الاثنين، 15 يوليو 2013

رمضان كريم 5: حين تأكل الملوخية بعيدانها و أوراقها و لا بديل .. اختراع المخرطة لم يصل هنا بعد !!


تعجبك بساطة الحياة المبنية على الثقة بين الناس و الأمان فيما بينهم ..
استفدت من خدمة (سافر معي).. فكل من يسافر بسيارته الخاصة يستطيع أن ينشر إعلانا لمن يريد السفر معه و بسعر أقل من القطار السريع .. حملت أوراقى و هكذا سافرت بالسيارة ..
كانت مغامرة ممتازة .. جايز كان الأخ صاحب السيارة مصدعنا بالكلام عن سيارته الأوتوماتيكية و كلها بالريموت و …..
حتى كاد جاري الروسي الاشتراكي أن يفتك به من الغيظ .. لكن وصلنا أخيرا و هو يقف أمام ميكروباصه (أقصد سيارته الأوتوماتيكية) يجمع مننا الأجرة بأناقة مستحقة ممن يمتلك سيارة فولكس فاجن بالريموت فعلا!

وصلت المركز الإسلامي في برلين بعد كفاح في محطات المترو .. بحثت عن الرجل الذي رد على تليفوني .. فوجدت حكايتي منتشرة بين جموع المعتكفين .. إنت اللي جاي تعتكف من جوتنجن؟! يتبعها ضحكات مرحة و تعارف سريع ..

صلينا المغرب و وجدت طابورا في انتظار طعام الإفطار .. 
وقفت فيه و تعارفت مع الموجودين و الكل يتساءل من أي بلد أتى هذا الوافد الجديد (ربما من باكستان أو ماليزيا.. تخدعهم هيئتي لا ريب) كانت لهجتي المصرية تجيبهم حتما (لم أكن قد تأثرت بعد بما أسميه اللهجة العربية البرلينية التي هي مزيج من لهجات العرب تصاحبها كلمات ألمانية منتقاة) .. 
العامية تتكسر هنا تماما.
الآن حين أتكلم مع أصدقائي في مصر و أقول يا زلمة !! يكاد بعضهم يقفز من سكايب ليوسعني ضربا على هذه الإهانة.

يقولون أن الملوكية كانت طعام ملوك مصر .. حتى تناولتها العامة و أحبوها فتحور الإسم لـيصبح ملوخية .. 

هنا تذكرت صديقي اليمني الذي قال لي يوما: يا أخي ودي أروح مصر و آكل ملوخية بالأرانب اللي بتاكلوا صوابعكم وراها .. إنتو بتاكلوا صوابعكم إزاي في مصر يا عبده ؟!! يجاوبه صدى ضحكاتي في شوارع جوتنجن 

وصلت عند موزع طعام الإفطار لأجده يفرغ بعض المكونات من العيدان و الأوراق في طبقي ..
هو إيه ده يا أخونا شكلها وجبة لذيذة .. (ياساتر)!! 
هايدي ملوخية !! (يا للهول ألم تصلكم المخارط بعد!! .. في سري طبعا)
فأبو أحمد رجل عريض المنكبين طويل القامة و معه سلاح المغرفة (الحكمة مطلوبة هنا) !
لا خيارات متاحة لي إذا .. الخبز يبدو طعاما أنيقا في مثل هكذا حالة!
حقا لم تكن الملوخية سيئة جدا .. ثم اكتشفت أن بعض أهل الشام يحبونها بالأوراق مكتملة .. (أصبحت المخرطة التي كانت جدتي رحمها الله تتفنن في استخدامها لجعل الملوخية ناعمة تماما من الذكريات المصرية المفتقدة)!!

لاحقا أخبرني زميل من غزة (و نحن نجري تجاربنا في المعمل) .. أن أمهاتهم كانت تصنع سندويتشات الملوخية لهم و هم صغار !! جاوبته أكيد ملوخية بالعيدان ؟!.. قال: لا ، نحن نأكلها ناعمة زيكم تمام !! (ياللهول) … 
نظرت للغاز المنتقل في الأنبوب بتأثير طاقة التفريغ الهائلة و أنا أتخيل طفلا يمشي بسندويتشات الملوخية في شوارع غزة و هو يفكر في معادلة فيزيائية لحفظ بقايا الملوخية في السندويتش و لتكف عن التسرب على ملابسه!!

كانت ليلة بديعة في العشر الأواخر من رمضان بصحبة أخوة من بقاع الأرض يبحثون عن أنفسهم و عن الله (فيهم) في شهره الكريم .. 
كان يزين صلاة التراويح شباب من ليبيا أحدهم كان يقرأ القرآن و كأن الصوت الملائكي عبدالباسط عبدالصمد حاضر بيننا ..

لست ممن تعودوا الاعتكاف الكامل في المسجد.. لدي طقوسي الخاصة في النوم ( الهدوء تام.. و الإظلام الدامس شرطان أساسيان) .. أشعر في النوم بدبة النملة و هي تتحرك بخبث فظيع على السجادة (حتى لا توقظني) و هي تحاول اللحاق ببقايا الطعام المتدثرة بصوف السجاد. 
لم أنم ليلتها بسبب الشخير (الهادئ) المنتشر في المكان .. و دبيب النمل (العالي) و هو ينقب بخبث في ثنايا السجاد عن طعامه..
في الليلتين التاليتين كنت أبيت عند صديقين في غرفهم الأنيقة .. و الهدوء و الظلام سيدا المكان .. و حمدا لله لم تكن هناك نملة ماكرة تتجول في الأنحاء!!

كان مشوار الجامعة في اليوم التالي مغامرة أخرى .. فقط كان علي مراجعة تركيبات اللغة الألمانية حتى أجتاز مهارة التعبير عن نفسي هناك .. 
تذكرت مقولة معلمة الألمانية (حتى الألمان لا يعرفون قواعد الألمانية فعلا ..) 
أتأكد من صدق المقولة و أنا استمع للغو أهل الشارع بلهجتهم البعيدة عن الفصحى التي تعلمناها في الكتب .. (حتما سيتساءلون حين يستمعون لنا: من هذه الكائنات التي قفزت من كتب جوته الكلاسيكية!!).. 
يقول أهل ميونخ (نحن نستطيع عمل كل شئ .. عدا الألمانية الفصيحة) .. إنهم يتحدثون ألمانية مختلفة فعلا .. و تلك حكاية أخرى.

رمضان كريم 6: 
فنظر إلي بعينين حمراوتين كالزومبي و قال: ما بتعرفش ألماني هه ؟!! 
----
عبدالعظيم التركاوي

http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200773724440063

رمضان كريم 1: حلو يا حلو رمضان كريم يا حلو .. الكل الآن يتحسس مواضع كلماته!
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200727186196636
رمضان كريم 2: فوجئت أن غدا رمضان .. إنها الجينات المصرية العبقرية!!
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200727728090183
رمضان كريم 3: حين تناولت زجاجة الماء خطأ .. فكان رد المحتالين .. حراااام ..آنت صائم
http://www.facebook.com/terkawi/posts/1020075414219051
رمضان كريم 4: هل تزرعون لسان العصفور حقا في مصر يا عبده؟!!! فضحكت بلا انتهاء..
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200759268798681
رمضان كريم 5: حين تأكل الملوخية بعيدانها و أوراقها و لا بديل .. اختراع المخرطة لم يصل هنا بعد !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق