الخميس، 4 يوليو 2013

في خطاب التمنيات .. "سيناريو متخيل"


"أحدثكم اليوم و أنا خادم شعبي الذي حملني المسئولية و وضعني في هذا المكان و أقسمت أن أطيع الله فيكم و أرعى مصالحكم .. اجتهدت ما استطعت فأصبت و أخطأت و هأنذا اليوم بين أيديكم بعد أن رأيتم انقسام الشعب بين معارض لي و لسياساتي و مؤيد لي و لمشروع أردنا به الخير لمصر رغم كل المعوقات و بالأمس رأيتم بيان القوات المسلحة و إنذارها بانقلاب عسكري .. و لأنني أقسمت على حفظ دولة العدل و القانون و للحفاظ على مكتسبات الدولة و لمنع أي صدام بين أفراد الشعب أو بينهم و بين جيشهم الوطني و لمنع إراقة نقطة دم مصري التي هي أغلى علينا من كنوز الأرض و سلطانها .. فقد قررت و دون أي إملاء داخلي و خارجي و بعد الإطلاع على الدستور و مادته 150 التي تنص على أن
"لرئيس الجمهورية أن يدعو الناخبين لاستفتاء فى المسائل المهمة التى تتصل بمصالح الدولة العليا و إذا اشتملت الدعوة لاستفتاء على أكثر من موضوع واحد ، وجب التصويت على كل واحد منها. و نتيجة االاستفتاء ملزمة لجميع سلطات الدولة وللكافة فى جميع الأحوال"
قررت التالي
1. إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 30 من أغسطس أشرف عليها
2. أعلن عدم ترشحي للانتخابات القادمة و أظل أمينا حارسا للشعب حتى تسليم السلطة للرئيس المنتخب
3. تشكيل حكومة وطنية مصغرة لتسيير أمور البلاد حتى تسليم السلطة للرئيس المنتخب
4. أدعو المؤسسات الوطنية و الفريق السيسي و الأحزاب لاجتماع في الغد لمناقشة المرحلة الانتقالية و التجهيز للانتخابات المقبلة
أيها الشعب العظيم معارضين و مؤيدين حافظوا على سلميتكم و ثقوا في أنفسكم و اعلموا أن مصر بكم و لكم .. عودوا لأعمالكم و عيونكم على ثورتنا المجيدة حارسين لها و حاميين
وفقنا الله لخير مصر

------
استقبل ‫#‏ميدان_التحرير‬ الخطاب بانقسام شديد بينما بكى معتصموا ‫#‏ميدان_رابعة‬ تأثرا و هم يعودون لديارهم .. 
‫#‏الجيش‬ يرحب بالمبادرة الرئاسية و يعلن مساندته لها .. المعارضة أسقط في يدها و جبهة الانقاذ في اجتماع مستمر دون توصل لقرار ..

المرشد العام للإخوان المسلمين يخرج ببيان لجموع الإخوان يعلن احترامه لخيار السيد الرئيس و يشكر شباب الجماعة الذين ثبتوا و يعلن أن جماعتنا التي تأسست قبل 80 عاما و مرت بمحن بلا انتهاء فخرجت صلبة هي الأبقى و الأهم من كل جاه و سلطان و يعلن عدم ترشيح الجماعة لمرشح رئاسي في الانتخابات القادمة و أنها تعطي الفرصة لفصيل وطني آخر لحمل المسئولية و يعلن اعتذار الجماعة للشعب المصري العظيم و للأمة الإسلامية عن أي أخطاء تسببت في ما حدث اليوم و الوطن أبقى من كل منصب و مصلحته فوق كل اعتبار

تعلن القوى الوطنية استعدادها للانتخابات و تكتب وكالات الأنباء عن ‫#‏الرئيس‬ الذي حقن دماء شعبه و ترحب واشنطن بالقرار الديمقراطي و تخرج مسيرات الشكر للرئيس الذي نزل على رأي فصيل من شعبه

كشفت بعض الصحف عن كواليس الخطاب:
فقد أجرى الرئيس محادثاته مع ‫#‏السيسي‬ و وجد رغبة قوية في الانقلاب ففوت الفرصة لعودة الجيش للمشهد السياسي بغطاء شعبي حتى لا تنتكص الثورة .. 

طلب مرسي من ‫#‏البرادعي‬ تشكيل الحكومة لكنه رفض معلنا أن الدستور أولا 

‫#‏بكري‬ مان كتب كواليس اللقاء و محاولات السيسي المستمرة لتقويض النظام و أنه لم ينس لمرسي إقالته لقائده فكان الرئيس حكيما في قراره

نزاع في مكتب الإرشاد حين قرر ‫#‏الشاطر‬ رفض أي محاولات للاستفتاء أو الاستقالة لأن الإخوان سيخسرون كل شيئ .. و تردد ‫#‏بديع‬ 
لكن ‫#‏مرسي‬ حسم القرار معلنا أن الدعوة و الإخوان و الوطن أبقي من كل أعضاء مكتب الإرشاد و إن خسرنا اليوم فلا يجب أن تخسر الدعوة و الجماعة و لا يراق دم مصري واحد من ‫#‏الإخوان‬ أو غيرهم من الشعب و دماء شبابنا أغلى من المكاسب و المغانم و الحفاظ على دعوتنا أبقى من الحفاظ على الكراسي. و التجربة الإسلامية في الحكم يجب أن تكون ناصعة بيضاء حتى و إن لم تنجح كاملا في أولى المحاولات .. لأن فشل التجربة و استهلاكها في صراع الدماء سيضر بكل التجارب الصاعدة و بصورة الإسلاميين و سيكون شبابنا موضع كل اتهام و استهداف و سيفقدون الثقة في جماعتهم و دعوتهم .. و سيتحدث العالم عنا و هو متصيد و متربص بنا

كانت 3 شهور عصيبة في عمر الوطن .. لم تكف فيه القوى المضادة من محاولات الإفشال و تعنتت بعض المعارضة و كانت المظاهرات تعم الوطن كل يوم .. لكن كان الاستعداد يجري للانتخابات و رضي الجميع بالاحتكام للصندوق.

و و ضعت القوى خريطة عمل وطني تتضمن اعداد لجنة الانتخابات طبقا للدستور .. التوافق حول قانون انتخابي للبرلمان .. و وافقت المحكمة الدستورية .. اتفق الجميع على التعديلات الدستورية المطلوبة ليعرضها الرئيس القادم على البرلمان
أجريت الانتخابات الرئاسية و البرلمانية و سلم مرسي السلطة لسلفه في مشهد مهيب لم تشهده المنطقة من قبل و في أولى قراراته قرر الرئيس الجديد منح الرئيس السابق قلادة النيل العظمى.
انتهى.

لو عرفت تكمل الكلام للآخر .. فشكرا إنك استحملتني و هطلب منك ما تغضبش من الجاي .. دا فش خلق و فقع مرارة و أشياء أخرى !

كتبت الكلام ده بعد الخطاب أول أمس و ما كنتش ناوي انشره احتراما بس للشباب المعتصم .. 
لكن مع مهرجان الاعتقالات للقيادات و استبسال الشباب و مهرجان الفضائيات و خطابات الرئيس 
دا كان السيناريو المتخيل حبيت اكتب ما كان بودي أن يكون و الجاي التعليق!

تعليق:
كتبت السيناريو المتخيل ده و الخطاب بيرن في وداني .. و كل محطات الفشل و الإفشال تمر أمامي .. و كل فرصة ضائعة بتعنت أحيانا و بعدم حكمة أحيانا أخرى و بتأخر دائما تأتي للذاكرة .. و كل الشباب في الميادين يدافعون عن قضية يتمنون فيها الشهادة و القيادات تدرك مدى الخسارة .. 

أكتب حانقا على الجيل الذي أضاع الجماعة و الوطن..
عن عمى السلطة حين تحجب الحقائق و البصيرة و غرور محطات القوة و استدعاء مصطلحات الشهادة و العقيدة في ميدان السياسة.. 
عن الانقسام و عن دماء الشباب التي قدمت على مذبح السلطان و مغانمه .. عن تصوير المعركة بأنها معركة وجود و لا سبيل لتجربة عابدين و الخروج من المشهد (يومها كان الشعب معك كاملا و لم يكن نصفه قد انفض بسوء الأداء) ..

عن دعوة الإخوان التي تحملت الأذى و الملاحقة 80 عاما فكانت عصية ليضربها هذا الجيل في مقتل في اختبار السلطة ..
نعم كانت هناك محاربة و إفشال و لكن كان هناك سوء أداء و عدم قدرة على تقدير المواقف و حسم الأمور و اختلطت حابل الدولة بنابل قادة الجماعة فضاعت الفرص واحدة بعد أخرى و كان الفشل أو الإفشال!
هم تآمروا ضدك فليكن .. لكنك أنت من مكنتهم منك

و لكن ليس كل فشل نهاية .. 
سيأتي جيل يعلم كيف كانت النار حارقة و يتجنب مسالك من سبقوه و يدرك أن مقومات عمارة الأرض تحتاج لسواعد و كفآءات و رؤية و تجرد .. 

و أن الوطن في معانيه أكمل و أنقى من مصالح الأفراد و إن توهموا المزج بين دعوة و سياسة و مصالح. التفريق بين خطابي الدعوة و السياسة واجب

و أن اجتهاداتنا في مجال الإعمار مهما كان صوابها فضلا عن خطأها فهي أقل و أدنى من أن يتحملها الإسلام بذاته .. فكل يقدم فكره في إطاره المرجعي بمقدار فهمه و اجتهاده فإن أخطاء فهو خطأه و إن أصاب فله أجر الإصابة دون تمسح بدين أو خطاب دعوي. لك صلاحك و لنا أداؤك!

مأساة القادم:
دعوة الإخوان و شبابها في محك المحنة و الاختبار ..

سيغضب مني من نحب .. لكنها كلمات حبستها دموع الأمس و الغيظ و أخرجتها زفرات اليوم .. زفرات التعب و الأسى و الحزن و الغضب
احترامي للشباب المدافع عن قضيته حتى النهاية محتفظا برباطة جأش و سلامة صدر و الكلام لهم فقط ليس لأحد آخر! سلمكم الله جميعا

زعلان من كلامي؟! .. 
راجع ما فات على الصفحة هنا من قبل .. و لتعلم أن النقد و لو بالغضب .. لا يمنع المحبة و الدعاء لك بفك المحنة و الكرب و الصعود من جديد
و افتكر إننا راجعين للنقطة الصفر 
و يسقط يسقط حكم العسكر
ستحتاج قوتك للنداء من جديد

http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200701437952946
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200692777056429
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200655963896123
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200615656848472
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200648311944829
---

المقال على صفحة فيس بوك:
http://www.facebook.com/terkawi/posts/10200701857643438



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق