الخميس، 31 أكتوبر 2013

عن سوريا ..

في النظر قليلا بعيدا عن هموم الكوكب المصري

أفتى خطيب الجمعة للناس بجواز أكل القطط و الكلاب .. 
كان ذلك في مخيم الزعاترة السوري قبل عدة أسابيع!!

الآن تتواتر الحكايات عن تجويع حقيقي للناس في أنحاء سوريا عبر فرض النظام حظر خانق يعوق منع مرور أي مواد غذائية..
تأتي الصور مفجعة عن طفل ميت في الطريق من الجوع أو سيدة تطهو قطة لابنها ..
هذا عار لا أعرف كيف تتحمله الإنسانية .. بينما يتواطأ العالم بكل دناءة ليحدث كل ذلك !!

الجرائم التي تحدث في سوريا تفوق الوصف !!
هذا السفاح أصبح ينافس نفسه فقط في مستوى السفالة و الإجرام بعد أن تجاوز كل مستويات الحقارة لأمثاله عبر التاريخ!!

ما يحز في نفسي هو موقفنا المخزي في مصر !!
لم نستطع دعم السوريين في ثورتهم .. ربما لأسباب مفهومة فنحن خذلنا أنفسنا أيضا ..
لكن تحول الشعور المصري للنقيض في ليلة واحدة ليقاسي السوريون الأمرين في مسألة المعيشة و تجديد الإقامات و الترحيل الجبري و الاتهامات بالأخونة .. هو عار لا أعرف كيف نتحمله!!

كان لي صديق يريد الذهاب لمصر فقط للاطمئنان على عائلته فوجد إجراءات الفيزا تحول دون سفره بعد كان تم إلغائها .. ثم رحل أهله عن مصر مشتتين بعد أن ضاقت بهم أرضها.. 
بينما استطاع صديق آخر السفر فقط لأنه يحمل جواز سفر ألماني!!

أعرف عائلات مصرية و أصدقاء أتاحوا بيوتهم للسوريين بلا مقابل .. بينما تشدد الحكومة الخناق على السوري و من يساعده و الاتهامات تلاحق الجميع

كان الاعتقاد أن مصر تمثل الخيار الأفضل للسوريين متوسطي الحالة الاقتصادية..
فعندنا ثورة نستطيع بها تفهم ظروفهم فضلا عن رخص الحياة النسبي .. 
بينما لبنان غالية المعيشة و السوريون لا يجدونه مكانا مريحا نظرا لممارسات جيش الأسد البربرية في فترة الاحتلال لجنوب لبنان و اغتيال الحريري
أما أوروبا فمثلت فرصة للقادرين ماديا .. و أولئك اللذين يمتلكون مغامرة اجتياز المحيط للحصول على اللجوء !!
أما الفقراء فلهم الله في مخيمات اللاجئين الممتدة على الحدود
في ألمانيا..
المعروفة بتشدد قوانين الإقامة و العمل فيها .. اتسعت قوانينها لتستوعب العدد الأكبر و تتساهل في إعطاء اللجوء و إقامات العمل .. السوريين الذين توقف تمويلهم من الحكومة السورية حصلوا على منح و ميزات استثنائية في نوعية الإقامات ليتمكنوا من العمل !!

اليوم أقابل زميلا سوريا فقد نصف عائلته (من دمشق) ..منحته الحكومة فيزا عمل حرة كإجراء استثنائي (لا يمكن منحه للطلبة) .. 
و آخر (من حمص الجريحة)حصل على منحة كاملة بعد قطع الحكومة السورية لتمويله..
بينما استطاع آخرون استقدام عائلاتهم بشروط ميسرة

هكذا تتعامل الدول مع الحالات الإنسانية رغم الموقف السياسي المخزي أيضا للحكومة الألمانية ..
لكن حكومة مصر جمعت بين الإثنين موقف سياسي مخزي و عار في تبني الموقف الإنساني..

هم أخوة لنا لو نتذكر !!

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=253942691420062&set=t.1071283736&type=1&theater



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق