الخميس، 3 أكتوبر 2013

شرير الشاشة ..


هل يستحق السيسي الإعجاب ؟!!
أتذكر حلقة لـ #يسري_فودة - تلك الأيام الخالية - حين عرض حلقة ممتازة من برنامجه #سري_للغاية كانت جملتها الختامية و هو يستعرض جهود الآلة الإعلامية الأمريكية في تزييف الحقائق للتمهيد لغزو العراق 
(هؤلاء الذين يستحقون كل الإعجاب من الناحية المهنية .. لكنهم يستحقون الاحتقار من الناحية الأخلاقية) !! 
كان الحديث عن اللوبي الإعلامي اليميني الأمريكي..
http://www.youtube.com/watch?v=TjezYw5h98Y

ربما تكون مشاهدة فيلم Wag the dog مناسبا لفهم المعنى المباشر للكلمات!!
http://www.imdb.com/title/tt0120885/?ref_=sr_6

الآن يلعب #السيسي دور شرير الشاشة النموذجي الذي يفتتن به الجمهور رغم نافورة الدماء و الضياع الذي يتسبب فيها .. يلعبه بشكل استثنائي و بمهارة عالية كما ينبغي لرجل مخابرات ماكر !!

المصيبة الأكبر أن المعسكر الآخر لا يملك من يستطيع تأدية دور خيّر الشاشة بتلك المهارة .. قد يكون ذلك من حسن الحظ .. 
فقد سمئنا من نظرية المخلص البطل .. لكنك أحيانا تفتقده و تتلفت حولك - و ياللأسف - لا تجده أبدا !!

مدهش هذا الرجل في تقمص دور الحمل مخفيا الذئب بمهارة شديدة ..
تذكرت حكاية أسطورية أمازيغية:
تروي حكاية سندريلا المغاربية، الفتاة التي تعمل طوال النهار في حقول الزيتون تقطف الثمار وتحرث الأرض وتعلف للمواشي. فإذا غربت الشمس، عادت تجرّ تعبها إلى البيت، حيث يقبع أبوها الشيخ وإخوتها الصغار، تدقّ الباب فيحتار الشيخ أيفتح الباب لقادمٍ لا يعرفه ـ تسمّيه الأسطورة وحش الغابة ـ فيقضي على أولاده ولا يستطيع له دفعًا، أم يسدّ الباب في وجه من تقول أنّها ابنته… الوحش هنا بارع في التقمص كالذئب تماما !! 
يا للمأساة إنه الخوف الدائم كامنا خلف الباب .. (الحكاية معزوفة هنا)
https://soundcloud.com/halilozturkci/idir-a-vava-inouva

سأستفيد هنا من تعليق لي على بوست الصديق Ahmad Elkaeid في ذات الموضوع عن الجيش الذي له دولة !!
https://www.facebook.com/Tha2eer/posts/10151885958628648

معضلة الجيش و علاقته بالدولة تبدو كبيرة و ليس متوقع حلها على المدى القريب .. 
مكاسب الجيش كانت إلى حد ما منطقية .. لن تزيحهم هكذا من المشهد بضربة واحدة بعد 60 عاما من السيطرة الكاملة ..
مأساة مرسي الحقيقية أنه لم يكتف بطمئنتهم على دولتهم قليلا .. بل تحالف معهم ..!!

أعتقد إن إعادة صياغة علاقة الدولة بالجيش ستكون تراكمية.. لكن البداية بوزير دفاع له صلاحياته في إطار اهتمامات المؤسسة العسكرية .. يليها إلغاء منصب القائد العام في جولة لاحقة و الاكتفاء بمنصب رئيس الأركان.. 
ثم بعد ذلك و مع جيل جديد متحرر من كل تلك النمطيات سيتم فرض وزير مدني يختص بالشئون الإدارية للمؤسسة و تواصلها مع البيروقراطية للدولة..

في كل الأحوال خبرتنا الحالية و التاريخية تنبئنا بعدم الارتكان إلى #عسكر أو مجلس عسكري أبدا .. و أن إبعادهم عن المشهد الترتيبي للثورة ثم الدولة ضرورة حيوية حتى لو كان الثمن كان الاحتفاظ بدولتهم مؤقتا

فمهما بلغت ثقتك في مجموعة من ضباط أحرار متفتحين (و هم كثيرون بالمناسبة) فلا ننسى أن مرسي كان يثق في أخيه السيسي و يتزاورا في الله و ها نحن الآن نضرب الودع في إعادة تعريف تلك العلاقة المتشابكة بعد كل تلك الخسارة

خلاصة الخلاصة إذاً.. كيف نكسب الشعب من الشرير المحبوب الفاتن ؟! .. 

المشكلة إن ما عندناش واحد خيّر محبوب و فاتن .. لكن لدينا بنك الأفكار و الحقائق الساطعة

تلك الأفكار الأساسية الجامعة بعضها حالي مثل العدالة الاجتماعية المنتهكة الآن و أفكار الحرية و الديمقراطية و .. التي من متوقع أن يزيد تدهورها مع الوقت .. 

طيب إزاي ممكن يخرج الكل من عباءة الانتماء التنظيمي الضيق للانتماء الشعبي الواسع الجامع دي المسألة اللي لسه التنظيميين مش شايفينها أبدا .. و دي حكاية قادمة !!

هناك تنظيرات كثيرة في مسألة الجيش و الدولة ..
http://4hurria.blogspot.de/2013/07/blog-post.html

----

لقطات من المشهد السيسي:

يبدأ المشهد عن الأسد الذي لا يأكل أولاده (لكنه يمزقهم إربا) .. و الشعب الذي لم يجد من يحن عليه (لكنهم عيالنا الذي يجب أن نؤدبهم من حين لآخر) !!

الآن و الرجل وسط جنود دولته يتحدثون عن الدولة الأخرى المارقة ..
و بعيدا عن تهويلات تفسير الفيديوهات المتسربة .. لكن دلالة الكلمات مرعبة:

نبرة الاستعلاء في الحديث عن المدنيين السيس المتطاولين على جيشهم و تاج رأسهم بعد 60 عاما من الحماية و السيادة ؟!
https://www.youtube.com/watch?v=65RPT1QqPFw

يتحدث الرجل الآن عن الشعب المدلع الذي يريد خدمات كاملة .. فلتدفع إن كنت تريد ذلك .. ما دفعتش ما لكش عندنا .. يا للمهارة الاقتصادية و الحنية على الفقراء و المعوزين
https://www.youtube.com/watch?v=kTPKHAyjX_0

بينما هنا و في مشهد صادم تماما ..
اللي هيضرب قنابل و خرطوش من الضباط ما فيش محاكمات .. ليس هناك ما يسمى بالعدالة و القضاء .. نحن مانحو العدل و مانعوه .. و لذلك مستحيل أن تفكروا في إلغاء المحاكمات العسكرية .. أنتم ملك يميننا إذا كما حدثتكم نوال
http://www.youtube.com/watch?v=rF8Yz8J3MHI

إنه التطور الطبيعي لمكر لاعب المخابرات و نتيجة مشاهدة أفلام بشار الأسد .. هم يفعلونها و ينجحون لما لا نجربها إذا .. لكن هذه المرة بمهارة حقيقية .. 
لا زال الكثير يتواتر ..

نحن في مرحلة الشعب الذي لم يجد من يؤدبه .. سنقوم بالمهمة..
هكذا يفكرون فانتبه لخطوك يا صديقي !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق