الخميس، 18 يوليو 2013

رمضان كريم 8: العاشر من رمضان و حكايات أخرى


اليوم جمعة و الجو حار هنا..
تبا لهم!! هؤلاء الألمان لا يكفون عن شرب المثلجات في الطريق و المواصلات .. ألا يدركون أن هناك مسلمين صائمين ؟!! ..

في مثل هذا اليوم العاشر من رمضان عبر الجيش المصري القناة و عبرت قلوب المصريين معه .. و انتصرنا.
الآن يأمل كثير من المصريين أن يستعيد الجيش ذكرى عبوره و أن يستعيد معه قلوب الشعب.. بأن يتخلى عن انقلابه و أن يبتعد عن المشهد السياسي و يتفرغ لحمايتهم و حماية الوطن.

قلبي مع أهل مصر و هم يجوبون شوارعها الآن في مثل هذه الحرارة و مع مسيحيي مصر الذين يتحملون العطش قليلا مراعاة لمشاعرهم في المسيرة .. المشاعر ليست مصطنعة هنا..
تذكرت هذه الحكاية: (واحد بيوزع تمر ساعة أذان المغرب فى ميدان رابعة العدوية .. يعطي لواحد تمرة .. رد عليه وقاله : شكرا أنا مسيحى ..! .. فرد اللى بيوزع وقاله : …خد ياعم ...وهو يعنى أنا اللى مسلم) 
مدهشون هؤلاء المصريون حتى و هم معتصمون و ثائرون و يعانون .. البسمة و السخرية هو داؤنا و دواؤونا و لحظة الشفاء.

قابلت اليوم صديقا أندونيسيا و سألته عن الصيام كان جوابه بأنه صعب أن يصوم هنا (في بلاد الفرنجة) لكنه يصوم مع العائلة حين يعود .. هذه ليست قاعدة طبعا الأغلب يتمسك بفضيلة الصيام رغم التفريط في بعض فرائض أخرى .. 
لكن الفئة التي تعاطفت معها جدا هم مسلمو دول الاتحاد السوفيتي السابق .. يدركون أنهم مسلمون هكذا فقط .. ربما ببعض الفلكلور .. 
قابلت صديقا من كازخستان و كان فرحا للغاية بمقابلة عربي و يرغب في تعلم الصلاة و بعض القرآن لكنه تكاسل فيما بعد .. 
صديق آخر من تركمانستان ..مثقف و صاحب أفق واسع نتناقش كثيرا .. تقابلنا يوما و كان في صلاة العيد و هنئنا بعضنا لأجده يشرب البيرة مساء (الألمان يقولون أن البيرة ليست خمرا) و أعرف أن أهل أوزباكستان و كازاخستان و هذه المناطق يصنعونها و يشربونها كالعصير و لا يعتبرونها حراما..
تحدثت معي زميلة من أوزباكستان قائلة: أنا أعرف أني مسلمة و أن أجدادي مسلمون ، لا أهتم الآن .. لكني أدرك أنه في يوم ما سأبحث عن أصولي و ديني و ربما ألبس الحجاب .. 
لقد كانت الشيوعية قاسية للغاية في هذه البلاد .. لقد مسحت الهوية تماما .. أتذكر حكاية الجدة التي كانت توقظ حفيدها في قلب الليل ثم تأخذه إلى السرداب لتعلمه بعض القرآن خوفا من أن يسمع الجنود الروس قراءتهم .. أعرف أن لينين اعتبر الدين أفيون الشعوب لكن هل كانت الفاشية المطلقة هذه هي الحل .. لقد حطم لينين مبادئ ماركس تماما و كسر ظهر الإنسانية المتآلفة بها .. مشتركنا الإنساني أكبر و أكثر قيمة من كل تلك الترهات
ربما كان الدرس الأكبر أن الفاشية لا دين لها و أن الحرية مكتسب لا طريق أبدا لفقده .. لذا يملأ المصريون الميادين الآن..

لا أريد أن أفوت حكاية الزومبي .. أكتبها لاحقا اليوم .. لسه اليوم طويل حتى يحل المغرب

عبدالعظيم التركاوي
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200791271758735

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق