السبت، 20 يوليو 2013

عن أخبار الأدب و عصر الانقلابات


صدر عدد #أخبار_الأدب بلا رئيس تحرير .. لم أقرأه بعد .. لكن أعجبتني الفكرة جدا .. لا أعرف رئيس التحرير الحالي لكني أتذكر الجريدة الرائعة حين كانت تصدر بمواد دسمة من أعمال مصرية  و مترجمة و تشكل وجبة ثقافية ممتازة .. هكذا إذا يفعلها المصريون ..  يديرونها معا فينتجوا شيئا يشعرون  معه بأنه صنيعة أيديهم ..
 تذكرت مشهد #جحا_المصري حين قال #يحيى_الفخراني (جحا) للمملوك (عبدالله أبو زهرة) .. ما أجمل يا مولاى أن تجلس على كرسي من صنع الناس !! بالطبع ولى الآم عهد الكراسي أصلا .. نحن نصنع كراسي للشعب فقط .. و لماكينة الدولة التروس !!

تذكرت قصة بلال فضل في مجموعته البديعة #ضرب_العيان_بالميت  في 2006 حين كتب عن اختفاء موكب الرئيس في نفق الأزهر .. توقع الكل كارثة محققة في البلد .. لكن المصريون تفاجاؤوا بأنفسهم و فاجأوا العالم أيضا بأن الحياة تمشي كما كانت .. بالبركة و من غير رئيس!!
كانت القصة تعبير مؤلم عن حال البلد المتوقف تماما مع الرئيس العجوز #مبارك .. الذي أضاع كل الفرص و كل المصريين ..

كان Ezzedine Choukri Fishere عزالدين شكري فشير كتب في روايته #باب_الخروج عن موجة الثورة الثانية و إطاحة العسكر بحكم أول رئيس أخواني منتخب و دخول البلد في دوامة من العنف و اقتحام القصر و إسقاط الحكومة و الدولة و انحسار الجيش و الأمن .. و مضت الأمور .. المصريون يدبرون أمورهم بمنتهى البساطة و يستعيدون مبدأ المقايضة !!  لم يصبح حالهم أفضل لكنه ليس بالأسوأ .. الغريب أن كاتب الرواية يرى أن ما حدث الآن في مصر ليس انقلابا على الإطلاق!!
يبدو أن قدماء المصريين كانوا يدركون اللعبة جيدا .. لذا تركوا للفراعين بناء أهرامهم و تفرغوا هم للإبداع في مجالات الطب و الرياضيات و الهندسة و غيرها...


تذكرت كلمات #أحمد_عباس_صالح في مذكراته التي كانت تنشرها جريدة #القاهرة .. حين كتب عن انقلاب يوليو 1952 .. هل كان انقلابا أم ثورة؟! هل جاء ليحقق أحلامنا في الديمقراطية أم ليقتلها تماما ..
في ذلك الوقت كان لدينا برلمان منتخب و حراك سياسي و مساحة جعلت زعيم الوفد في ذلك الوقت يجهز لمذكرة لعرضها على مجلس النواب لعزل الملك و تحويل مصر لجمهورية لكنه سحبها بعد تدخل الإنجليز مؤيدين لها .. أخذه الكبرياء و الاستقلال الوطني..
بعد الانقلاب أخرج العسكر أغرب مظاهرة في التاريخ تطالب بإلغاء الديمقراطية المصرية العريقة و حل الأحزاب .. و قد كان!!

يحاجج صديق بأن  #الأخوان كانوا من أيد #ناصر في ذلك الوقت  .. هذا صحيح !! إذا لماذا يجب أن يفعولها الآن ؟!  و قد دفعوا ثمن الخطيئة التاريخية في سجون ناصر و دفعنا نحن الثمن غاليا في استبداد دام 60 عاما .. هل كُتب علينا الدوران في الحلقات المفرغة .. أو في ساقية #العسكر مدى الدهر ؟!!
عموما يقوم الآن ليبراليو مصر بهذا الدور و بمنتهى البراعة..
تحرك الأخوان يومها لحصر خصومهم السياسيين ممثلين في الوفد .. و اليوم يقوم المدنيون بنفس الدور لإقصاء خصومهم السياسيين ممثلين في الأخوان !! يا لهول ما نصنع

كان مُنَظر العسكر في 52 مفكر ألمعي هو #سيد_قطب و هو أول من أطلق لفظ ثورة على الانقلاب .. لكن كرامته أبت تحكم ناصر فيه فغادرهم و سجنوه ثم أعدموه ..
ثم تلقف #هيكل الدور و صنع الأسطورة .. الآن يحاول الأستاذ في عمره الثمانيني صناعة تمثال عجوة جديد بمقاييس ناصر .. كان الرجل يقضي الوقت يوميا قبل الانقلاب في اتصالات مع #السيسي مؤكدا أنه ناصر هذا العصر كما تذكر بعض التقارير .. يؤيده الآن حامل نوبل دكتور #البرادعي  الذي كان يقضي وقت ما قبل الانقلاب في نادي الضباط البحري لعقد اتفاقات مع العسكر و فلول نظام مبارك..
المشهد برمته يبدو و كأنه خارج من مسرح #ألبير_كامي العبثي .. يا لسخرية كتاب التاريخ !!
كيف ستقرأ الأجيال القادمة هذه الأيام في كتب التاريخ .. مؤكد أنهم سيكونون مثلنا و نحن نقرأ خطايا أجدادنا و هم يؤسسون لعصر الديكتاتور في 52 و ما تلاها .. بعد هدم الدولة و إقامة المعبد  .. معبد الديكتاتور!!
سيظل المصريون يكيفون حياتهم حتى يقتنصون الفرصة ثانية حين تجئ لأجل استعادة الوطن ..
إنها موجة ثورية أخرى من هبات الثورة المبهرة .. مستمرون إذاً و الغد قريب و يفصلنا عنه الليل و الذي يحفز عيوننا لمزيد من إبصار الحقائق و دروس التاريخ ..

عبدالعظيم التركاوي
https://www.facebook.com/terkawi/posts/10200793313649781

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق