الاثنين، 8 يوليو 2013

رمضان كريم 1: (قصة قصيرة) رمضان كريم يا حلو.. الكل يتحسس الآن مواضع كلماته


رمضان كريم .. قالها محييا
الله أكرم .. هكذا كان يرد عليه
و هكذا كان موعدهما معا منذ ما يزيد على الألف عام
اليوم كلا منهما ينتظر الآخر هل سيقولها؟!.. الكل يتحسس مواضع كلماته!
***
تنتظر مصر كلها اللحظة التي يعلن فيها مفتي البلاد أول أيام الصيام .. 
تخبرنا الحسابات الفلكية الآن قبلها .. لكن لا زلنا ننتظر اللحظة التي يعلن فيها المفتي -بعد إتمام خطابه الذي نتمنى نهاية سريعة له لنعرف موعد الصيام- ظهور الهلال عبر فرق الرؤية الشرعية المنتشرة في ربوع المحروسة

تمتلىء الأسواق بأهل مصر المتحسبين لطول اليوم و حرارته فيتبضعون بمبالغة ..
تتزاور السيدات مهنئات بعضهن و يتداولن في مناقشتهن السرية الأصناف المطلوبة على الإفطار .. تنتحي أم أحمد بأم مينا جانبا بعيدا عن فضولهن سائلة إياها عن كيفية عمل بسبوستها بتلك البراعة التي أبهرت زوحها في عزيمة رمضان الماضي .. و إلا فسيأتي أبو أحمد ليقضي رمضان بينكم و ستضطرون للصيام .. يتردد صدى ضحكاتهما و تشعر أم مينا بفخر سيدة المنزل الماهرة.

يخرج الرفاق من تراويح الليلة الأولى ليجدوا رفاقهم في انتظارهم مهنئين لهم إهلال الشهر الكريم .. يوزع الأب متى المسكين ابتساماته على الأخوة و حلوياته على الأطفال .. بينما يتبادل أحمد و مينا الفانوس و يتشاركان الغناء .. حلو يا حلو .. رمضان كريم يا حلو .. يتضاحك الأبان و هما يتذكران عندما تشاجر الطفلان أمس الأول و كادت السيدات تعلقن ببعضهن.. يا للأطفال !!
***

رمضان بعد غد .. هكذا قالت الإفتاء
و لا زالت الدماء حارة هكذا يتحاكى الجمع!

يتذكر الجمع بحنين حين جمعهم الميدان و الأمل في الغد المشرق .. حين أقيمت صلاتهم و تلاه قداسهم من المنصة بينما هم يتبادلون الحماية ضد بلطحية النظام .. كانت أياما مجيدة .. تتدافع الذكريات كما يريدها الراوي .. ‫#‏25_يناير‬ .. تتبع الذكريات دوما زفرات حارة ..

تتبادر إليه هو أحداث ماسبيرو .. لقد خذلونا .. يأخذ الحنق مكانه!!
يتسارع إليه هو الآخر مذبحة نادي الحرس .. لا زالت الدماء حارة .. كم شمتوا فينا !!

الجرح عند الجميع غائر .. والشق يتزايد
يتحسسان مواضع الكلمات .. لكن لا زال حق الجيرة قائما .. و فوقه حق أخوة السنين منذ الأجداد ..

هل سيهنئوننا هذا العام .. يتساءل أبو أحمد و زوجه .. رياح الشك تهب على المكان!
يتداولان .. هل يجب أن نهنئهما .. لا بأس!.. هل سيستقبلوننا ؟! .. تظلل ذات رياح الشك على المكان ..

يفتح أحمد الباب ليجد الطارقين خلفه .. يتبادل الجمع ابتسامات .. ليست بذات الرونق لكنها بداية..

أحضرت لك صينية البسبوسة هذه المرة .. تتضاحكان.
إفطاركم غدا عندنا .. هكذا قال. ليست ذات البسمات و حرارة الكلمات .. لكنها بداية .. و هم يحاولون .. كلهم يحاولون لأجلهم و لمستقبل أولادهم و لوطنهم ..
لا يكترث الصغار و لا يهتمون فقط ينطلقان كالسهم مرددين أغنيتهما الأثير بصحبة الفانوس
حلو يا حلو .. رمضان كريم يا حلو ..
***
رمضانكم كريم .. و المولى أعز و أكرم و الوطن بأهله أبقى لنا جميعا ..

عبدالعظيم التركاوي
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200727186196636

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق