الأحد، 28 يوليو 2013

في دروس المحنة و الألم .. ‫#‏مذبحة_المنصة‬


أ. "الكلمة نــــور .. و بعض الكلمات قبـــــور"

الألم أكبر من الاحتمال .. ليس فقط لأن مصريين أحرار قضوا نحبهم بأيدي مصريين يمارسون العنف و القنص باسم الدولة .. 

و لكن الأكثر ألما هو التردي الأخلاقي المفزع الذي جعل البعض شامتا أو مؤيدا للقتل أو مشاركا فيه !! 

نجح الإعلام الموجه من النظام بمدافعه الثقيلة في توجيه سهام الشيطنة لكل معارضي الانقلاب و إلى الأخوان .. في محاولات دنيئة لنزع الإنسانية عنهم بل و مصريتهم .. فلا يفرق الناس بين اختلاف سياسي و وحدة في المصير و الوطن و الإنسانية مهما كانت مساحات الاختلاف في الرأي و الأفكار ..

"الكلمة نــــور .. و بعض الكلمات قبـــــور"
كتبها عبدالرحمن الشرقاوي في الحسين شهيدا ..

هم اختاروا حفر القبور .. لبعض منا .. و لكن ان استسلمنا و قبلنا .. فإن قبورهم ستلتهمنا جميعا .. قريبا !!
لقد دمروا مصريتنا .. الجرح عميق و وقت الشفاء طويل .. لكن بعد الألم يأتي الشفاء و سنستفيق معا لأجل الوطن !!

http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200854672903724
-----



ب. بعد الألم يأتي الشفاء ..
"كل فكرة عاشت اقتاتت كبد إنسان .."

١. أكبر إيجابية من ثبات الاحتجاجات المضادة للانقلاب هو جعل الانقلاب العسكري و الانفراد بالسلطة و عسكرة الدولة و صناعة الديكتاتور صعبا للغاية و ربما مستحيلا .. 
مع ثقة منا بأن السكرة تذهب و سيفيق الناس على حقيقة سرقة الثورة فيجمعهم الميدان من جديد..
هذه حقيقة يعرفها حتى أولئك الذين يصمتون .. كرها في الأخوان .. أو معارضة لتجربة الحكم و نتائجها .. أو ربما حيرة .. أو خوفا من الشماتة في 30 يونيو .. أو رعبا من الجماهير التي شحنوها .. أو ترقبا من خطوة قادمة من الديكتاتور الذي صنعوه .. 
يعرفون جميعا أن الميدان يعيد لهم بعضا من ثوريتهم و يحمي ظهورهم .. و يحفظ التوازن بين رعب حكم العسكر و حلم التحول الديمقراطي .. و أنه سيجمعهم قريبا

٢. تتخذ القضية زخما أكبر .. 
تتصاعد أعمدة الدخان لتهدم الصورة التي حاول السيسي صنعها من مهرجان الألعاب النارية .. مصر ليست كلها هناك .. هناك من تقتلهم بالرصاص .. 
العالم تحدث بالأمس عن صناعة الفرعون و اليوم عن السفاح .. 

٣. كانت المذبحة ضربة قاصمة .. لكن الترنح كان بالتأكيد من نصيب الانقلابيين و السيسي .. 
زاد ثبات الشباب في الميدان .. التفوا حول فكرتهم .. زادت لحمتهم و إصرارهم .. 
فلنمت واقفين إذاً في الميدان .. إذا كان الموت هو ما يريدونه منا ؟! .. 
يدرك الآن من يملك الأسلحة و الشرطة أن العنف لن يحل شيئا و لن يستطيعوا فض الاعتصام .. 
و أن المصالحة هي حل وحيد يرضي الشعب الذي يستفيق يوما بعد يوم

٤. ينضم مزيد من الثوار و النشطاء لميدان رابعة .. ليس حبا في الأخوان و لكن نصرة للحرية و الإنسانية و الدولة الديمقراطية .. و تعاطفا مع الإنسان الذي يسفكون دماءه و كأنها ماء..

٥. قوة الاعتصام يعطي دفعا قويا في اتجاه سرعة انهاء الفترة الانتقالية و محاولات الترميم التي يقومون بها .. يجعل من حلم الداخلية في التكون من جديد و التحكم ثانية كابوسا لن يتحقق .. ذلك الجهاز الذي لم يجد له الكاتب في رواية باب الخروج إلا التحلل الكامل و صناعة جهاز آخر تماما .. أولى الدروس المستفادة حل الجهاز الأمني تماما و وزير داخلية مدني (الخطأ الأكبر من سنة كاملة).

٦. ليت المحنة و الاعتصام يكون فرصة لمراجعة كل ما كان (الخطاب للأخوان) .. ربما المحنة قاسية لكنه وقت الجراحات العاجلة التي تنقذ الحياة و الفكرة ..
مراجعة..
لغة الخطاب السياسي و الأفكار - تقييم سنة في الحكم - أسباب انفضاض الشارع .. مراجعة خريطة تحالفات الدولة العميقة و مع الجيش - و عقاب أهل المصلحة و عدم الكفاءة .. إعطاء الفرصة الكاملة للجيل الجديد المتفتح و المتحرر من مرارات الأجيال السابقة - إعادة نسج الخيوط مع رفاق الثورة - الاستفادة من كل الأخطاء - الفصل بين عقيدة ثابته ملهمة و سياسة اجتهادية متغيرة - إعادة الاعتبار للتربية الروحية في الجماعة و رفع الكفاءة في التربية السياسية في الحزب و الفصل التام بينهما - أن الخصومة السياسية اجتهاد لا يعني استدعاء الحق و الباطل بل الاختلافات و التوافقات تحددها المصلحة و حلفاء اليوم ربما خصوم الغد و العكس - أن الكفاءة معيار مطلق فلك صلاحك و لنا أداؤك ..
نقول ذلك محبة و إبراء للذمة 
و كثير مما يتردد به الصدر لم يحن أوانه بعد .. 
ربما يظن البعض أنه ليس وقته و يعاتب .. 
لكن ليستمر النضال فلابد من مصارحة و مصالحة مع أخطائنا و إصابتنا لنتعلم و نتسلح بالمعرفة و خبرة الأيام بقلوب واعية و عقول متقدة ..

٧. رغم كل الألم فالمعركة سياسية .. 
لأجل الحرية و العدالة و الديمقراطية.. 
أرجو أن نتذكر هذا و نحن نئن تحت ظلم الخصوم و بطشهم !! 
و حين تستعاد الحقوق و تعود النصاب لأهلها أيضا ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق