للغاية بمستقبل مبهج بالديمقراطية !!!

- مداهمات البيوت ليلا و نهارا و اعتقالات بالجملة .. 
أنت تعطيهم جرعة التفاؤل اللازمة لينتظروا النحر آمنين في بيوتهم !!

هناك أخطاء استراتيجة مؤكدة:

- ركون الأخوان لتحالف سلطوي محوره #العسكر .. 
لا يمكن أن يقوم #الجيش بــ #انقلاب_عسكري على الرئيس الشرعي .. ذلك كان تصريح بائس للدكتور عصام العريان .. بينما كان الرئيس #مرسي يتزاور مع أخيه في الله السيسي .. 
يا للعاطفية الآسرة !!

- في مخيلة الشعب مرسي راجل بتاع ربنا .. لكن ما ينفعش رئيس أبدا .. 
العيب طبعا مش فيه العيب في متطلبات المنصب.. النوايا الطيبة لا تكفي أبدا .. إن لم تكن لاعبا موهوبا فلماذا نزلت الملعب و رأس حربة كمان ؟! ..

إذا أردت التفافا شعبيا فالجأ أنت إليه لا أن تطلب أنت منه أن يذهب إليك .. لماذا يجب عليه أن يفعلها هذه المرة أيضا ؟!

مرسي رمز رائع للمظلوم الذي ظُلم و ظلم نفسه و ظلمه أخوانه و ظلمنا جميعا معه .. أما رمزية القائد فحكاية ثانية !!

إذا أردت التفافا فاسمع من بسطاء الناس و انزرع معهم في هموهم الحالية و الآتية .. تلك العادة التي توقفت عنها منذ حل بريق السلطة ثم تذكرتها الآن !!

- العسكر لا يدافعون عن الديمقراطية أبدا .. هذه هي طبيعة الأشياء و دروس التاريخ .. 
إنهم يحافظون على الدولة التي يفهمونها من أولئك المدنيين السيس الذين أكثر ما يستحقونه هو معسكر تدزيبي يتعلمون منه الرجولة قليلا.. 
مفاهيم مثل الديمقراطية و الحرية و الكرامة الإنسانية لا وجود لها عندهم في القاموس.. هي مجرد كلمات يلوكها الشباب الرعاع في مظاهراتهم قليلة الأدب و هم يتجرأون على النيل من الجيش الحامي السامي الذي يعيلهم جميعا !!

- ركون الثوار لمعسكر الانتظار.. خليهم بخلصوا على بعض و نفوق احنا بعدهم ؟! ففضلا عن نذالة الطرح المتناقض مع النبل الثوري.. 
إلا إنه يمثل لحظة (جميلة) يلف بها الرفيق الثوري الحبل حول رقبته بتأن مدهش .. و ما يتبقى فقط هو قدوم المنتصر من المعركة ليثبت العقدة الأخيرة و الحاسمة و .. يشد الحبل !!

ربنا يرحمها هوجة أما الثوار فكذبة أسطورية .. هكذا سيتبنى كاتب التاريخ وجهة النظر الداعمة لانتصاره .. 
مش بيتقال حاليا #25_يناير كانت هوجة قام بها الرعاع !!

في السياق هناك حقائق ربما تغيب على وقع الاستقطاب و فاشية تسلم الأيادي

- ما حدث هو انقلاب عسكري .. 
و هذا ليس مهما في ذاته لتحديد موقفك منه بالقبول أو الرفض.. لك مطلق الحرية في ذلك و تحمل تبعاته .. لكن لا تنكر على الآخرين مواقفهم

- جيشنا يستطيع القيام بمجازر و عمليات قتل .. راجع كل ما سبق
و هذا أيضا ليس دعوة لك لتبني موقف أخلاقي له ثمنه .. أنت حر !! .. البرادعي فعلها و تم تخوينه !!

- الاحتجاجات .. ربما تختلف مع منظيمها .. لا تحبهم .. ترى نفسك على يسارهم .. 
لكنك بينك و بين صورتك المنعكسة في المرآة ستعترف بأنها ربما تحافظ قليلا على معنى مقاومة الشارع للسلطة.. و لجعل انفراد العسكر بالحكم أكثر وعورة ..

- يبكي الإنسان وطنه المهدر .. 
يبكي كل شهيد و جريح و معتقل .. كل آمن يرعون بيته و أهله و عياله .. فلهم جميعا السلامة .. فلتكشف عنا الغمة يا إلــــهنا .. حنانيك .. و لتنعم على الناس بالأمان .. و الأمان !!

مقال الأستاذ فهمي هويدي المشار إليه:
http://shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=01102013&id=057b80fe-db2f-4e6a-9459-86b210489b25


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق